أزمة في الكمامات تواجه أمريكا إضافة إلى وجود نقص في العديد من معدات الوقاية الطبية الأخرى الأمر الذي ينذر بكارثة إذ تفاقم تفشي فيروس كورونا في البلاد.
وسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس، السبت 21 مارس/آذار، إلى طمأنة الرأي العام الأمريكي القَلِق بأنَّ المساعدة في طريقها إلى المستشفيات المكتظة، وأن الشركات الخاصة وافقت على توفير الإمدادات الطبية التي تشتد الحاجة إليها من أجل مكافحة فيروس كورونا سريع الانتشار.
لكنَّه عارض مناشدات المسؤولين الحكوميين والمحليين ومديري المستشفيات لاتخاذ إجراءات أشد صرامةً، قائلاً إنَّه لن يجبر الشركات على إنتاج الكمامات وغيرها من المعدات لحماية أفراد الطواقم الطبية الموجودين في خط المواجهة مع الفيروس.
ورغم وعود ترامب بتوفير الكمامات لمواطنيه، فإن تنفيذ هذه الوعود يبدو صعب المنال في ظل النقص الخطير في الإنتاج المحلي الأمريكي للكمامات، حسبما ورد في تقرير نشرته صحيفة The New York Times الأمريكية.
أزمة في الكمامات تواجه أمريكا خاصة الـN-95
وقال مايك بِنس نائب الرئيس الأمريكي، في مؤتمرٍ موجز عُقِد في البيت الأبيض مع ترامب، إنَّ الحكومة الفيدرالية قدَّمت طلباتٍ لإنتاج "مئات الملايين" من كمامات N-95 التي يمكن أن تحمي أفراد الطواقم الطبية من الفيروس. فيما قال ترامب إنَّ شركة Hanes للملابس من بين الشركات التي طلبت منها الحكومة بدء إنتاج الكمامات، مع أنَّ الشركة قالت إنَّها الكمامات المزمع إنتاجها لن تكون من نفس نوع كمامات N-95 الأكثر فعالية في حماية أفراد الطواقم الطبية.
ولم يذكر ترامب، ولا بنس، الموعد الذي ستكون فيه الكمامات جاهزة. ومن غير الواضح ما إذا كانت البلاد ستشهد توافر ما يكفي من كمامات ومعدات وقائية أخرى جديدة قبل أن تكتظ مرافق الرعاية الصحية بالمرضى المصابين.
تجدر الإشارة إلى أنَّ السلطات الأمريكية أكَّدت أكثر من 21 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد في الأسابيع المقبلة.
ومع دخول المزيد من قطاعات الشعب الأمريكي في حالة إغلاق غير مسبوق -إذ أغلقت معظم الشركات فيما يُطلَب من واحدٍ من كل أربعة أمريكيين البقاء في منازلهم وتُسرِّح الشركات عدداً كبيراً من الموظفين- يتوقع الخبراء أنَّ اقتصاد الولايات المتحدة سينكمش بوتيرةٍ سريعة في النصف الأول من العام الجاري.
وسعياً للتخفيف من هذا الضرر، كان بعض المشرعين والمسؤولين في إدارة ترامب يعقدون مفاوضات في نهاية الأسبوع الماضي بشأن طرح حزمةٍ للمحافظة على الاستقرار الاقتصادي تبلغ قيمتها أكثر من تريليون دولار. وبدا المشرِّعون الديمقراطيون والجمهوريون على وشك التوصُّل إلى اتفاقٍ لإرسال مدفوعات نقدية إلى الأمريكيين، بعدما نجحوا في حل إحدى النقاط الإشكالية الرئيسية المتبقية في التشريع المقترح.
الفحص لم يعد متاحاً للحالات المستقرة
وواصل المسؤولون الفيدراليون سباقهم مع الزمن لتسهيل إجراء فحوصات الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا. إذ ذكرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يوم أمس إنَّها ستسمح لشركة Cepheid ببدء بيع معدات فحص تشخيصي يمكنها تحديد ما إذا كان الشخص مصاباً بفيروس كوفيد-19 في غضون 45 دقيقة فقط.
