"الفيروس يجب أن يُكتشف في طرابلس أولاً"، كانت هذه خلاصة أوامر أصدرتها قيادة قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر للحكومة المؤقتة التابعة لها (غير المعترف بها دولياً)،
فقد أصدر اللواء عون الفرجاني، رئيس ما يسمى هيئة السيطرة بالقيادة العامة التابعة لخليفة حفتر، تعميماً شفهياً على جميع المستشفيات في المنطقة الشرقية وفي المناطق الخاضعة لسيطرتهم بعدم الكشف عن أي إصابة بفيروس كورونا؛ حتى تعلن حكومة الوفاق الوطني -المعترف بها دولياً- عن إصابة بكورونا في أحد مستشفياتها.
جاء ذلك أثناء استدعاء الفرجاني لسعد عقوب، وزير الصحة بالحكومة المؤقتة، مؤخراً، بحسب ما ذكر مصدر من وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة -فضل عدم ذكر اسمه- لـ"عربي بوست".
وقال الفرجاني: "إن حفتر يرى أن الإعلان عن حالة إصابات بفيروس كورونا في المناطق التي يسيطر عليها ليس في صالحه، وسيتسبب في ارتباك الأجهزة الأمنية وينعكس على مقاتلي حفتر في طرابلس".
واعتبر القائد التابع لحفتر "أن هذا سيظهر حكومة الوفاق قوية أمام الرأي العام وسيمكنها من العمل في الشرق".
وتشهد ليبيا هذه الأيام إجراءات عديدة أصدرتها حكومتا الوفاق والحكومة الموازية لها في الشرق لمواجهة خطر تسلل الفيروس، منها تعليق الدراسة، وتقليل الاختلاط عبر غلق عدد من المنشآت منها المقاهي.
لا تتبادلوا المعلومات مع حكومة الوفاق عن الفيروس
وقال المصدر إن الفرجاني قام بتعنيف وزير الصحة في الحكومة المؤقتة؛ على تواصل لجنة الأزمة الخاصة بفيروس كورونا التابعة للوزارة مع حكومة الوفاق واستلامها أجهزة ومعدات عن الكشف الأولي للفيروس، كما عنفه على تواصل وكتابات بعض الأطباء في بنغازي مع وسائل الإعلام، حول بعض الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا.
وكانت حالة اشتباه كورونا في طبرق بشرق ليبيا (خاضعة لحفتر) قد تم تحويلها إلى مستشفى الكويفية ببنغازي وجاءت نتائجها سلبية، حسبما ذكر مدير إدارة الشؤون الطبية في مركز طبرق الطبي، عدنان بودية، الخميس الماضي.
ونفى بودية وجود حالتي إصابة بفيروس كورونا، مؤكداً أن أي حالة يشتبه بها سيتم وضعها في العزل وأخذ عينات ومسحات من الفم والأنف وتجرى لها التحاليل العاجلة.
وشدد على أن مركز طبرق الطبي منع الزيارات عن المرضى، وأن شرطة النجدة تتعاون مع المركز الطبي في تطبيق هذا الإجراء.
وقال بودية إن مركز طبرق الطبي يتابع بحرص كل ما يصدر عن منظمة الصحة العالمية بخصوص فيروس كورونا.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة المؤقتة، حاتم العريبي، إنه قد تم أخذ عينات من 7 حالات في مدينة بنغازي اشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، حيث أرسلت العينات إلى المركز الوطني لمكافحة الأمراض في طرابلس وكانت النتائج سلبية.
وأشار إلى وصول جهاز الكشف عن فيروس كورونا إلى مدينة بنغازي وتسلمه من قبل وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة ليبدأ في التشغيل، لسرعة إنجاز التحاليل وعدم إرسالها مرة أخرى إلى طرابلس حتى لا تأخذ وقتاً.
نجل حفتر يخرق الحظر بعقد القران
كإجراء احترازي لمنع تفشي فيروس كورونا أصدر وزير الداخلية بالحكومة المؤقتة شرق ليبيا، إبراهيم بوشناف، تعليمات بإغلاق كافة المنافذ الجوية والبرية وإيقاف حركة السفر ويستثنى من ذلك رحلات الإسعاف والشحن والطيران الداخلي.
إضافة الى منع استخدام وسائل النقل الجماعي (الحافلات) وسيارات الأجرة داخل المدن وخارجها طيلة اليوم، كما تقرر إغلاق المحلات التجارية (التي تبيع سلعاً غير تموينية) طيلة اليوم، على أن تكون ساعات عمل محال بيع المواد الغذائية واللحوم والمخابز ومواد التنظيف من الساعة السادسة صباحاً حتى السادسة مساءً، وقررت الداخلية استمرار الإذن الممنوح للصيدليات بالعمل طيلة اليوم.
غير أن هذه القرارات لم تسرِ وفق ما تقرر لها فقد سجلت مدينة بنغازي خروقات، كان أبرزها حصول صديق نجل خليفة حفتر "الصديق خليفة حفتر" على إذن فتح قاعة الجميلة للمناسبات بحجة عقد اجتماع تحضره شخصيات مرموقة في الدولة، وبواقع الأمر هي دعوة غداء لعقد قران شخص يدعى مفتاح الزواوي.
ناشطون من بنغازي ذكروا أن بعض أصحاب المحلات التجارية رفضوا إغلاق محالهم، معلنين بذلك تحديهم لقرارات وزير الداخلية بالحكومة المؤقتة.
وقال الناشطون إن حالات النهب والسرقة قد ازدادت في مدينة بنغازي خلال حظر التجول مع وجود كميات هائلة من سيارات "الجيش والشرطة والبحث".
فيما أكد الرائد سليم الشاعري، أحد ضباط حرس الجمارك بمنفذ امساعد الحدودي، في تسجيل فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن المنفذ لا زال يعمل ويستقبل المسافرين رغم صدور الأوامر بإقفاله منذ الخميس الماضي.
وكشف أن المنفذ قد زُوّد بجهاز الكشف عن الأمراض غير أن العاملين بالمنفذ لا يلتزمون بالتعليمات الطبية وإجراءات السلامة اللازمة مع المسافرين، موضحاً أن سائقي الشاحنات القادمين من مصر لا يمرون على جهاز كشف الوباء نهائياً.