نص خطة السلام الذي نشره البيت الأبيض لصفقة القرن يُلقي الضوء بالتفصيل على دور الدول العربية في صياغة تلك الصفقة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحضور سفراء ثلاث دول عربية، ومباركة مصر والسعودية، فما دور العرب في تلك "الصفعة"؟
موافقة عربية معلنة
نتوقف بدايةً عند توجيه رئيس الوزراء الإسرائيلي الشكر لسفراء ثلاث دول عربية عقب إعلان ترامب عن الصفقة أمس الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني، حيث قال في كلمة مشتركة مع ترامب: "يا لها من سعادة أن نرى سفراء عمان والإمارات والبحرين معنا هنا"، وأضاف: "اعترفت أيها الرئيس الأمريكي بسيادة إسرائيل على القدس والضفة الغربية، ومحوت الأكاذيب بشأن أنها أراضٍ محتلة".
وبعد دقائق من انتهاء عرض ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض، صدر بيان عن الخارجية المصرية مشيداً بالخطة وبالدور الأمريكي في حل الصراع، وداعياً "الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني" للدخول في مفاوضات مباشرة لتنفيذ خطة السلام، ولم تتأخر السعودية أيضاً في التعبير عن نفس الموقف.
ماذا قالت الخطة عن الدور العربي؟
الإشارة الأولى للدول العربية في نص الصفقة المنشور على موقع البيت الأبيض، اليوم الأربعاء 29 يناير/كانون الثاني، جاء في القسم الثاني (المدخل) تحت العنوان الفرعي (الواقع الحالي)، وقالت الفقرة نصاً: "ظلت الدول العربية في المنطقة رهينة لهذا الصراع (الإسرائيلي-الفلسطيني) ويعترفون بأنه يمثل عبئاً مالياً غير محدود عليهم إذا ما ظل دون حل. كثير من الدول العربية مستعدة لحل الصراع العربي-الإسرائيلي وتريد أن تدخل في شراكة مع إسرائيل وتركز على القضايا الهامة التي تواجه المنطقة".
الدول التي تشير إليها الخطة في هذه الفقرة غير محددة بالاسم، لكن حضور سفراء الإمارات والبحرين وعمان "حفل الإعلان" وبيان خارجيتَي مصر والسعودية، يضعان تلك الدول على رأس الداعمين للخطة بالطبع.
دور مصر والأردن في حفظ الأمن
بنود الخطة تركز على الدور المتوقع من مصر والأردن تحديداً في مجال حفظ أمن إسرائيل، ودور دولة فلسطين في حفظ أمن الجارتين أيضاً جنباً إلى جنب مع حفظ أمن إسرائيل.
"أثناء فترة المفاوضات، سوف يحاول الطرفان (إسرائيل وفلسطين)، بالتشاور مع الولايات المتحدة، وضع معايير للأمن تضمن وتحفظ أمن دولة إسرائيل وأمن مصر والأردن، وسيتم الاتفاق على معايير للأمن لا تقل صرامة بأي حال من الأحوال عن تلك المطبقة حالياً في مصر أو الأردن، بالصورة التي توافق عليها إسرائيل، وتوضح لدولة فلسطين الحد الأدنى المطلوب منها تحقيقه في هذا المجال".
هذه الفقرة تضع معايير الأمن المصرية والأردنية المطبقة حالياً التي توافق عليها إسرائيل كنموذج لابد لدولة فلسطين –بحسب الخطة– أن تحتذيه كي تضمن أمن إسرائيل ومصر والأردن، وتكشف التفاصيل، سواء فيما يتعلق بدور قوات أمن فلسطين داخلياً أو على المعابر، الانخراط المصري والأردني بشكل تفصيلي في كل المعايير والاعتبارات الأمنية، بموافقة إسرائيلية.
ماذا عن توزيع الـ50 مليار دولار ومصدرها؟
في الشق الاقتصادي لصفقة القرن، وتحديداً في القسم السادس (خطة ترامب الاقتصادية)، توجد تفاصيل المبالغ التي ستحصل عليها مصر والأردن ولبنان، سواء في صورة قروض أو هبات أو استثمارات، لتمويل مشاريع متنوعة في البنية التحتية ومجال الطاقة وغيرهما.
المبالغ الإجمالية التي ستحصل عليها مصر هي 9.1 مليار دولار، والأردن 7.3 مليار دولار ولبنان 6.3 مليار دولار، من المفترض بحسب بنود الخطة أن يتم من خلالها تنفيذ مشاريع بنية تحتية من طرق وكباري وأنفاق ومعابر حدودية، إضافة لمشاريع سياحية واستثمارات في منشآت الطاقة، خصوصاً الغاز الطبيعي.
وفي الإطار نفسه سيحصل الفلسطينيون على أكثر من 27.8 مليار دولار، ليكون الإجمالي 50 مليار دولار، ستتكفل بتوفيرها دول الخليج، وبشكل أكثر تحديداً السعودية والإمارات، وفصلت الخطة، تحت قسم خطة ترامب الاقتصادية، مصادر ونوعية التمويل.
جزء من المبلغ سيكون على هيئة منح وقيمته 13.380 مليار دولار، وجزء آخر عبارة عن قروض ميسرة بقيمة 25.689 مليار دولار، والمتبقي 11.600 مليار دولار من القطاع الخاص، وسيتم إنفاق تلك الأموال من خلال بنك استثماري يتم تأسيسه خصيصاً لهذا الغرض، إضافة لصندوق سيادي تديره لجنة بإشراف الولايات المتحدة يكون دورها ضمان تنفيذ البنود الاقتصادية للصفقة بشكل كامل.