بعد أن وصل عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد لـ 170 حالة مؤكدة، قرر المغرب رسمياً استعمال دواء "كلوغوكين" (كلوروكين) المصنوع بإحدى شركات الأدوية بضواحي مدينة الدار البيضاء.
وزارة الصحة المغربية عممت مراسلة موجهة لمسؤولي القطاع الصحي بكامل مناطق المملكة، من أجل ضمان توفير هذا الدواء، وإقرار تدابير صارمة لاستخدامه، وإعطائه المصابين بكورونا المستجد، عقب دراسات وأبحاث مغربية وأجنبية، أثبتت فعالية الدواء، وهو ما شجع السلطات المغربية المختصة على الترخيص باستعماله.
ما هو الـ "كلوروكين"، وماذا قال عنه ترامب؟
الدواء المعتمد من قِبل المغرب وفرنسا والصين وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية لعلاج مصابي كورونا، ليس نتاج اكتشاف جديد، إذ زنه اعتمد رسمياً عام 1950، ويستخدم في علاج الملاريا والوقاية منها، بالإضافة إلى علاج أمراض المناعة الذاتية كالتهاب المفاصل.
دراسة صينية أثبتت نجاح العقار في وقف انتشار فيروس كورونا المستجد في الخلايا البشرية، فيما أكدت دراسة فرنسية شفاء جميع المصابين بفيروس كورونا بعد علاجهم على مدى 6 أيام.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد وصف كلوروكين كعلاج محتمل لفيروس كورونا، لكنه أيضاً "مادة شائعة الاستخدام في الأحواض المائية لتنظيف خزانات الأسماك".
وأثيرت انتقادات للرئيس الأمريكي، لأنه تحدث بهذا الشكل عن الدواء مما قد يفتح المجال لاستعمال شعبي غير سليم له.
وبعد كلام الرئيس ترامب، توفي مواطن أمريكي من ولاية أريزونا بعد تناوله عقار "كلوروكين"، كما أُدخلت زوجته التي تناولت الدواء ذاته العناية المركزة، بحسب ما ذكره نظام بانر هيلث الصحي.
وقالت الزوجة إنها وجدت الدواء الذي يتحدثون عنه في التلفزيون على الرف في منزلهم، إذ يستخدمونه في تنظيف حوض الأسماك لديهم.
هذا ما دفع المغرب لاعتماده
البروفيسور مولاي مصطفى الناجي، أخصائي علم الفيروسات، ومدير مختبر علوم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أوضح أن "كلوروكين" ليس لقاحاً بل هو دواء يتم تقديمه لمرضى "كوفيد 19″، موضحاً أنه من عائلة مضادات الفيروسات وله مشتقات أخرى عديدة.
وشدد البروفيسور المغربي، الذي سبق له أن أجرى أبحاثاً طيلة سنوات على فيروس كورونا، أن الدواء المعتمد رسمياً من قبل وزارة الصحة بالمغرب،لا يؤخذ إلا بعد التشخيص وبأوامر طبية وتحت إشراف الطبيب.
وقال لـ "عربي بوست"." لا يصح أبداً أن يقتني مواطنون هذا الدواء من الصيدليات دون إشراف طبي، فمن شأنه أن يتسبب بتداعيات جد خطيرة على الصحة، خصوصاً في حالة الإصابة بأمراض أخرى أو حين يتم تناوله بالموازاة مع أدوية أخرى".
وعن أسباب اختيار المغرب لهذا العقار دون غيره، قال إن النتائج الإيجابية التي أظهرها "كلوروكين" في كل من المغرب وفرنسا، دفعت إلى اعتماده.
بارقة أمل.. مع تخوفات بأن الاختبارات غير كافية
ومع إعلان المغرب عن استعمال الدواء حصراً بالمستشفيات المغربية وتحت إشراف فريق طبي مختص، تساءل مغاربة عن مدى فعاليته، وإن كان له آثار جانبية قد تظهر على المدى القريب والبعيد.
"الأدوية تحتاج وقتاً قد يصل إلى أسابيع أو شهور لتكتمل دراستها، إلا أن الدولة المغربية لا تملك هذا الوقت في خضم ارتفاع عدد الإصابات وكذلك الوفيات، هكذا علق مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء على قرار حكومة بلاده.
وقال إن "الدولة المغربية لن تقف مكتوفة الأيدي، كان لابد من هذه الخطوة التي تتيح فرصاً كبيرة للعلاج" .
وأضاف أن "لكل دواء آثاراً جانبية لن تظهر إلا مع الوقت"، خاتماً كلامه بالقول؛ "علينا أن نكون إيجابيين".
وزير مصاب بكورونا.. وجدل "كلوروكين"
قبل أن تعلن وزارة الصحة المغربية عن استعمال العقار رسمياً، طفا اسم عقار "كلوغوكين" إلى السطح بعد تغريدة لرئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني كشف خلالها عن استعمال دواء الملاريا لعلاج فيروس "كورونا".
وقال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، من خلال تغريدة حذفها لاحقاً ـ بسبب ما أثارته من تساؤلات ومخافة اقتناء المواطنين للعقار دون وصفة طبيةـ إن جميع الحالات المصابة بفيروس كورونا في المغرب تتلقى العلاج باستعمال دواء يُصنع في البلاد، ويستخدم في علاج داء الملاريا.
وقال العثماني إن "جميع الحالات المصابة بفيروس كورونا بالمغرب، والتي تعاني من أعراضه، هي فعلاً تعالج بهذا الدواء وهو يصنع بالمغرب، فلا حاجة لجلد الذات باستمرار".
وغرّد العثماني، في وقت لاحق، موضحاً بقوله: "تفاعلاً مع تعليقات بعض المواطنين حول استعمال دواء "كلوغوكين"، في علاج الإصابة بفيروس كورونا".
"يجب التوضيح أن استعمال هذه المادة لا يزال في بدايته في مختلف الدول، وليس هناك أدلة كافية على فعاليته في علاج هذا الداء، وأن الوقاية وحدها حالياً السبيل الوحيد لحماية المجتمع منه".
وكان عبدالقادر أعمارة، وزير التجهيز والنقل المغربي المصاب بفيروس كورونا، أكد خلال مداخلة إعلامية مع قناة مغربية، أنه يتلقى دواء "كلوغوكين" المستخدم في علاج الملاريا.
وقال الوزير المصاب إنه يتناول هذا الدواء تحت مراقبة الطاقم الطبي الذي يتابع حالته، مضيفاً: "هو دواء معروف لكل الذين يسافرون للدول التي تنتشر فيها الملاريا، إلا أنه يتم استخدام جرعة أكبر في حالة الإصابة بفيروس كورونا".