السباق على الترشيح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية على وشك الدخول في جولاته الأخيرة، وسيناتور ولاية فيرمونت بيرني ساندرز في مركز الصدارة حالياً.
وعلى الرغم من الاهتمام الذي أُولي في الفترة الأخيرة للطفرة التي أخذ يحققها عمدة نيويورك السابق مايكل بلومبرغ بعد إعلانه الترشح، فإن ساندرز ما انفك يؤسس لصدارة واضحة على المستوى الوطني ويتهيأ ليصبح المرشح المفضل قبل انتخابات "الثلاثاء الكبير" التمهيدية لاختيار المرشح الديمقراطي في 3 مارس/آذار، بحسب تقرير لموقع شبكة CNN الأمريكية.
كيف تفوق ساندرز؟
يتصدر ساندرز قوائم الغالبية العظمى من استطلاعات الرأي الوطنية الآن. فقد أتي في المقدمة بنسبة 27% في الاستطلاع الذي أجرته شبكة NBC News بالشراكة مع صحيفة Wall Street Journal ليلة الثلاثاء. كما وصل إلى نسبة 31% في استطلاع للرأي أجراه NPR/PBS NewsHour/Marist College، ونُشرت نتيجته في وقت سابق من يوم الثلاثاء. وتأتي تلك النتائج لتظهر تقدماً بمقدار 12 نقطة عن بلومبرغ، وهو ما يمثل أفضل نتيجة على مستوى الاستطلاعات الوطنية لساندرز في الحملة التي تتماشى مع معايير CNN حتى الآن. وساندرز مرشح للوصول إلى نسبة 25% في المتوسط، وهو المتوسط الأعلى لمرشح منذ أعلن نائب الرئيس السابق جو بايدن عن ترشحه العام الماضي.
ويبدو موقف ساندرز قوياً قبيل المؤتمرات الحزبية والانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية نيفادا يوم السبت. ورغم اختلاف النتائج بشدة من استطلاع رأي إلى آخر، فإن ساندرز يحافظ على صدارة له في المتوسط. ويحظى ساندرز بثلاث من كل خمسة فرص للفوز بناءً على توقعات استطلاع نيفادا بالمقارنة مع السنوات الماضية، في حين أن جميع المرشحين الآخرين لديهم أقل من فرصة واحدة من بين كل خمس، ولكل منهم باستثناء بايدن فرصة واحدة أو أقل من بين كل 10 فرص.
الفوز في ولاية نيفادا يعني أن ساندرز تعادل كحد أدنى أو فاز في كل انتخابات تمهيدية جرت حتى الآن. وعلينا أن نتذكر أن ليس ثمة مرشح فاز بترشيح أحد الحزبين دون الحصول على المركز الأول أو الثاني في ولاية نيوهامبشر في أي انتخابات تمهيدية في العصر الحديث.
الآن، هناك حجة تذهب إلى أن ساندرز قد يكون له سقف معين من الدعم على المستوى الوطني. وعلى الرغم من أنه وصل إلى عتبة 31 % في استطلاع Marist، فإن متوسطه البالغ 25% في الاستطلاعات يبدو سيئاً للغاية أيضاً مثل نسبة 26% التي حققها في الانتخابات التمهيدية لولايتي آيوا، نيوهامبشير. وقد ذهبت أصوات الناخبين الذين يحسمون اتجاههم في اللحظات الأخيرة في كلتا الولايتين بأغلبية كبيرة لصالح مرشحين آخرين، وهو ما يشي بأن أصوات الناخبين المترددين قد تتدفق في نهاية الأمر لصالح مرشحين آخرين في مواجهة ساندرز على المستوى الوطني.
تصنيفه الانتخابي يدعمه
ومع ذلك، فإن ساندرز يظل محبوباً للغاية في جميع أنحاء البلاد. وقد وصل تصنيفه الإيجابي بين الناخبين المحتملين في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين إلى نسبة 76% في استطلاع جامعة كوينيبياك بعد تصويت ولاية آيوا، وكان ساندرز هو الاختيار المفضل الثاني بنسبة 11% من الناخبين. ومن ثم فإن مجموع دعمه المشترك كاختيار أول وثانٍ أعلى من أي مرشح آخر في الاستطلاع، أي أنه بمعنى آخر من الواضح أن هناك فرصةً لساندرز لكي يواصل كسب تأييد مساحات جديدة له.
ولكن حتى إذا لم يحصل ساندرز على أي دعم إضافي، فمن المهم الإشارة إلى أنه في أفضل وضع بكثير من باقي المرشحين فيما يتعلق بجذب مندوبين جدد للانضمام إليه في المنافسات المقبلة.
إذ يحصد ساندرز نسبة 15% من الأصوات [الحد الأدنى للحصول على مندوبين] في معظم استطلاعات الرأي بالولايات، ومن خلال وصوله إلى 15% فإنه يضع نفسه في موضعٍ يتيح له الفوز بمندوبين في معظم الولايات. وهذا في حين لا يمكن لأي مرشح آخر أن يقول بثقة إن بإمكانه ذلك في هذه المرحلة.
يستفيد ساندرز من حقيقة أن تحالفه متنوّع عرقياً. إذ عبر متوسط الاستطلاعات الوطنية الأخيرة، حصل على 20% أو أكثر من أصوات الناخبين الأمريكيين من أصول إفريقية، والإسبان، والبيض. وبصرف النظر عن ولاية فلوريدا (التي تمتلك قاعدة ناخبين مُسنة جداً في المتوسط)، فإنه يصعب العثور على أي ولاية أخرى حيث ساندرز لا ينافس فيها، ولو إلى حد ما.
كل هذا يعني أن ساندرز لديه الفرصة الأفضل كمرشح فردي للفوز بعدد وافر من المندوبين عامةً. وفي حال لم يُخرج شخص آخر من جعبة الديمقراطيين (بلومبرغ مثلاً)، فقد تكون أفضل فرصة لرافضي ساندرز من الديمقراطيين لإيقافه اتفاقيةً جدلية (على سبيل المثال، يجب أن يصل المرشح إلى 50% من المندوبين). وسيناريو يفوز فيه ساندرز بأكبر عدد من المندوبين ولكنه يخسر في المؤتمر، قد يفضي إلى تمزيق الحزب الديمقراطي وتشتته.