من يعزل ترامب؟ 14 شيئاً تحتاج لمعرفتها عن محاكمة مجلس الشيوخ المنتظرة للرئيس الأمريكي

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/12/18 الساعة 10:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/18 الساعة 10:19 بتوقيت غرينتش

هل يعزل مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس دونالد ترامب، وما هي إجراءات عزل ترامب من الناحية القانونية.

لنبدأ بما نعرفه على وجه اليقين تقريباً؛ محاكمة مجلس الشيوخ لعزل الرئيس دونالد ترامب ستنهي ببراءته على الأرجح، حسب ما ورد في تقرير لموقع شبكة CNN الأمريكية.

إذ تحتاج الإدانة إلى تصويت 20 عضواً من الجمهوريين في مجلس الشيوخ إلى جانب الديمقراطيين، وحتى هذا الوقت، لا يوجد ما يشير إلى استعداد أي من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين للتصويت من أجل إزاحة ترامب عن منصبه.

ورغم ذلك، فإن مجلس الشيوخ، وفقاً للدستور، يجب أن يعقد محاكمة عزل للرئيس في حال توجيه مجلس النواب اتهاماً رسمياً له، وبالتالي فإن إجراءات عزل ترامب ستمضي قدماً بصرف النظر عما إذا كان سيُعزل أم لا.

وتضمن إجراءات عزل ترامب قواعد رسمية ينبغي تطبيقها بشكل متسلسل؛ إلا أنه يمكن تغيير أي من تلك القواعد ببساطة في أي وقت بأغلبية 51 عضواً في مجلس الشيوخ. 

ويقود المحاكمة داخل مجلس الشيوخ رئيس المحكمة العليا ويقوم مجلس الشيوخ بدور المحلفين (الذين يحددون إذا ما كان الرئيس مذنب أم لا)، بينما مجلس النواب بدور الادعاء وصدور قرار العزل يحتاج إلى أغلبية الثلثين من الحاضرين من أعضاء مجلس الشيوخ.

ويعرض هذا التقرير أبرز ما يتعلق بتلك القواعد المنظمة لمحاكمة الرئيس:

14 شيئاً يجب معرفتها عن إجراءات عزل ترامب

1- كُتبت القواعد لأول مرة من أجل محاكمة مجلس الشيوخ للرئيس أندرو جونسون

حُدثت تلك القواعد، التي كتبت عام 1868، بواسطة مجلس الشيوخ لاستخدامها بشكل عصري بعد فضيحة ووترغيت، ولكن الرئيس ريتشارد نيكسون استقال عام 1974 بدلاً من انتظار عزله. 

واكتملت أحدث التحديثات عام 1986، وفقاً للموقع الإلكتروني لتاريخ مجلس الشيوخ. 

واستخدمت في محاكمة عزل الرئيس بيل كلينتون عام 1999، ولكن الأساسيات لا تزال كما هي كما كُتبت لتوجيه أعضاء مجلس الشيوخ أثناء عزل جونسون خلال فترة إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية في النصف الثاني للقرن التاسع عشر.

واستخدمت نفس القواعد لإجراءات عزل عدد من القضاة الفيدراليين. وأصبح أحد هؤلاء القضاة، ألسي هاستينغز، نائباً بالكونغرس بعد عزله من منصبه. وهو الآن من مؤيدي عزل ترامب.

2- الجلسات مصممة بتسلسل محدد جداً

في القاعدة الثانية، على سبيل المثال، هناك نص يوضح كيفية إخبار مجلس النواب لمجلس الشيوخ بعزل شخص ما:

"يوجه رئيس مجلس الشيوخ عميد مجلس الشيوخ لإصدار إعلان، وينبغي بعد إلقاء الإعلان أن يكرر الكلمات التالية: 'يلتزم الجميع الصمت، بينما يعرض مجلس النواب على مجلس شيوخ الولايات المتحدة مواد الاتهام ضد _______________'".

في محاكمة عزل كلينتون، رأينا عميد مجلس الشيوخ يردد تلك الكلمات. عميد مجلس الشيوخ الحالي هو مايكل ستينغر، وسوف ترونه كثيراً خلال الفترة المقبلة.

القاعدة الثالثة تنص على اجتماع مجلس الشيوخ في تمام الواحدة ظهراً في اليوم التالي، باستثناء يوم الأحد"، لبدء النظر في مواد الاتهام، "ما لم يأمر مجلس الشيوخ بخلاف ذلك".

3- يمكن تغيير أي من تلك القواعد

عبارة "ما لم يأمر مجلس الشيوخ بخلاف ذلك" ظهرت 8 مرات مختلفة في القواعد. وهي تعني أن تلك القواعد موجودة إلا إذا صوّتت أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ على تغييرها. لنقل مثلاً إنهم لا يريدون الاجتماع في الواحدة ظهراً في اليوم التالي للإشعار الرسمي، يمكنهم التصويت بالأغلبية على ذلك. 

ولهذا السبب هناك مفاوضات جارية بين زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش مكونيل، وزعيم الأقلية، تشاك شومر، حول كيفية المضي قدماً في إجراءات المحاكمة.

