معظمنا يعرف أن الإنفلونزا منها أنواع قد تكون قاتلة، لكن ماذا عن نزلات البرد؟ هل يمكن أن تؤدي لوفاة مَن يصاب بها؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فكيف يمكن الوقاية في تلك الحالات حتى لا تتفاقم وتؤدي للوفاة؟
موقع ذا كونفرزيشن الأسترالي نشر مادة مبسطة عن القصة بعنوان: "هل يمكن أن تموت بسبب نزلة برد؟".
الإنفلونزا الإسبانية قاتلة
معظم الأشخاص يعلمون أن الإنفلونزا قد تكون قاتلة. وهذا صحيح، فقد تسببت "الإنفلونزا الإسبانية" في وفاة 50 مليون شخص عام 1918، أكثر ممن قُتلوا في الحرب العالمية الأولى. ولكن ماذا عن نزلة البرد؟ هل قد تتسبب حقاً في وفاتك؟
نزلة البرد هي مجموعة من الأعراض، مثل السعال والعطس والرشح والإرهاق وربما حمّى، وليست مرضاً محدداً. وبالرغم من أن الأعراض مماثلة لأعراض الإنفلونزا، فإنها عدوى مختلفة تماماً.
ما أنواع فيروسات البرد؟
الفيروس الأنفي قد يتسبّب في نصف حالات نزلات البرد تقريباً، ولكن الفيروسات الأخرى قد تتسبب في واحد أو أكثر من أعراض البرد، ومن بينها الفيروسات الغدانية، وفيروس الإنفلونزا، والفيروس التنفسي المخلوي والفيروسات نظير الإنفلونزا.
متى يكون البرد قاتلاً؟
عادة ما تكون نزلات البرد مجرد مرض بسيط يختفي دون علاج خلال بضعة أيام. وبسبب طبيعته الضعيفة، تُشخّص معظم الحالات ذاتياً. ومع ذلك، قد تكون العدوى بالفيروسات الأنفية أو أحد الفيروسات الأخرى المسؤولة عن أعراض نزلات البرد خطيرة في بعض الأشخاص. من الممكن أن تتسبب مضاعفات نزلات البرد في أمراض خطيرة، أو حتى الوفاة، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة.
على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن المرضى الذين خضعوا لعملية زراعة النخاع العظمي أكثر عرضة للإصابة بعدوى خطيرة في الجهاز التنفسي، ولا يُعتقد أن الفيروسات الأنفية هي السبب الرئيسي لتلك العدوى الخطيرة، ولكن الفيروسات الأخرى المرتبطة بأعراض نزلات البرد، مثل الفيروس التنفسي المخلوي، والفيروسات الغدانية والفيروسات نظير الإنفلونزا هي المسؤولة عن ذلك.
بالتأكيد هناك أكثر من طريقة يصبح بها الشخص مريضاً جداً بعد الإصابة بعدوى فيروس تنفسي. بعض الفيروسات، مثل الفيروسات الغدانية، يمكنها أيضاً التسبب في أعراض مختلفة لكامل الجسم، بما في ذلك الجهاز الهضمي، والمجرى البولي والكبد.
وفيروسات أخرى، مثل الإنفلونزا، قد تتسبب في التهابات خطيرة محتملة بالرئتين، ولكنها قد تؤدي أيضاً إلى حالات مرضية بالغة الخطورة، مثل الالتهاب الرئوي البكتيري.
ماذا تعني العدوى البكتيرية؟
العدوى البكتيرية الناتجة عن إصابة الجسم بالفيروس هي إحدى الطرق التي قد تؤدي بها نزلات البرد أو فيروس الإنفلونزا إلى الوفاة. وبالرغم من عمل العلماء المتواصل من أجل التوصل إلى الآلية الدقيقة لكيفية الإصابة بعدوى بكتيرية بسبب العدوى الفيروسية، فإن إحدى الطرق المحتملة لحدوث ذلك هي عن طريق زيادة ارتباط البكتيريا بخلايا الرئة. على سبيل المثال، أظهرت الفيروسات الأنفية أنها تتسبب في زيادة وجود مستقبلات تُسمّى PAF-r في خلايا الرئة. قد يسمح ذلك للبكتريا، مثل Streptococcus pneumoniae، بالارتباط بشكل أكثر فاعلية بالخلايا، مما يزيد احتمالية أن تؤدي إلى حالات مرضية خطيرة مثل الالتهاب الرئوي.
مخاطر أكبر لدى بعض الأشخاص
للأسف، نزلات البرد قد تكون أعراضها أكثر حدة في الأعمار الصغيرة جداً أو الكبيرة جداً. كبار السن أكثر عرضة للإصابة ببعض العدوى الخطيرة مقارنة بالبالغين أو الأطفال كبار السن. والمدخنون، أو من يتعرضون للتدخين السلبي عرضة أيضاً بشكل أكبر للإصابة بنزلات البرد التي تكون أعراضها أكثر حدة.
المجموعة الأخرى من الأشخاص الذين قد يتأثرون بشكل أكثر حدة بالفيروسات المسببة لنزلات البرد هم من يعانون من حالات مرضية بالرئة. ويتضمن ذلك الأشخاص المصابين بالربو، أو التليّف الكيسي، أو الانسداد الرئوي المزمن. الإصابة بعدوى فيروسية تسبب التهاب مجرى الهواء تجعل التنفس أكثر صعوبة. وعند إصابة الأشخاص الذين يعانون من الانسداد الرئوي المزمن بنزلة برد خفيفة يكونون عرضة أيضاً لمخاطر الإصابة بعدوى بكتيرية بشكل كبير.
وبالرغم من إمكانية علاج العدوى البكتيرية في هؤلاء المرضى بواسطة المضادات الحيوية، لا توجد علاجات مضادة للفيروسات فعالة ضد جميع أنواع الفيروسات الأنفية. وبالنسبة لفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى، مثل الإنفلونزا، هناك مصل فعال يمكنه الحماية في مساعدة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بفيروس الإنفلونزا، مثل مرضى الربو، والأطفال الصغار، وكبار السن.
لا يوجد عنصر واحد يحدد مدى خطورة الإصابة بعدوى فيروس نزلات البرد، ولكن هناك العديد من الحالات المرضية أو العوامل التي تمثّل خطراً محتملاً.
أفضل طرق تجنب الإصابة بنزلات البرد هي غسيل اليدين جيداً. يمنع ذلك انتشار العديد من العدوات المختلفة، وليس فقط الفيروسات المسببة لنزلات البرد. وبالنسبة للجميع، وليس فقط الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالعدوى الفيروسية، الوقاية هي الأساس.