لا تشعر بالفزع فالبشرية ليست مهددة.. ماذا يعني إعلان منظمة الصحة حالة الطوارئ العالمية لمواجهة “كورونا”؟

يمكن لمنظمة الصحة العالمية تحديد بعض الأحداث الخطيرة المتعلقة بالصحة العامة التي تهدد الصحة الدولية بموجب لوائح يطلق عليها "حالات طوارئ للصحة العامة ذات اهتمام دولي"

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/31 الساعة 11:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/22 الساعة 15:25 بتوقيت غرينتش
كورونا وصل إلى حوالي 18 دولة

أعلنت منظمة الصحة العالمية في خطوة نادرة، يوم الخميس 30 يناير/كانون الثاني بالإعلان، بعد تفشي فيروس كورونا الجديد الذي نشأ في مدينة ووهان الصينية، حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً.

لكن ما الذي يعنيه هذا الأمر في الواقع؟ وهل هذا يعني أنه علينا أن ندخل في مرحلة الذعر والخوف من تفشي المرض كوباء؟

متى تعلن منظمة الصحة حالة الطوارئ العالمية؟ يمكن لمنظمة الصحة العالمية تحديد بعض الأحداث الخطيرة المتعلقة بالصحة العامة التي تهدد الصحة الدولية بموجب لوائح يطلق عليها "حالات طوارئ للصحة العامة ذات اهتمام دولي" (PHEIC). قدمت منظمة الصحة العالمية لأول مرة هذا البروتوكول كجزء من اللوائح الصحية الدولية عام 2005 بعد تفشي فيروس سارس عام 2003.

وتُعرِّف منظمة الصحة العالمية "حالة طوارئ الصحة العامة ذات الاهتمام الدولي" بأنها "حدث غير عادي" يمثل:

1- خطراً على الصحة العامة بالنسبة للدول الأخرى من خلال الانتشار الدولي للأمراض

2- وأنه يحتمل أن يتطلب استجابة دولية منسقة.

هل هذه هي المرة الأولى؟ تم إعلان حالة الطوارئ هذه في 6 مناسبات فقط: تفشي "إنفلونزا الخنازير" عام 2009، وتفشي شلل الأطفال عام 2014، وتفشي الإيبولا عام 2014، وتفشي فيروس زيكا عام 2016، وتفشي الإيبولا مرة أخرى عام 2019. والآن، تفشي فيروس كورونا عام 2020.

القرار الأخير جاء بعد اجتماع لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية، وهي لجنة خبراء مستقلة، وسط أدلة متزايدة على انتشار الفيروس إلى حوالي 18 دولة.

ما الهدف من إعلان حالة الطوارئ؟ يهدف هذا الإعلان إلى تعبئة الاستجابة الدولية لتفشِّي المرض. هذا الإعلان يمثل فرصة لمنظمة الصحة العالمية بتوجيه من لجنة الطوارئ الصحية الدولية التابعة لها، لتنفيذ "تدابير غير ملزمة ولكنها مهمة من الناحية السياسية والعملية".

جهود لمعالجة فيروس كورونا/ رويترز
جهود لمعالجة فيروس كورونا/ رويترز

ويمكن أن تتضمن هذه التدابير السفر، والتجارة، والحجر الصحي، والفحص، والعلاج. ويمكن لمنظمة الصحة العالمية أيضاً وضع معايير عالمية للممارسة الصحية تجاه المرض المتفشي. يمنح هذا الإعلان منظمة الصحة العالمية قدرات للإسراع في الضغط على استجابة الحكومات والمنظمات العالمية لاحتواء تفشي المرض. كما يخبر العالم أن التفشي الواقع هو حالة طوارئ صحية خطيرة تحتاج إلى انتباه ومراعاة لوائح الصحة العامة.

يدفع هذا الإعلان الدول إلى تنسيق التمويل والأفراد المختصين والموارد الأخرى، ويساعد البلدان على إقناع السكان باتباع التوصيات الصحية. وبالتالي الموضوع لا يتعلق بحالة إعلان وباء شامل.

كيف تؤثر الطوارئ على كورونا؟ المسؤولون في منظمة الصحة العالمية يقولون إن إعلان حالة الطوارئ هذه يدور حول حث البلدان على العمل معاً لاحتواء التهديد، وإن الأمر لا يتعلق بمعاقبة الصين ولا الشك في قدرتها على احتواء المرض. لكن أكبر ما يهم منظمة الصحة هو احتمال انتشار الفيروس إلى البلدان التي تعاني من ضعف النظم الصحية وتحتاج إلى دعم أكبر من المنظمة.

في حالة كورونا، تنصح منظمة الصحة العالمية البلدان بعدم تقييد السفر والتجارة بشكل غير ضروري من وإلى الصين، وتنصح بدعم الدول ذات النظم الصحية الأضعف، وتسريع تطوير اللقاحات والعلاجات، ووقف انتشار الشائعات والتضليل. بالإضافة إلى العمل على علاج المرضى بالفعل مع الحد من انتشار المرض، وتبادل المعرفة مع منظمة الصحة العالمية والبلدان الأخرى، والعمل معاً "بروح من التضامن والتعاون".

سيتم تضمين توصيات مؤقتة للسلطات الصحية الوطنية في جميع أنحاء العالم، مثل تكثيف تدابير الرصد والاستعداد والاحتواء.

لماذا لم يتم الإعلان في وقت سابق؟ في الماضي، تعرضت منظمة الصحة العالمية لانتقادات شديدة لقيامها برفع حالة التأهب في وقت مبكر جداً أو في وقت متأخر. كان آخر أمراض الجهاز التنفسي (كورونا من هذه النوعية أيضاً) التي تسببت في حدوث حالة طوارئ صحية عالمية هو وباء الإنفلونزا عام 2009، الذي تسبب في الإعلان عن حالة الطوارئ على نطاق واسع، ولكن كان الانتشار بسيطاً وخفيفاً نسبياً، مما عرَّض المنظمة لانتقادات كبيرة.

لذلك أجّلت لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية، وهي مجموعة من خبراء الأمراض المعدية المستقلين، الأسبوع الماضي، قراراً بشأن إصدار إعلان الطوارئ. هذا التأخير خيَّب آمال بكين، التي أعربت عن ثقتها في أنها تستطيع التغلب على فيروس.

تحميل المزيد