«فجأة، انقطع الاتصال».. إليك الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها حول تحطم الطائرة الأوكرانية في إيران

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/01/09 الساعة 16:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/09 الساعة 17:33 بتوقيت غرينتش
فرق الإنقاذ الإيرانية وسط أنقاض الطائرة الأوكرانية بالقرب من مطار الإمام الخميني في العاصمة الإيرانية طهران/ أ ف ب

مشّط العاملون الإيرانيون بالإنقاذ، الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني 2020، حطام طائرة الرحلة رقم 752 التابعة للخطوط الدولية الأوكرانية، والتي كانت في طريقها من إيران إلى كييف يوم الثلاثاء 7 يناير/كانون الثاني. 

حتى اللحظة، ما زال سبب سقوط الطائرة غير محدد، لكن وكالة رويترز نقلت مساء الخميس عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنهم واثقون بأن الطائرة الأوكرانية أسقطت بصاروخ إيراني وفق بيانات أقمار صناعية. فيما يقول بعض خبراء السلامة الجوية والطيارين يصفون عديداً من جوانب هذه الحادثة بأنها غير معتادة. ولأن التحطم حدث في ظل تزايد التوترات بين إيران والولايات المتحدة، ربما تظل المعلومات الخاصة برحلة الطيران هذه شحيحة.

ما الذي حدث؟

مات جميع من كانوا على طائرة بوينغ 737-800، وعددهم 176 شخصاً، 167 راكباً و9 أفراد هم طاقم الرحلة، عندما تحطمت الطائرة بعد دقيقتين من الإقلاع من طهران. هناك فيديو منتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر ما يبدو أنه الطائرة مشتعلة، وهي تسقط على الأرض مثل كرة من اللهب خارج العاصمة الإيرانية.

قتل جميع ركاب وطاقم الطائرة الأوكرانية/ AP
قتل جميع ركاب وطاقم الطائرة الأوكرانية/ AP

لم تكن طائرة تلك الرحلة من طراز 737 Max الذي مُنع من الطيران في شهر مارس/آذار من العام الماضي، بعد حادثتي تحطم مميتتين، لكنها تلفت مزيداً من الأنظار تجاه شركة بوينغ، التي تسعى جاهدة لاحتواء تداعيات هذه الحوادث.

حدث التحطم بعد ساعات من الهجوم الانتقامي الإيراني بالصواريخ على قاعدتين تضمان قوات أمريكية في العراق، رداً على قتل اللواء قاسم سليماني، وهو التوقيت الذي أثار شكوكاً بأن صاروخاً إيرانياً ضلَّ مساره، ربما يكون هو الذي أسقط طائرة الركاب، وهو أمر أكده مسؤولون أمريكيون لاحقاً، قائلين أن لديهم صوراً بواسطة أقمار إصطناعية تؤكد ذلك. لكن حتى وقت نشر هذه المادة، لم يكن هناك أي دليل يدعم هذا. في حين بدأت الخطوط الجوية تتجنب مساحة الطيران بهذه المنطقة، واتخذت سبلاً أخرى بسبب الصراع.

هل يحق لإيران عدم تسليم الصندوق الأسود؟

يقول محللون لموقع قناة CNBC الأمريكية، في بعض الأحيان قد تستغرق التحقيقات أكثر من عام، لتحديد سبب تحطم الطائرة، وأصبح الحصول على معلومات عن الحادث المميت أكثر تعقيداً. قال المسؤولون الإيرانيون إنهم لن يسلموا الصندوق الأسود المُنتشل من موقع التحطم إلى الولايات المتحدة أو شركة بوينغ للمراجعة.

ووفقاً للقانون الدولي، يحق للدولة التي وقع فيها التحطم التحكم في التحقيق. قد يشارك في التحقيقات عامةً كل من شركة بوينغ، وإدارة الطيران الفيدرالية، والمجلس الوطني لسلامة النقل، لأن الطائرة صُنعت في الولايات المتحدة.

وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قال في تصريح له يوم الأربعاء: "ستواصل الولايات المتحدة متابعة الحادث من كثب، ومستعدة لتقديم كل سبل المساعدة الممكنة لأوكرانيا"، مضيفاً: "وتطالب الولايات المتحدة بتعاون تام مع أي تحقيق في سبب التحطم". في حين قدمت بوينغ تعازيها للضحايا وقالت إنها "مستعدة للمساعدة بأي طريقة مطلوبة".

لماذا تحظى الرواية الإيرانية بكثير من الشكوك؟

يقول جون غوغليا، العضو السابق في المجلس الوطني لسلامة النقل بالولايات المتحدة، إنه في حال احتفظ المسؤولون الإيرانيون بالبيانات لأنفسهم "لن نأتمنهم أياً كان ما يقولونه، إذا لم يعطونا البيانات لن نصدّقهم".

قال المسؤولون الإيرانيون في تصريحات للصحافة المحلية، إن تَوَقُّف محرك الطائرة هو على الأغلب ما سبَّب سقوطها، لكن البعض يشكك في هذا التفسير.

شكوك كبيرة حول الرواية الإيرانية/ AFP
شكوك كبيرة حول الرواية الإيرانية/ AFP

قال غوغليا الذي حقق في حوادث مثل تحطم الرحلة رقم 800 التابعة لخطوط عبر العالم الجوية، والتي مات فيها 230 شخصاً: "في ظروف نادرة للغاية يتسبب توقف المحرك في تحطم الطائرة".

كانت المحركات من طراز CFM56، وهي أحد أكثر المحركات انتشاراً في العالم، من إنتاج مشروع مشترك بين شركة General Electric وشركة France's Safran.

يقول خبراء لقناة CNBC الأمريكية إن الطيارين يخضعون لتمرين محاكاة لمثل هذه السيناريوهات، وفي الرحلات التجارية يمكنهم عادةً إيجاد مكان آمن للهبوط بالطائرة، وأضافوا أن تحطم طائرة كاملة بسبب توقف محرك، أمر مستبعد للغاية.

ماذا عن طاقم الطائرة المنكوبة؟

تقول شركة الطيران إن طاقم الطائرة كان على درجة عالية من الخبرة، ومن بينهم طيار قضى 11.600 ساعة على متن طائرات بوينغ 737، من بينها 5.500 ساعة قائداً للطائرة.

وقال نائب رئيس الخطوط الجوية الأوكرانية الدولية، إيهور سوسنوفسكي، في بيان: "بالنظر إلى خبرة الطاقم، فاحتمالية الأخطاء قليلة"، مضيفاً: "إننا لا نفكر في احتمالية الأمر حتى".

وقالت شركة الطيران إن الطائرة كانت في حالة جيدة، وخضعت للصيانة في يوم 6 يناير/كانون الثاني، مضيفة أن الطائرة وصلت في حالة جديدة إلى الخطوط الدولية الأوكرانية في عام 2016، ولم ترِد أي تقارير عن مشكلات في الطائرة مؤخراً.

كيف يناقض انقطاع الاتصال بالطائرة، الرواية الإيرانية؟

أقلعت الرحلة من مطار الإمام الخميني بطهران في الساعة 6:12 صباحاً، وفقدت الاتصال في الساعة 6:14 صباحاً، وفقاً لموقع تعقُّب الرحلات Flightradar24. وقالت الشركة إن الطائرة وصلت إلى ارتفاع 2400 متر، وهو الارتفاع الذي يقول الطيارون والخبراء إنه طبيعي في هذه المرحلة من الرحلة.

قال جيف برايس، خبير سلامة الطيران وأستاذ جامعي في قسم علوم الطيران والفضاء بجامعة ميتروبوليتان ستيت في دنفر، إن الانقطاع المفاجئ في بيانات الموقع كان غريباً، لأنه عندما نتعامل مع عطل ميكانيكي عادةً ما يتواصل الطيارون مع المطار وتستمر الطائرة في إرسال البيانات. وأضاف برايس: "انقطع الاتصال، أنه أمر غريب وحسب".

تحميل المزيد