وقال ديفيد بيرسينغ، كبير المسؤولين الطبيين في الشركة، إنَّ أدوات الفحص الجديدة من المرجح أن تُطرَح في الأسواق في أواخر الأسبوع المقبل، لكنَّه لم يذكر كميتها ولا تكلفتها.
يُذكَر أنَّ مشكلة عدم إمكانية إجراء الفحوصات على نطاقٍ واسع أثارت صيحات تحذيرية مستمرة منذ أسابيع في مختلف أنحاء البلاد.
ولكن حين أصبحت الفحوصات متاحةً بسهولة أكبر، أصبحت إمدادات الكمامات وغيرها من المعدات الوقائية اللازمة لأولئك الذين يديرون الفحوصات منخفضة. وبعبارة أخرى، أصبح نقص الكمامات بمثابة مأزقٍ أدى إلى إبطاء بدء إجراء الفحوصات، التي يقول الخبراء إنها بالغة الأهمية لاحتواء الفيروس.
وفي اليومين الماضيين، بدأ مسؤولو الصحة في نيويورك وكاليفورنيا وأماكن أخرى في حثِّ المواطنين على عدم إجراء الفحوصات ما دامت حالتهم المَرَضية مستقرة.
إذ قال مارك ليفين، عضو مجلس مدينة نيويورك ورئيس لجنة الصحة في المجلس: "كانت لدينا فرصة لإجراء فحصٍ جماعي شامل في مرحلةٍ مبكرة، لكنَّ الدولة أهدرتها. والآن، يُشكِّل فحص المرضى ذوي الحالة المستقرة تهديداً هائلاً. يجب أن يستريحوا في المنزل، ولا ينتظروا في الطوابير أمام أماكن إجراء الفحوصات".
لكن المشكلة أن ترامب لا يريد التخلي عن مبادئه الرأسمالية
ويحذِّر الأطباء ومديرو المستشفيات منذ أسابيع من أنَّهم يواجهون نقصاً حاداً في الكمامات ومعدات إنقاذ الأرواح مثل أجهزة التنفس الصناعي. فيما يلتمس بعض مسؤولي الدولة والمسؤولين المحليين في نيويورك وأماكن أخرى المساعدة من العاصمة واشنطن وقطاع الصناعة.
ومن جانبه واصل ترامب يوم أمس رفض المطالبات باستخدام قانون الإنتاج الدفاعي، الذي صدر في حقبة الحرب الكورية، والذي يمكّن الحكومة الفيدرالية من السيطرة على القطاع الخاص لتلبية احتياجات الدفاع الوطني وضمان وصول الإمدادات إلى الأماكن التي هي في أمسِّ الحاجة إليها، بغض النظر عن خطط الأعمال الخاصة بشركات القطاع الخاص المعنية.
وقال ترامب إنَّه لا يميل إلى التدخُّل في قوى السوق، مضيفاً أنَّه من غير الضروري الاستعانة بهذا القانون؛ لأنَّ الشركات تستجيب طواعيةً بالفعل لطلباته بالمشاركة في مواجهة الفيروس.
هذا وذكرت شركة 3M أنَّها تُجري زياداتٍ حادة على إنتاجها من كمامات N-95، التي تُنقِّي الهواء من الجسيمات والقطيرات الصغيرة. إذ تخطط الشركة لزيادة إنتاجها في الولايات المتحدة، حيث تصنع حوالي 400 مليون كمامة سنوياً بالفعل، بأكثر من 30% خلال العام المقبل 2021. فيما قالت شركة Honeywell إنَّها كثَّفت إنتاجها لكمامات N-95 بأكثر من الضعف في الأشهر الأخيرة.
وقال تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، يوم أمس إنَّ الشركة تعتزم التبرع بملايين الكمامات في الولايات المتحدة وأوروبا.
الزيادة في الإنتاج تحتاج إلى أشهر، والأمريكيون يرضخون لابتزاز الأجانب
لكنَّ بعض المديرين التنفيذيين في قطاع صناعة المستلزمات الطبية قالوا إنَّهم بينما يسارعون إلى تسريع إنتاج الكمامات، فقد يستغرق زيادة إنتاجها شهوراً.