وإليكم بعض الأمور التي ذُكرت فيها تلك العبارة (ما لم يأمر مجلس الشيوخ بخلاف ذلك):

  • تقول القاعدة الحادية عشرة إن مجلس الشيوخ يختار لجنة لأخذ الشهادات وإصدار الأوامر نيابة عن مجلس الشيوخ، إلا إذا أمر المجلس بخلاف ذلك.
  • إجراءات مجلس الشيوخ الطبيعية تحكم اللجنة الخاصة للعزل، إلا إذا أمر المجلس بخلاف ذلك.
  • تعقد المحاكمة كل يوم ظهراً، إلا إذا أمر المجلس بخلاف ذلك.
  • يقدم شخص واحد فقط البيانات الافتتاحية، والبيانات الختامية يمكن أن يقدمها شخصان، إلا إذا أمر المجلس بخلاف ذلك.
  • وغيرها من المواد.

4- سلطة رئيس المحكمة العليا محدودة

ينص الدستور على أن رئيس المحكمة العليا، جون روبرتس في هذه الحالة، يترأس المحاكمة وتمنحه قواعد العزل في مجلس الشيوخ سلطة الحكم على الأدلة وغيرها من الأمور. 

ولكن يمكن إبطال أحكامه إذا عارضه أحد أعضاء مجلس الشيوخ وطلب تصويت المجلس بالكامل. ويمكنه كذلك أن يطلب من تصويت مجلس الشيوخ في المقام الأول، وفقاً للقاعدة السابعة.

5. استدعاء الشهود يتطلب تصويت الأغلبية

من الممكن استدعاء ترامب للشهادة، مثل هنتر بايدن ( نجل جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق والسياسي الأوفر حظا لنيل ترشيح الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة ) وآدم شيف( رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي)، ومن أبلغ بالواقعة.

ولكن يحتاج ذلك إلى أغلبية أصوات مجلس الشيوخ.وتنص القواعد على أن مجلس الشيوخ هو المسؤول عن استدعاء الشهود. 

باراك أوباما مع جو بايدن ونجله هنتر/رويترز

وهذا يعني أن جمهوريين مثل تشارلز غراسلي، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية آيوا، الذي أيّد ضرورة حماية هوية المخبر وعدم الكشف عنها، قد يكون عليه التصويت لاستدعاء المخبر للشهادة. 

وهذا يعني إمكانية تصويت عضوة مجلس الشيوخ الجمهورية عن ولاية مين، سوزان كولينز، لاستدعاء آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، للشهادة. وهذا يعني أيضاً حاجة الديمقراطيين إلى استقطاب بعض أصوات الجمهوريين لاستدعاء وزير الخارجية مايك بومبيو أو نائب الرئيس مايك بنس للشهادة تحت القسم.

6. هناك قيود على كاميرات التلفاز

المحكمة العليا لا تسمح بالكاميرات التلفزيونية، لذا سيكون ذلك أمراً جديداً على روبرتس عندما يرأس محاكمة العزل في مجلس الشيوخ. 

ولكن هناك قواعد معينة حول من يمكن أن تركز الكاميرات عليه. بشكل خاص، ووفقاً لقواعد 1986، بإمكان الكاميرا أن تركز على أي شخص يتحدث. وهذا يعني عدم وجود لقطات خاطفة لأشخاص لا يتحدثون، لذا لن يكون ذلك تصويراً مخصصاً للعرض التلفزيوني.

ملاحظة جانبية: لم تُبث إجراءات مجلس الشيوخ حتى 1986. كان من المفترض أن تبث محاكمة نيكسون في مجلس الشيوخ تلفزيونياً، ولكنه استقال قبل ذلك.

7. إذا أراد أعضاء مجلس الشيوخ طرح أسئلة على الشاهد، يجب أن يكون ذلك كتابةً

 توضح القاعدة السادسة عشرة أنه لن يكون هناك نقاش مفتوح. تُقدّم الاعتراضات مباشرة إلى رئيس الجلسة، روبرتس، ومن الممكن أن تكون كتابية. 

ومن الممكن استدعاء أعضاء مجلس الشيوخ أيضاً إلى منصة الشهود، وهي حالة فريدة ومثيرة بالنظر إلى أنهم محلفون أيضاً في تلك المحاكمة، وبالنظر إلى أن مكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية كان منخرطاً أيضاً على نحو عميق في استراتيجات البيت الأبيض

ولكن وفقاً للقاعدة التاسعة عشرة، إذا أراد أي من أعضاء مجلس الشيوخ أن يسأل الشاهد، يُقدم السؤال كتابةً إلى رئيس الجلسة. وسوف يؤثر ذلك بشكل كبير على طبيعة النقاشات الاستعراضية والجدلية في مجلس الشيوخ.

8- قد يكون هناك الكثير من النقاشات خلف الأبواب المغلقة

ألقى أعضاء مجلس الشيوخ الكثير من الخطب أثناء محاكمة كلينتون، ولكن عندما قرروا التصويت، عقدوا مداولاتهم في جلسات مغلقة، مما يعني خلف أبواب مغلقة بدون كاميرات تلفزيونية. 

