مع تحول فيروس كورونا إلى مادة رئيسية للحديث وتناقل الأخبار والشائعات حول العالم، تبرز أسئلة تتعلق بأطفالنا وماذا يسمعون عن الفيروس وما مصادر ما يصلهم؟ هل الأفضل تركهم فريسة لمصادر معلومات غير موثوقة؟ كيف يمكن أن نتحدث معهم دون أن نثير الذعر في نفوسهم؟
موقع ذا ستاف النيوزيلندي نشر مادة شارحة بعنوان: "كيف تتحدث مع صغارك عن فيروس كورونا؟"، قدم إجابات محددة عن الأسئلة التي تتعلق بكيفية حماية أطفالنا ليس فقط من الفيروس ولكن أيضاً من الشائعات والأخبار الخاطئة المرتبطة به.
إذا كان الأمر يقلقك فهو يقلقهم أيضاً
مع استمرار انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، يتنامى قلق الناس إزاء الطريقة التي سيؤثر بها عليهم وعلى عائلاتهم، ومنذ ظهور أول حالة مؤكدة للإصابة بالفيروس في نيوزيلندا مساء الجمعة 28 فبراير/شباط، وردت تقارير عن حالة من التهافت على شراء السلع، وتخزين كميات كبيرة من ورق التواليت ومعقم اليدين والطعام المعلب.
وإذا كان ذلك يقلقك، فهو يقلق صغارك أيضاً على الأرجح، ما يعني أن الوقت قد حان للحديث معهم عن هذا الفيروس.
تقول الدكتورة سيوكسي ويلز، عالمة الأحياء الدقيقة بجامعة أوكلاند: "من المستبعد أنهم لم يسمعوا أقاويل عن هذا الفيروس"، وتضيف: "من الأفضل أن تبادر بالحديث إليهم قبل أن يبدأوا في سماع الكثير من الأمور التي إما أن تكون خاطئة أو أن تشعرهم بقلق حقيقي".
وأول شيء، كما تقول سيوكسي، هو أن تضبط شعورك بالقلق، إذ يتعين عليك أن تتغلب على مخاوفك قبل الحديث مع أطفالك. ويمكنك البدء من قراءة هذا الموضوع، هل يناسبك ذلك؟ إليك الطريقة التي يمكنك التحدث بها مع أبنائك حول هذا الموضوع.
معرفة ما يعرفونه
تقول سيوكسي إنه يتعين عليك معرفة ما سمعه طفلك عن فيروس كورونا بالفعل، وتقول: "يمكنك البدء بسؤالهم، هل يعرفون ما الفيروسات؟".
تقول سيوكسي إن الفيروس هو ببساطة شكل من أشكال الحياة يحتاج للعيش في إحدى الخلايا لصناعة المزيد من النسخ منه. ويمكنك تشبيهه بتطبيقات الهواتف، وقالت: "لن يفعل التطبيق أي شيء، إلى أن تُحمّله على هاتفك. والفيروس مثل التطبيق، لا يمكنه فعل أي شيء حتى يتم تنزيله في إحدى الخلايا".
وحريّ بك أن توضح لطفلك أن البرد يسببه فيروس أيضاً، لكن الفرق الرئيسي هو أن فيروس كورونا مستجد، ولهذا السبب ما يزال العلماء يحاولون معرفة المزيد عنه.
عامل الخطر
تقترح سيوكسي إخبار الأطفال بأن فيروس كورونا يبدو أنه "أكثر خطورة قليلاً" من البرد، لكنه ينتشر بالطريقة نفسها، ويمكنك الإشارة أيضاً إلى أن حالات الإصابة به بين الأطفال ليست بالكثيرة، رغم أنهم سيظلون قلقين إزاء أثره على آبائهم وأجدادهم.
تقول سيوكسي: "يمكنك أن تقول ببساطة: يبدو أن الأطفال لا يصابون به كثيراً، لكن يظل من واجبنا الحرص على حماية الجميع".
ما الذي يمكنهم فعله؟
الأمران الرئيسيان اللذان يتعين عليك نقلهما إلى أطفالك هما أنه يتعين عليهم دوماً إخبارك إذا لم يشعروا أنهم على ما يرام، والطرق التي يمكنهم بها المساعدة في وقف انتشار الجراثيم.
ومن هذه الطرق غسل اليدين، الذي تقول سيوكسي إنه لا أحد منا تقريباً يفعله بالشكل الصحيح. علّم أبناءك أنهم بحاجة إلى استخدام الصابون والماء، إلى أن ينتهوا من دندنة أغنية "عيد ميلاد سعيد" مرتين، والحرص على تجفيف أيديهم بشكل صحيح بعد انتهائهم.
وقالت: "حوّلها إلى لعبة عائلية، واحرص على تكرارها وتنفيذها على النحو الصحيح"، علّمهم أن يسعلوا أو يعطسوا في ثنايا الكوع وليس في أيديهم، وكن صارماً في تعاملك مع العبث بالأنف.
وتقول: "إذا أردنا تعزيز كلامنا، يمكننا القول إن كل أنواع الجراثيم توجد في أنفك، وأنك تنقلها إلى أصابعك ثم تنقلها إلى المكان بأكمله.. والأمر يعود إلى أن واجبنا هو الحرص على عدم نقل جراثيم إلى أي شخص آخر".
التكيف مع العزلة
رغم أن فيروس كورونا ليس منتشراً بدرجة كبيرة في نيوزيلندا ليتطلب فرض العزلة الذاتية بعد، فمن المحتمل أن بعض الأطفال سمعوا بهذا المفهوم وشعروا بالقلق إزاء إمكانية السماح لهم برؤية أصدقائهم وعائلتهم.
تقول سيوكسي: "إذا أثاروا هذا الموضوع، فحريّ بك أن تصيغها بصورة إيجابية"، وتضيف: "سنمكث أسبوعين في المنزل.. ما الذي يمكننا فعله، ما الألعاب والأنشطة التي يمكننا ممارستها؟ وهذا لا يعني أنه لا يمكنك التواصل مع أصدقائك عبر الإنترنت".
وتتابع بقولها: "ومجدداً، يعود الأمر إلى: نحن نفعل شيئاً مهماً لحماية الآخرين، كيف سنقضي هذين الأسبوعين؟".