وصحيحٌ أنَّ الكمامات التقليدية التي يرتديها أفراد عمليات الجراحة يُمكن أن تمنع المرضى من نشر الفيروس، ولكن يُعتقد أنَّ فاعليتها في منع الأشخاص الأصحاء من الإصابة بالعدوى محدودة. لذا يحتاج الأطباء الذين يعالجون المرضى المصابين إلى كمامات N-95 الخاصة، التي يمكنها تنقية الهواء المُتنفَّس من الفيروس.
وهناك علامات متفرقة على إحراز تقدُّم في حل مشكلة نقص الكمامات. إذ قال أندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك، في مؤتمر صحفي يوم أمس إنَّ الولاية بصدد شراء مليوني كمامة N-95 من شركاتٍ أمريكية وأجنبية. وأضاف أنَّ الدولة ستدفع ثمناً باهظاً نظير الكمامات المرغوبة: وهو 4 دولارات للكمامة الواحدة التي عادةً ما كانت تُباع مقابل 80 سنتاً.
وأردف: "هذا سعرٌ استغلالي، لكننا نحتاج إليها. ومعظم هذه الكمامات يأتي من الخارج".
تجدر الإشارة إلى أن الصين تصنع نحو نصف إنتاج الكمامات في العالم.
فيما قال مات هول، المتحدث باسم شركة Hanes، إنَّ بعض مسؤولي إدارة ترامب اتصلوا بالشركة قبل حوالي أسبوع لمعرفة ما إذا كانت الشركة قادرة على البدء في صناعة الكمامات. وأشار إلى أنَّ هانز ومجموعة من شركات الغزل والملابس الأخرى اتفقت على صناعة ما يصل إلى 6 ملايين كمامة أسبوعياً.
لكنَّ شركة Hanes لا تُصنِّع كمامات N-95 الأكثر طلباً. إذ قال هول: "إنها كماماتٍ تساعد في منع أي شخصٍ يعطس أو يسعل من نشر أي نوع من الجراثيم التي قد تكون لديه"، مضيفاً أنَّ إدارة الغذاء والدواء وافقت على نموذجٍ مبدئي لنوعٍ آخر من الكمامات يمكن استخدامه في حال عدم توافر كمامات N-95.
وأشار هول إلى أنَّ الشركة تتفاوض حالياً حول عقدٍ مع الحكومة الأمريكية لتوفير الكمامات بأسعار السوق.
وتلقَّى بعض المسؤولين التنفيذيين في شركة Parkdale Mills التي تقع في مدينة غاستونيا بولاية نورث كارولينا، والتي توفِّر الخيوط لشركة Hanes، مكالمة هاتفية قبل بضعة أيام من بيتر نافارو، المستشار التجاري لترامب، يستفسر فيها عمَّا إذا كانت الشركة تستطيع صناعة كمامات.
وقال أندرسون وورليك، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة باركديل ميلز: "قال: أحتاج إلى ما يشبه مشروع مانهاتن". ويُذكر أن الشركة جزء من الائتلاف المكون من شركتي Hanes وFruit of the Loom والعديد من الشركات الأخرى.
لكن ثمة شركات أخرى تبذل قصارى جهدها لزيادة إمكانياتها في صنع الكمامات على وجه السرعة، وجزء من السبب في ذلك يعود إلى سلاسل التوريد الخارجية غير المكتملة والقيود التي تفرضها بعض البلدان على تصدير لوازم الوقاية أثناء هذه الأزمة.
وفرنسا تمنع تصدير الكمامات
يقول رونالد روبن، الرئيس التنفيذي لشركة ميديكوم، وهي شركة كندية تعد إحدى أهم الشركات المصنعة لكمامات N-95 وكمامات الوجه الطبية الأخرى على مستوى العالم: "تأتينا مكالمات من الأطباء والمستشفيات يتصلون بنا ليسألونا مباشرة وهم في حالة يأس عما إذا كان بإمكاننا شحن كمامات إلى منازلهم، لأن الكمامات تُسرق من المستشفيات".
