ما زال تفشي فيروس "كورونا" يطيح بقطاعات اقتصادية عالمية، ويزيد الضغوط على قطاعات حيوية كالنقل الجوي وشركات الطيران -التي كانت تعاني أصلاً قبل ظهور المرض-، مما سيسرع وتيرة إفلاس بعض الشركات.
وزادت وتيرة إلغاء الرحلات الجوية بنسبة قاربت 85% ببعض الشركات مثل الخطوط الجوية النيوزيلندية، وبدأت شركات الطيران في تسريح فوري للعمالة، وسط حالة الرعب التي ينشرها "كورونا"، دفعت لإلغاء الفعاليات الترفيهية والاقتصادية حول العالم.
وبدأت الآثار السلبية على الشركات في الظهور، وقرر عدد من الشركات تجميد التوظيف وتقديم إجازات طوعية غير مدفوعة الأجر.
وحتى مساء الخميس، أصاب كورونا 244 ألفاً و526 شخصاً في 177 بلداً وإقليماً بينهم أكثر من 10 آلاف وفاة، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وأجبر انتشار "كورونا" على نطاق عالمي دولاً عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة.
خسائر مليارية
وقدرت الرابطة الدولية للنقل الجوي "إياتا"، في بيان، أن خسائر شركات الطيران حول العالم قد تصل إلى 113 مليار دولار، كإحدى تبعات تفشي "كورونا".
واعتبرت الرابطة، أن بقاء الفيروس دون توسع عن مستواه الحالي جغرافياً، يشير إلى خسائر حتى 63 ملياراً، ويصعد الرقم ليبلغ أقصاه 113 ملياراً في حال أخذ نطاقاً أوسع نحو بلدان إضافية في أوروبا والأمريكتين.
وأوضحت أن الهجمات الإرهابية عام 2001، والتي دمّرت صناعة الطيران الأمريكية، كان لها تأثير أقل مقارنة بتداعيات كورونا، حيث خفّضت الإيرادات بنحو 20 مليار دولار حينها.
إفلاس شركات
وتوقعت شركة "سي إف إي" متخصصة باستشارات الطيران وتابعة لشركة جنرال إلكتريك للطيران، أن تشهر معظم خطوط الطيران الجوية إفلاسها بحلول مايو/أيار، بسبب الخسائر المترتبة على قيود حظر الرحلات حول العالم بسبب تفشي "كورونا".
وأوضحت الشركة في تقريرٍ حديثٍ لها، أنه مع انتشار كورونا وتتابع ردود الأفعال الدولية وحظر السفر عليها، فإن بعض الشركات ستعلن إفلاسها في حين ستتخلف بعض الشركات عن سداد ديونها.
وخصصت الحكومة الإيطالية 500 مليون يورو (550 مليون دولار) من أجل إنقاذ شركة الخطوط الجوية الإيطالية "أليتاليا" التي تقترب من الإفلاس.
ويشار أن "أليتاليا" قد حصلت على حزم إنقاذ حكومية بقيمة 1.3 مليار يورو (1.44 مليار دولار)، ولكن القيود على الحركة الجوية للطيران بسبب "كورونا" صعبت من وضع الشركة.
وتعد حزمة الإنقاذ الجديدة جزءاً من حزمة إجراءات بقيمة 25 مليار يورو (27.7 مليار دولار)، وافقت عليها الحكومة للحد من التداعيات الاقتصادية لتفشي الفيروس.
تقديم الدعم
من جانبه، أكد مجلس المطارات الدولي، أن أزمة تفشي فيروس كورونا تؤثر بنحو بالغ على قطاع الطيران العالمي بأكمله، سواء المطارات أو شركات الطيران وهو ما يلزم بتقديم الدعم لتجنب الانهيار.
وأوضح المجلس الذي يتخذ من جنيف في سويسرا مقراً له في تقرير، الإثنين، أن مشغلي المطارات حالياً يواجهون انخفاضات غير مسبوقة في تحركات الطائرات وحركة الركاب، ما يعيق بشكل كبير قدرتهم على تلبية تكاليف التشغيل وتكاليف النفقات الرأسمالية الثابتة.
ويرى المجلس أن السلطات الوطنية لديها الآن دور رئيسي تؤديه لضمان استدامة نظام الطيران بأكمله، من خلال منح إعفاءات من ضرائب المطار والضرائب على الركاب والضرائب على النقل الجوي بشكل عام، لتحفيز عودة ثقة الركاب للسفر.
حظر أمريكي
وخلال الأسبوع الماضي، حظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دخول أغلب المسافرين القادمين من 26 دولة أوروبية إلى الولايات المتحدة لمدة 30 يوماً كاملة، اعتباراً من مساء الجمعة الماضية.
وتأثرت الشركات الأمريكية من حظر ترامب وهوت أسعار أسهمها بنسبة أكبر من 20%، في حين صرحت مجموعة الخطوط الجوية الأمريكية (أميركان إيرلاينز)، بأنه تم خفض مزيد من رحلاتها عبر الأطلسي.
وأضافت "أميركان إيرلاينز" أنه من المتوقع أن تستأنف الرحلات الجوية المعلقة في وقت مبكر من 7 مايو/أيار 2020، وسط توجه لخفض رواتب 100 ألف موظف.
فيما توقعت "يونايتد أيرلاينز" الأمريكية، أن تسجل خسائر في الربع الأول 2020 لأول مرة منذ 6 سنوات.
وقالت الشركة في بيان، إن مبيعات التذاكر في الولايات المتحدة انخفضت من 25% إلى 70% في الأيام الأخيرة بعد إلغاء كبير للرحلات، والذي يعدّ الأسوأ في آسيا وأوروبا.
أما شركات الطيران الصينية، سجلت خسائر إجمالية تبلغ 20.96 مليار يوان (3 مليارات دولار) خلال فبراير/شباط بضغطٍ من انتشار "كورونا" وتأثيره على حركة السفر العالمية، بحسب بيان لهيئة الطيران المدني الصينية.
والخميس، قالت الرابطة الدولية للنقل الجوي "إياتا"، إن خسائر شركات طيران الشرق الأوسط، بسبب تبعات تفشي كورونا عالمياً، بلغت 7.2 مليار دولار حتى 11 مارس/آذار الجاري.
وذكرت "إياتا" في تصريحات صحفية لنائب رئيس اتحاد النقل الجوي الدولي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، محمد علي البكري، أن 16 ألف رحلة طيران للركاب في الشرق الأوسط تم إلغاؤها.
واضطرت شركات الطيران في المنطقة العربية، إلى وقف عديد الطائرات لديها خاصة ذات الأحجام الكبيرة، بسبب تراجع الطلب العالمي على الطيران، وفرض إجراءات دولية على الرحلات القادمة.