هناك أمور تميز النظام الانتخابي في الولايات المتحدة ولا يوجد لها مثيل في العالم، ومن هذه الأمور ما يعرف باسم "الثلاثاء العظيم"، فما قصته وما أهميته؟ وكيف يمكن أن نعرف من خلاله من الأقرب من الديمقراطيين لمنافسة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؟
صحيفة ذا تيليغراف البريطانية نشرت تقريراً بعنوان: "الثلاثاء العظيم 2020: متى يحل وما أهميته؟"، ألقى الضوء على السباق التمهيدي للديمقراطيين وما قد تعنيه جولة غد الثلاثاء 3 مارس/آذار بالنسبة للمرشحين ولترامب أيضاً.
عدد كبير من المرشحين المحتملين
نظراً لوجود عدد كبير من المرشحين الديمقراطيين في السباق التمهيدي، سيكون ليوم الثلاثاء العظيم دور حيوي في إفراغ مضمار المنافسة على الرئاسة، وعلَّق الكثير من المتنافسين، من بينهم نائب الرئيس السابق جو بادين والملياردير مايكل بلومبيرغ، استمرارهم في السباق الرئاسي على أدائهم في هذه الانتخابات التمهيدية.
وفي هذه الأثناء، تواجه إليزابيث وارين خطر فضيحة الهزيمة في الانتخابات التمهيدية في ولاية ماساتشوستس، مسقط رأسها، أمام زميلها المرشح التقدمي بيرني ساندرز، الذي يناطحها في الانتخابات هناك، وإذا خسرت إليزابيث، فقد يضع ذلك النهاية لترشحها، ويسعى ساندرز أيضاً إلى إطاحة المرشحة المعتدلة إيمي كلوبوشار في ولايتها مينيسوتا، حيث يقوم بحملة انتخابية عشية السباق.
ما هو الثلاثاء العظيم وما أهميته؟
الثلاثاء العظيم هو عندما يدلي ما يقرب من ثلث الناخبين الديمقراطيين بأصواتهم لتعيين مرشح الحزب للرئاسة؛ مما يجعلها واحدة من أهم مراحل سباق الحزب للفوز على دونالد ترامب. وستُصوِّت نحو 14 ولاية أمريكية وإقليماً واحداً في يوم الثلاثاء العظيم، أي أكثر من عدد المناطق في أي يوم آخر في عملية الترشيح. ويحمل يوم الثلاثاء العظيم هذا العام أهمية أكبر من السنوات السابقة؛ لأنَّ كاليفورنيا ستصوت في نفس اليوم أيضاً. وباعتبارها الولاية الأمريكية الأكثر تكدساً بالسكان، فهي تضم 30% من أعداد المندوبين في يوم الثلاثاء العظيم؛ مما يجعلها حاسمة لخفض العدد الكبير من المرشحين الديمقراطيين الذين لا يزالون في حلبة السباق.
ويعقد الحزب الجمهوري أيضاً انتخابات تمهيدية ومؤتمرات حزبية في يوم الثلاثاء العظيم، لكن لأنَّ الرئيس ترامب لا يواجه أي منافس قوي، فنحن نركز هنا على انتخابات الحزب الديمقراطي.
متى يحين موعده؟
هذا العام، يوافق يوم الثلاثاء العظيم 3 مارس/آذار. وتعود عبارة "الثلاثاء العظيم" إلى فترة الثمانينيات. وبدأ الأمر عندما قدمت عدة ولايات جنوبية موعد الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية لتعزيز أهميتها في السباق، ومواجهة هيمنة ولايتي آيوا ونيو هامبشاير. وتتغير الولايات التي تُصوِّت في "الثلاثاء العظيم" من سنة إلى أخرى.
أي الولايات ستدلي بأصواتها هذا العام؟
هذا العام، ستصوت كل من ألاباما وأركنساس وكاليفورنيا وكولورادو وماين وماساتشوستس ومينيسوتا ونورث كارولينا وأوكلاهوما وتينيسي وتكساس ويوتا وفيرمونت وفيرجينيا وساموا الأمريكية، جميعاً في 3 مارس/آذار، بالإضافة إلى الديمقراطيين الذين يعيشون في الخارج.
متى تُعلَن النتائج؟
عادة ما تُغلَق أبواب الاقتراع في حوالي الساعة السابعة أو الثامنة مساءً؛ مما يعني أنَّ بعض الولايات ستعلن النتائج بحلول الساعات الأولى من صباح الأربعاء، 4 مارس/آذار. ومع ذلك، قد تستغرق ولايات أخرى، مثل كاليفورنيا، بعض الوقت للإعلان عن نتائجها.
"عامل بلومبرغ"
سيكون هذا العام مثيراً بشكل خاص بسبب الاستراتيجية غير التقليدية التي اعتمدها مرشح واحد، وهو مايكل بلومبيرغ. ففي سابقة من نوعها، تجاهل بلومبيرغ، الذي دخل السباق قبل نحو 12 أسبوعاً فقط، الولايات الأربع الأولى التي صوتت. وفي المقابل، ركز عمدة نيويورك السابق كل جهوده على تقديم أداء جيد يوم الثلاثاء العظيم. إضافة إلى ذلك، ضخ بلومبرغ أموالاً في حملته الانتخابية أكثر من أي مرشح رئاسي آخر في تاريخ الولايات المتحدة. فهل يمكن أن تكون هذه التركيبة المثالية للفوز؟ سنعرف في غضون أيام ما إذا كانت استراتيجية بلومبيرغ ستؤتي ثمارها أم لا.
ما الذي يأمل أن يحصل عليه المرشحون الآخرون؟
يريد بيرني ساندرز تحقيق فوز كبير في كاليفورنيا، وهي الولاية التي تضم أكبر عدد من المندوبين.
في حين تحتاج كل من إيمي كلوبوشار وإليزابيث وارين إلى استعادة الزخم بعد فشلهما في الوصول إلى المركزين الأول والثاني في الولايات التي شهدت اقتراعات مبكرة.
من جانبه، سيتعين على جو بايدن الفوز بعدد من الولايات الجنوبية المُحافِظَة لدعم ادعاءاته بأنه الديمقراطي الوحيد الذي يمكنه الفوز على دونالد ترامب في الولايات الجمهورية.
وسيتطلع بيت بوتيجيج إلى الاستفادة من الزخم الذي حققته حملته بعد أداء قوي في آيوا ونيو هامبشاير لتكرار نجاحه في الثلاثاء العظيم.
ما الذي حدث في 2016؟
في يوم الثلاثاء العظيم، شهد السباق الديمقراطي فوز هيلاري كلينتون في سبع ولايات في عام 2016، وفوز بيرني ساندرز في الولايات الأربع المتبقية. وفي السباق الجمهوري، فاز دونالد ترامب في سبع ولايات بينما فاز أقرب منافسيه، تيد كروز، في ثلاث ولايات فقط.