وقال روبن إن ميديكوم تملك مصانع في مختلف أنحاء العالم، وأحدها في الصين، التي منعت الشركة من إخراج كماماتها من البلاد. لكنها لا تصنع كمامات N-95 إلا في فرنسا، حيث استولت الحكومة على المصانع التي تنتج الإمدادات الطبية الأساسية.
وأضاف روبن "إنه لا توجد طريقة لإرسال كمامات N-95 إلى الولايات المتحدة".
أمريكا تحت رحمة الآخرين.. هناك من حذر من هذا السيناريو
وتجدر الإشارة إلى أن مسؤولي الصناعة حذروا لسنوات من مخاطر الاعتماد على سلاسل التوريد الأجنبية للإمدادات الطبية الأساسية.
يقول مايك بوين، الذي تصنع شركته، Prestige Ameritech، كمامات في مصنع في مدينة نورث ريتشلاند هيلز، بولاية تكساس، إنه أخبر المسؤولين في إدارات بوش وأوباما وترامب أن حوالي 95% من الكمامات الجراحية تُصنع خارج الولايات المتحدة، ومنها ما تصنعه شركات أمريكية نقلت مصانعها إلى الخارج لتقليل التكاليف.
يقول بوين إنه أخبر المسؤولين الفيدراليين مراراً بأن المستشفيات الأمريكية ستصبح تحت رحمة البلدان الأخرى في حال حدوث جائحة.
يقول بوين: "عدا الجلوس أمام البيت الأبيض وإشعال النار في نفسي، أعتقد أنني فعلت كل ما بوسعي". وقال إن شركته تتلقى ما يقرب من 100 مكالمة في اليوم من المستشفيات وغيرها لحاجتهم الماسة لمزيد من الكمامات.
وتكتشف شركات أمريكية أخرى أن سلاسل توريدها مجمدة.
في مصنعها في شارلوت، بولاية كارولينا الشمالية، تمتلك شركة Strong Manufacturers ثلاث آلات على شكل حرف L مهمتها إنتاج حوالي 70 كمامة في الدقيقة، أو ما يقرب من 9 ملايين كمامة في الشهر.
لكن الشركة كانت تتلقى المواد الخام للكمامات من أحد الموردين في ووهان، بالصين، حيث بدأ تفشي فيروس كورونا. لكن هذه المواد لا تأتيها الآن.
يقول آلان باغليور، الرئيس التنفيذي لشركة Strong Manufacturers: "كانت موادنا جاهزة للشحن من ووهان، لكنها توقفت في الميناء فور أن بدأ هذا الأمر". وقال إنه ليس من المتوقع وصول الطلبات من الموردين الآخرين لمدة تصل إلى أربعة أسابيع.
والآن مصممو الأزياء يحاولون ملء الفراغ
غير أن الشركات والأفراد الذين لا يتمتعون بخبرة في صنع الكمامات يحاولون ملء هذا الفراغ.
إذ بدأت لورين ستريتشر، وهي جراحة في شيكاغو، في استخدام ماكينة الخياطة المنزلية خاصتها لصنع كمامات قماشية من الأربطة المطاطية والأسلاك ومواد يتبرع بها متجر أقمشة محلي. وقالت إنه بإمكانها إنتاج واحدة كل خمس دقائق. ونشرت، يوم السبت 21 مارس/آذار، مقطع فيديو تعليمي على يوتيوب لتعلّم الآخرين طريقة صناعتها. وقالت: "ليس من الضروري أن تكون في أفضل صورة. الفكرة هي صناعة شيء عملي وسريع. ويمكن غسلها".
وفي لوس أنجلوس، كرّس دوف تشارني، مؤسس شركة Los Angeles Apparel والرئيس التنفيذي السابق لشركة American Apparel، في الأسابيع الأخيرة الجزء الأكبر من مصنعه الذي تبلغ مساحته حوالي 13935 متر مربع لتصنيع الكمامات الجراحية وأردية المستشفى. وبدأت الشركة بيع الكمامات وشحنها في منتصف مارس/آذار. وتأمل في نهاية المطاف أن تتمكن من إنتاج 300 ألف كمامة و50 ألف رداء أسبوعياً.
