الآن وقد تخطى عدد وفيات فيروس كورونا الجديد في أقل من شهرين ما تسبب فيه سارس في أكثر من عامين، هل يجب أن يتم تصنيفه على أنه وباء من جانب منظمة الصحة العالمية؟ وما الفارق الذي قد يحدثه هكذا تصنيف في مواجهة الفيروس القاتل؟
مجلة ذا ناشيونال إنتريست الأمريكية نشرت تقريراً شارحاً بعنوان: "هل ينبغي تصنيف فيروس كورونا على أنه وباء؟"، أجاب عن الأسئلة الأساسية.
ما هو الوباء؟
حين يتجاوز مرضٌ ما، أو داء شديد العدوى، الحدود الدولية وينتشر في مختلف أنحاء منطقة واسعة، عادةً ما يُطلق عليه المتخصصون في الصحة العامة وباء. وتشير كلمة "وباء" إلى أن المرض يتفشَّى في العديد من الأماكن، لكنها لا توضِّح شيئاً عن مدى شدته.
وبسبب انتشار الأوبئة على نطاقٍ جغرافي واسع، عادة ما تُصيب عدداً كبير من الأشخاص. وصحيحٌ أننا عادةً ما نظن أن الأوبئة هي الأمراض الخطرة التي تهدد الحياة، ولكن حتى الأمراض الخفيفة يمكن أن تتفشى وتتجاوز الحدود وتصبح أوبئة.
هل تسمية المرض بالوباء تُحدِث فارقاً؟
يُعد إطلاق مصطلح الوباء على أحد الأمراض مجرد انعكاسٍ للمناطق التي ينتشر فيها المرض. ولا يُحدِث هذا المصطلح أي تغيير في شدة المرض أو كيفية الاستجابة له.
فمنذ اليوم الذي اكتُشِف فيه فيروس كورونا، يتخذ المسؤولون عن الصحة في جميع أنحاء العالم خطواتٍ لعزل الأشخاص المرضى سعياً لمنع أي انتشار للمرض، ويضعون الأشخاص الذين سافروا إلى مناطق معينة من الصين في حجرٍ صحي. وكذلك أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المرض يُمثِّل حالة طوارئ صحية عامة ذات اهتمامٍ دولي في 30 يناير/كانون الثاني، ما يحسّن تبادل المعلومات والتنسيق في جميع أنحاء العالم، وستستمر هذه الإجراءات بغض النظر عن تسمية المرض.
هل تحوُّل المرض إلى وباء يُعرِّضنا لخطر أكبر؟
لن تتغير درجة خطورة المرض بسبب مجرِّد تغيير اسمه إلى وباء. فبالرغم من اكتشاف الفيروس في 23 دولة حتى يوم الثلاثاء الماضي 4 فبراير/شباط، ظهرت أكثر من 99% من الحالات في الصين.
وفي العموم، يقتصر انتقال العدوى خارج الصين على الأشخاص الذين كانوا على اتصالٍ مباشر بمسافرين مرضى قادمين من الصين. ففي مجموعةٍ أبلغ عن إصابتها بالمرض في ألمانيا، أصيب العديد من موظفي إحدى الشركات بالعدوى من زميلٍ لهم بعد عودته من السفر إلى الصين، ثم نقل أحدهم العدوى إلى أحد أطفاله. وهذا يوضِّح أن انتقال العدوى من شخصٍ إلى آخر أمرٌ ممكن، لكنَّ هذا لا يعني أن المرض ينتشر على نطاقٍ واسع في المجتمع.
وحتى لو كان المرض ينتشر في جميع أنحاء العالم، فما يحدِّد درجة خطورته هو كيفية انتشاره محلياً وكيفية استجابة الناس له.
ما الخطوة التالية إذا؟
سيستمر خبراء الصحة العامة والعالمية والعاملون في مجال الرعاية الصحية في الاستجابة لهذا المرض كما فعلوا طوال الشهر الماضي يناير/كانون الثاني. وسيواصل الأطباء والممرضات في المجتمع محاولات اكتشاف المرضى بسرعةٍ وفصحهم بحثاً عن فيروس كورونا. وسيُعزَل الأشخاص المرضى حتى لا ينقلوا العدوى إلى أفراد أسرهم أو أصدقائهم أو زملائهم في العمل. وسيتعقَّب مسؤولو الصحة العامة انتشار هذا المرض، وسيستخدمون هذه المعلومات لمنع انتشاره في المجتمع.
أي أن الكرة الآن في ملعب الفيروس.