ما بدأ بمثابة تحدّ على الشبكات الاجتماعية من السوري "كاوا حسو" بهدف نشر الوعي بين أصدقائه حول انتشار فيروس كورونا المستجد في موطنه الأصلي سوريا، تحول الآن إلى حملة لدعم المحتاجين في البلاد التي مزقتها الحرب.
يقيم حسو، لاعب كرة قدم سوري شهير يبلغ من العمر 35 عاماً، حالياً في هولندا. وجذبت حملته لإرسال تبرعات مالية للعائلات الفقيرة في سوريا مئات المتبرعين من السوريين الذين يعيشون في الخارج.
وقال حسو: "طرأت لي الفكرة الأسبوع الماضي حين كنت أفكر في طرق لمساعدة السوريين الموجودين داخل سوريا الذين اضطروا للبقاء في منازلهم بسبب فيروس كورونا المستجد". وأردف حسو، في تصريح بموقع Voice of America الأمريكي: "أغلب الناس في سوريا يعملون بنظام اليومية، لذا إذا لم تذهب للعمل يوماً واحداً، فلن تتمكن من إطعام عائلتك".
وأضاف: "تشجع حملتنا كل سوري يعيش في الخارج على رعاية أسرة واحدة في الوطن لمدة شهر. وهذا سينقذ آلاف الأسر من الجوع".
وبحسب حسو، فإنَّ العديد من رفاقه الرياضيين والفنانين والشخصيات العامة السورية انضموا إليه في جهوده لجمع التبرعات من جميع أنحاء العالم.
آن الأوان للتضامن
وجذبت المبادرة أيضاً الكثير من الأثرياء السوريين الذين يقيمون خارج بلدهم. وقال عارف رمضان، رجل أعمال كردي سوري يمتلك سلسلة من الفنادق والمطاعم في أربيل بالعراق، في مقطع فيديو نُشِر على فيسبوك: "أتعهد بدعم 15 عائلة في سوريا طوال هذه الأزمة".
وأضاف: "أحث رجال الأعمال الآخرين على المساهمة في هذه الحملة الجميلة، فنحن نواجه هذه الأزمة معاً، وسنتخطاها معاً". من جانبه، قال رجل أعمال سوري آخر، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنَّ أزمة فيروس كورونا المستجد تتيح لنا الفرصة للتفكير في "قيمنا الحقيقية".
وأضاف رجل الأعمال، الذي يقيم الآن في تركيا، في تعليق للموقع الامريكي: "من خلال التبرع للناس في وطننا، نحن نظهر لهم أنهم ليسوا بمفردهم وأنَّ العالم لا يزال بخير".
وعلى الجانب الآخر، أعرب متلقو التبرعات عن امتنانهم لـ "بادرة حسن النية" هذه. وقال عامل بناء: "هذا التبرع جاء في الوقت المناسب"، الذي اضطر للبقاء في منزله منذ 23 مارس/آذار بعد عزل بلدته القامشلي، الواقعة في شمال شرقي سوريا، بسبب فيروس كورونا المستجد.
وأضاف: "عندما بدأ الطعام ينفد مني أنا وأطفالي، اتصل بنا بعض الناس وعرضوا إعطاءنا سلال طعام تكفي لمدة شهر". وأضاف أنَّ المواد الغذائية الأساسية ستنقذ عائلته من الجوع.
إدلب.. الأمم المتحدة متخوفة
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن عواقب تفشي الفيروس المُسبِّب للمرض المعروف باسم "كوفيد-19" على المدنيين النازحين في سوريا، لا سيما في محافظة إدلب الشمالية الغربية.
وقال ينس ليرك، المتحدث باسم مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في إحاطة إخبارية عبر الفيديو، يوم الجمعة 27 مارس/آذار: "تعرب الأمم المتحدة عن قلقها بشأن العواقب المحتملة لـ(كوفيد-19) على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء سوريا، وخاصة على أكثر من 900 ألف مدني نازح في شمال غرب سوريا".
وقد دمر عقد من الحرب أغلب نظام الرعاية الصحية في سوريا؛ مما أثار مخاوف من أنَّ ملايين النازحين سيكونون أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد.
ويقول النظام السوري إنَّ هناك 10 حالات مؤكدة من الإصابة بالفيروس. فيما يعتقد خبراء الصحة أنَّ عدد الإصابات أعلى بكثير، لأنَّ النظام لديه موارد محدودة للكشف عن المصابين. وأبلغت السلطات السورية، يوم الأحد 29 مارس/آذار، عن أول حالة وفاة بالفيروس في البلاد.
ويقول حسو إنه يسعى لتوسيع الحملة الإنسانية لتشمل السوريين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط.
وأوضح: "هؤلاء هم الأكثر عرضة للخطر، ويستحقون الرعاية في تلك الأوقات الصعبة".