وفي نيويورك، طلب المصمم كريستيان سيريانو من الخياطات العشر العاملات لديه بالبدء في صنع كمامات بهدف إنتاج بضعة آلاف منها أسبوعياً.
وفي فرجينيا، تخطط شركة ملابس السباحة كارلا كوليتو لإعادة فتح مصنعها في الأيام المقبلة للمساعدة في سد نقص كمامات الوجه.
غير أن تشارني وسيريانو وكارلا كوليتو لا يصنعون كمامات N-95.
والحل الأغرب هو إعادة استخدام الكمامات
تقول جان ليو، الرئيس التنفيذي لشركة Litex Industries، وهي شركة تصنيع أثاث خارجي في تكساس، إن إحدى قريباتها ممن يعملن في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن أخبرتها أنها تغمس كمامة N-95 في الكحول يومياً لإطالة عمرها. تقول جان: "قلت لنفسي: "أنا أملك مصنعاً، ولا بد أنه يمكنني المساهمة بشيء ما"".
ومؤخراً، بدأ أحد مصانع الشركة في ميشيغان في استخدام معدات قطع الأقمشة لإنتاج كمامات جراحية باستخدام مواد تبرعت بها شركات المنسوجات في ولايتي كارولينا الشمالية والجنوبية. وهدفها هو أن تتمكن من تصنيع 1000 كمامة بسرعة يومياً.
وقال العديد من الأطباء والممرضات إنه لا يمكنهم الانتظار لأسابيع أو أشهر.
ففي رسالة إلى الموظفين يوم الجمعة، قال كريغ سميث، رئيس قسم الجراحة في مركز Irving الطبي بجامعة كولومبيا، إن نظام نيويورك الصحي الذي يعد مستشفاه جزءاً منه، يستخدم عادةً 4000 كمامة N-95 في اليوم. وكتب يقول إن النظام يستخدم حالياً 40 ألف كمامة يومياً ويقدر أنه سيحتاج قريباً إلى 70 ألف كمامة يومياً.
ويقول سميث إن نظام المستشفى "نجح في الحصول على" 150 ألف كمامة من الاحتياطي الاستراتيجي للولايات المتحدة، لكنه لن يستمر إلا لبضعة أيام فقط في ذروة الجائحة.
وقال ترامب يوم السبت إنه ليس من الضروري التخلص من الكمامات بعد استخدامها مرة واحدة، ولكن يمكن تعقيمها. وبدأت المستشفيات والأطباء في تجربة ذلك.
يقول الدكتور مارك روب، رئيس قسم الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة نبراسكا، الذي قرر مؤخراً أن لا خيار أمامه سوى محاولة إعادة استخدام الكمامات المعقمة بالأشعة فوق البنفسجية: "لقد لجأنا إلى أفضل الخيارات السيئة".
والأمر لا يتعلق بالكمامات فقط. بل ثمة نقص في أجهزة التنفس الصناعية أيضاً. وأصبحت المستشفيات، التي تتضاءل طاقتها الاستيعابية، ممتلئة بالمرضى المكدسين في أماكن ضيقة.
تقول ليليان أوديل (31 سنة)، وهي ممرضة في مركز لينكولن الطبي والصحة النفسية في برونكس، إنها أصيبت بفيروس كورونا بعد أن اضطرت للتعامل مع مريض عبر ستارة بسبب نقص غرف العزل. ولم يساعدها ارتداؤها كمامة لم تكن مناسبة لوجهها النحيل.
تقول ليليان: "إنها مهزلة أن نقول إننا نعزل المرضى ونمر بكل هذه البروتوكولات في حين أن ما نفعله حقاً هو وضعهم خلف ستارة قماشية وتنفد منا الكمامات أو نرتدي كمامات لا تناسبنا".
وأضافت: "أشعر بغضب هائل".