مرض غامض يتفشّى في الصين: التهاب يُحدث أضراراً بالرئتين، ماذا نعرف عنه، وبماذا يختلف عن “سارس”؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/01/21 الساعة 10:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/21 الساعة 10:08 بتوقيت غرينتش
أبلغت السلطات الصينية عن مئات الحالات المصابة بمرض شبيه بالالتهاب الرئوي، انتشر حتى اللحظة في كوريا الجنوبية واليابان وتايلاند/ AP

سادت حالة من القلق في الصين بعد ربط التفشي الغامض للالتهاب الرئوي بنوع جديد من فيروس كورونا. ومن المعتاد أن تنتقل الأمراض الرئوية التي تتراوح شدتها من نزلات البرد الشائعة إلى متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) بواسطة عائلة من الحشرات. ونظراً لأن بعض المرضى كانوا يعملون أو يتسوقون في سوق للمأكولات البحرية حيث تباع حيوانات حية وأجزاء من حيوانات برية أيضاً، فقد كان هناك قلق من أن المرض قد يكون حيواني المنشأ، كما حدث في حالة سارس على الأرجح، وهو ما يُحيي ذكريات الوباء الذي أودى بحياة حوالي 800 شخص منذ حوالي 17 سنة. لكن مسؤولي الصحة يقولون إن هناك اختلافات كبيرة.

1. لماذا القلق؟

تقول صحيفة The Washington Post الأمريكية: دائماً ما يكون هناك قلق عند ظهور مسببات مرضية جديدة بين السكان، لأن الأشخاص عادة ما يفتقرون إلى المناعة ضده، ولا تتوفر عادة علاجات أو لقاحات محددة. وتمثل فيروسات كورونا الجديدة (التي لم تصب البشر من قبل) مصدر قلق خاص، لأن من المعروف أنها تسببت في حدوث تفشيات معقدة تسببت في مرض الآلاف من الناس. 

ويبدو أن تفشي المرض في مدينة ووهان الصينية التي يسكنها 11 مليون نسمة، شديد. وقد نقل عشرات الأشخاص إلى المستشفى منذ منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول، بعضهم في حالة خطيرة. وقد أبلغ عن وقوع وفيات. وقد تأكد وجود حالات مصابة في تايلاند واليابان وأجزاء أخرى من الصين، التي تشمل المسافرين القادمين من ووهان. 

من ناحية أخرى، تعافى العديد من المرضى وخرجوا من المستشفى ولم تكن هناك أي بلاغات عن إصابة أي من العاملين بالرعاية الصحية بالعدوى، وهو ما يدعم النتائج المبكرة التي تفيد بأن المرض على الأرجح لا ينتقل بسهولة من شخص لآخر. وهذا قد يقلل من احتمالية انتشاره ليصبح موجة وبائية مثل ما حدث مع سارس، الذي بدأ في الصين واجتاح جميع أنحاء العالم، مما تسبب في إصابة الآلاف من الناس.

2. ما هي الأعراض؟

بشكل رئيسي، الحمى، مع شعور بعض المرضى بالإرهاق والتعب، والسعال الجاف وصعوبة في التنفس. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الأشعة السينية على الصدر أظهرت أضراراً غزيرة بكلتا الرئتين. ومع ذلك، أبلغ فقط عن الحالات التي تتطلب دخول المستشفى. ومن المحتمل أن يكون قد أصيب أشخاص آخرون ولم يتعرضوا لأية أعراض أو عانوا فقط من الأعراض الخفيفة.

3. ما السبب؟

حددت السلطات الصينية وجود فيروس كورونا جديد في أحد مرضى الالتهاب الرئوي في المستشفى في ووهان بعد إجراء التسلسل الجيني. وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية على الفيروس الجديد 2019-nCoV. وفي منتصف شهر يناير/كانون الثاني، أتيحت بيانات الجينوم علناً، مما مكن العلماء من خارج الصين من دراسة البصمة الوراثية للفيروس بحثاً عن أدلة حول مكان وكيفية ظهوره. 

ووجد تقرير أعد لمجلة International Journal of Infectious Diseases أنه يشبه بنسبة 70٪ على الأقل في تركيبته الوراثية لفيروس السارس، لكنه "يبدو معتدلاً سريرياً" من حيث الخطورة ومعدل الوفيات وانتقاله.