وصوّت عدد من الديمقراطيين في النهاية لصالح عزل كلينتون. وصوّت عدد من الجمهوريين لصالح تبرئته. ولم تحصل أي من مواد الإدانة على تصويت أغلبية 50%، ناهيك عن أغلبية الثلثين المطلوبة لعزل كلينتون من منصبه.

9- إذا كان هناك شهود، يمكن استجوابهم في جلسات خاصة أو على شريط فيديو

القواعد تمنح لجنة مجلس الشيوخ القدرة على استدعاء الشهود إلا إذا قرر المجلس خلاف ذلك. 

ولكن يمكن تغيير طريقة إدلاء هؤلاء الشهود بشهاداتهم. على سبيل المثال، قدّمت مونيكا لوينسكي، المتدربة السابقة بالبيت الأبيض، شهادتها على شريط فيديو يوم 1 فبراير/شباط 1999، وعُرضت أجزاء من شهادتها أثناء محاكمة مجلس الشيوخ.

10- يحق لجهة الادعاء إلقاء الكلمات الأولى والأخيرة

بالرغم من العرف المتداول في المحاكم أن الدفاع يحق له الكلمة الأخيرة، لكن وفقاً للقاعدة الثانية والعشرين، "تبدأ وتُختتم إجراءات المحاكمة بكلمة مجلس النواب". 

وهذا يعني أن مسؤولي إجراءات العزل في مجلس النواب ستكون لهم الكلمة الأولى في الجلسة الافتتاحية والكلمة الأخيرة في الجلسة الختامية.

يمثّل الرئيس محاموه. ولا توجد أي حدود على عددهم، ولكن شخصاً واحداً فقط يمكنه طرح الأسئلة على الشاهد، وواحداً فقط يمكنه تقديم الخطبة الافتتاحية، وشخصين فقط يمكنهما تقديم خطبة ختامية، وفقاً للوائح.

11- تحتاج التبرئة إلى تصويت 34 عضواً بمجلس الشيوخ فقط

هناك 54 عضواً ينتمون للحزب الديمقراطي، مما يعني أنهم يحتاجون إلى انحياز 20 عضواً من الجمهوريين إلى جانب العضوين المستقلين لإدانة ترامب وعزله من منصبه. احتمالات البراءة أعلى كثيراً. 

ولكن هناك سابقة بكل تأكيد لإحضار قضية عزل محكوم عليها بالفشل إلى مجلس الشيوخ. فعل الجمهوريون ذلك بالرئيس كلينتون. وعندها، صوت 45 عضواً (أقل من الأغلبية) لإدانته بشهادة الزور، والنصف تماماً (50 عضواً) لإدانته بعرقلة العدالة. وبُرّئ كلينتون، كما سوف يُبرّأ ترامب إلى حد كبير.

ينجو الرئيس من العزل إذ لم يتوفر أغلبية الثلين لهذا القرار، أي أنه إذ رفض 34 عضواً بمجلس الشيوخ عزله فسيتم تبرئته.

12- بإمكان العضو "الامتناع عن التصويت" وبالتالي ينقذ ترامب وضميره مرتاح

وأشار ألان فرومين، البرلماني السابق، إلى أن البراءة تحتاج إلى 34 صوتاً بينما الإدانة تحتاج إلى 67 صوتاً، ولكن ذلك ينطبق فقط في حالة مشاركة جميع أعضاء مجلس الشيوخ المئة في التصويت. 

النسبة الفعلية المطلوبة للإدانة هي ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ الحاضرين.

إذا غاب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ عن التصويت، سوف يتغير العدد المطلوب للإدانة أو التبرئة. ولكن بإمكان عضو مجلس الشيوخ أن يحضر الجلسة و"يمتنع عن التصويت" بدلاً من التصويت بالإدانة أو التبرئة، وبذلك يمكنه حماية الرئيس من العزل دون أن يُقر فعلياً بأنه "غير مذنب".

13- لا توجد أي مماطلات

على عكس طبيعة الإجراءات والجلسات في مجلس الشيوخ، بإمكان أغلبية 51% من أعضاء مجلس الشيوخ التصويت لنهاية المحاكمة والانتقال إلى التصويت النهائي.

14- أعضاء مجلس الشيوخ يقفون ويصوّتون من مقاعدهم

عملية التصويت الفعلية حدث مثير ودرامي للغاية. وفقاً للمادة الثالثة والعشرين، على جميع أعضاء مجلس الشيوخ المئة الذهاب إلى مقاعدهم والوقوف والتصويت. 

ولكنهم، لأنهم أعضاء مجلس الشيوخ، لا يفعلون الأمر دائماً على النحو المحدد. على سبيل المثال، عضو مجلس الشيوخ الراحل عن ولاية بنسلفانيا، أرلين سبكتر، الجمهوري آنذاك، لم يقل "غير مذنب" عند محاكمة كلينتون، بل أصر على قول: "لم تُثبت الإدانة، لذا غير مذنب"، الأمر الذي أربك كاتبي جلسات مجلس الشيوخ لبرهة. وتبيّن أن سبكتر اقتبس ذلك التعبير من القانون الإسكتلندي.

تحميل المزيد