4. كيف يمكن الإصابة بالفيروس؟

كما هو الحال مع مصدر الفيروس، فإن طريقة انتشاره غير معروفة أيضاً. فقد نقلت منظمة الصحة العالمية عن السلطات الصينية قولها إنه لا ينتقل بسهولة بين الناس. وركزت التحقيقات على سوق الجملة في ووهان، حيث كان معظم الأشخاص المصابين في وقت مبكر من تفشي المرض إما يعملون أو يتسوقون هناك بشكل متكرر. ورغم إغلاق السوق منذ يوم رأس السنة، فإن الحالات استمرت في الظهور، بما في ذلك أشخاص لم يذهبوا إلى سوق السمك. وأثار ذلك احتمال أن يكون المسبب المرضي متمركزاً على نطاق أوسع في المدينة، وهو احتمال مقلق خاصة قبيل حلول العام القمري الجديد (يوم 25 يناير/كانون الثاني من هذا العام)، وهو الذي يحفز حالة من التسوق المحموم، بما في ذلك الأطعمة الغريبة في بعض الأحيان.

5. ما هو فيروس كورونا؟

فيروسات كورونا أو الفيروسات التاجية هي عائلة فيروسية كبيرة تتسبب بعض الفيروسات المنتمية إليها في أمراض أقل حدة، وبعضها الآخر يكون حاداً. بعضهم ينتقل بسهولة من شخص لآخر، والبعض الآخر لا ينتقل. وهناك اعتراف متزايد بدور فيروسات كورونا في حالات الالتهاب الرئوي الحاد. 

وتقول منظمة الصحة العالمية إن فيروسات جديدة تظهر بشكل دوري في مناطق مختلفة على مستوى العالم، وأن العديد من فيروسات كورونا المعروفة تنتشر في الحيوانات ولم تصب البشر. وهي تميل إلى التغير والتحور كثيراً، مما يعني أن مستوى الخطر الذي تشكله يمكن أن يتغير كلما طالت فترة انتشارها وتنقلها بين الحيوانات.

6. لماذا يستغرق وقتاً طويلاً للتعرف عليه؟

يمكن القول إن مدة التعرف على الفيروسات متفاوتة. فيروس نقص المناعة البشرية، على سبيل المثال، لم يكتشف باعتباره سبب مرض الإيدز لسنوات. وفي حالة فيروس سارس، كان العديد من كبار الأطباء في الصين يصرون في البداية على أنهم يتعاملون مع الالتهاب الرئوي الناجم عن الكلاميديا​​، وهي بكتيريا تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي. وأقالت الصين وزيرها للصحة آنذاك، تشانغ ون كانغ، بسبب سوء إدارته لتلك الأزمة. 

وتضم مدينة ووهان أول مختبر احتواء بيولوجي في الصين، والذي بني في عام 2015 لدراسة أخطر مسببات الأمراض على الكوكب، لذا فهو في وضع مهيأ وجيد لدراسة الوباء الحالي. وربما قام العلماء هناك بفحص عدد من الأسباب المحتملة له. وفي منتصف يناير/كانون الثاني، دُعي متخصصون من خارج البر الرئيسي للصين إلى ووهان لتبادل المعلومات.

7. ماذا تفعل الصين؟

تقول السلطات في ووهان إنها تقدم أفضل رعاية طبية ممكنة. وقد عُزل المرضى لمنع أي انتشار محتمل. ويبحث مسؤولو الصحة أيضاً عن الأشخاص الذين اتصل بهم المرضى ويفحصونهم ويراقبونهم، ويبحثون عن الحالات الحالية والسابقة التي ربما تلقت علاجها في المؤسسات الطبية في جميع أنحاء المدينة. وقد أخذت عينات بيئية من السوق المغلقة للتحليل.

8. ما علاقة الوباء الجديد بـ "سارس"؟

هناك بعض أوجه التشابه، وإن كانت قليلة. فكلاهما ظهر في الصين. وفي حالة سارس، يُعتقد أنه انتقل بشكل غير مباشر من أحد العوائل البرية، والذي يُعتقد أنه خفافيش، للبشر عن طريق حيوان زباد النخل المقنع وغيرها من الأنواع المباعة في أسواق الحيوانات الحية. وقد رُبط التفشي في ووهان بأسواق الحيوانات الحية، مما يجعل من الممكن أن يكون للعدوى أصل حيواني. يذكر أن الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر، والتي يشار إليها أحياناً باسم "الأمراض حيوانية المنشأ"، تشكل نسبة كبيرة من جميع الأمراض المعدية التي تم التعرف عليها حديثاً.

تحميل المزيد