قصة السلاح النووي المسموح به للأقوياء فقط الذي يهدد بـ«نهاية العالم» بضغطة زر

عربي بوست
تم النشر: 2019/11/06 الساعة 13:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/11/06 الساعة 13:48 بتوقيت غرينتش
الأسلحة النووية الخطر الأعظم على البشرية ككل

السلاح النووي هو كلمة السر في تصنيف قوى الدول على كوكب الأرض، والأزمة الأخطر التي تهدد منطقة الشرق الأوسط تتمثل في محاولة القوى العظمى منع إيران من امتلاكه، فما قصة هذا السلاح وأنواعه؟ ومن يحق له امتلاكه ولماذا وكيف يراه المعارضون لوجوده؟

متى اخترع الإنسان ذلك السلاح الجهنمي؟

عرف البشر السلاح النووي لأول مرة في 6 أغسطس/آب 1945 قبل نهاية الحرب العالمية الثانية بأيام، حين قام سلاح الطيران الأمريكي بتفجير قنبلة ذرية فوق مدينة هيروشيما اليابانية وبعدها بثلاثة أيام، أي في 9 أغسطس/آب، تم تفجير قنبلة أخرى فوق مدينة ناجازاكي، لتكون تلك هي المرة الأولى والأخيرة التي يستخدم فيها ذلك السلاح الجهنمي في الحرب.

آثار الدمار في هيروشيما بعد القنبلة الذرية / أرشيفية

تسببت القنبلتان في وفاة أكثر من 200 ألف ياباني وأدى ذلك لاستسلام اليابان رسمياً ووضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، لكن تلك كانت البداية في تطوير ذلك السلاح ليشهد أنواعاً أكثر فتكاً آلاف المرات من تلك التي اُستخدمت بالفعل.

ما أنواع السلاح النووي؟

السلاح النووي يقوم على فكرة إحداث تفجير يؤدي إلى انشطار ذري مولّداً قدرة تفجيرية هائلة بدرجات حرارة حارقة وانبعاثات إشعاعية سامة تحملها الرياح لمسافات بعيدة وتقضي على جميع مظاهر الحياة.

تفجير نووي

وشهد أول تفجير ذري لقنبلة من النوع الذي تم استخدامه في اليابان توليد انفجار يعادل تفجير 20 طناً من مادة الـ "تي إن تي" شديدة الانفجار،  أما أول تفجير لقنبلة هيدروجينية لا يزيد وزنها عن 1.1 كيلوغرام فقط، فقد ولد طاقة تفجيرية تعادل الطاقة التفجيرية التي يطلقها تفجير 1.2 مليون طن تي إن تي.

السلاح النووي الذي بدأ بالقنبلة الذرية يشمل أيضاً القنبلة النووية والقنبلة الهيدروجينية، كما يشمل تصنيف ذلك السلاح أنواعاً أخرى بحسب أداة توصيله للمكان المستهدف، سواء قنابل تحملها الطائرات أو رؤوس نووية تحملها الصواريخ الباليستية.

مَن يمتلك السلاح النووي رسمياً؟

كان الاتحاد السوفييتي هو الدولة الثانية التي أجرت تفجيراً ذرياً وأعلنت امتلاكها لذلك السلاح مع نهاية الحرب العالمية الثانية مباشرة بعد أن كانت الولايات المتحدة أول مَن امتلك السلاح واستخدمه بالفعل، والآن هناك عدة دول تمتلك السلاح النووي وهي إنجلترا وفرنسا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية.

ما موقف إسرائيل؟

إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي دون أن تعترف رسمياً بذلك وهي سياسة "الغموض النووي" التي أقرتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والمقصود بها عدم الاعتراف أو النفي، وترفض تل أبيب السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بالتفتيش على مفاعلها الذري في صحراء النقب.

ما معاهدة حظر انتشار السلاح النووي؟

شكلت الأمم المتحدة لجنة دولية لوقف التسليح كان الهدف منها التوصل لاتفاقية دولية تمنع انتشار الأسلحة النووية لخطورتها على سلامة الكوكب، وكان ذلك عام 1961 وضمت تلك اللجنة 18 دولة خمس منها من المعسكر الغربي (الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا) ومثلها من المعسكر الشرقي (الاتحاد السوفييتي وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا ورومانيا)، إضافة إلى 8 دول من خارج المعسكرين هي البرازيل وبورما وإثيوبيا والهند والمكسيك ونيجيريا والسويد والجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا كان بينهما اتحاد وقتها وكان هذا هو الاسم).

صور توضيحية لأسلحة نووية

كان العالم في ذلك الوقت يشهد سباقاً رهيباً للتسلح بين المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة والشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي، وكان السلاح النووي في القلب من ذلك السباق، ورغم ذلك كانت هناك تخوفات من خروج التكنولوجيا النووية العسكرية عن السيطرة، وكانت باقي دول العالم الموجودة خارج المعسكرين تسعى للتوصل لاتفاق تحت مظلة الأمم المتحدة ينظم امتلاك تلك التكنولوجيا.

وبداية من عام 1969 تم التوصل لاتفاقية "حظر انتشار الأسلحة النووية" التي قامت على مبدأين، الأول هو حظر امتلاك تلك الأسلحة على باقي الدول باستثناء الدول الخمس التي تمتلكها بالفعل وهي الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصين وفرنسا وبريطانيا (وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تتمتع بحق الفيتو أو الاعتراض)، والمبدأ الثاني هو منح الحق لجميع دول العالم في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية مثل توليد الكهرباء أو الاستخدامات الطبية أو التقنية الأخرى.

وفي عام 1970 تم التوقيع على الاتفاقية وكانت مدتها 25 عاما، وانضمت لها جميع دول العالم باستثناء أربع دول هي الهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل، وفي عام 1995 تم تمديد الاتفاقية بشكل مفتوح، دون أن تنضم لها نفس الدول، إضافة إلى دولة جنوب السودان التي لم توقع عليها أيضا حتى الآن.

ماذا تعني أجهزة الطرد المركزي؟

يتردد مصطلح أجهزة الطرد المركزي كثيراً في أزمة الملف النووي الإيراني، ويأتي دائماً في سياق الحديث عن تخصيب اليورانيوم، وببساطة عملية تخصيب اليورانيوم هي الخطوة الأهم في التكنولوجيا النووية سواء كانت للاستخدام السلمي أو الأغراض المدنية أو العسكرية لتصنيع القنبلة النووية.

والمقصود بالتخصيب هو فصل عنصري اليورانيوم -238 واليورانيوم – 235 عن باقي عناصر اليورانيوم، وتتم تلك العملية من خلال أجهزة الطرد المركزي وهي عبارة عن أسطوانات معدنية دوارة مثبتة على محرك يعمل بالغاز وتدور بسرعات رهيبة تبلغ من 50-70 ألف دورة في الدقيقة.

أجهزة طرد مركزي في أحد مفاعلات إيران النووية / رويترز

يتم إدخال اليورانيوم في حالته الغازية أو ما يعرف بسداسي فلوريد اليورانيوم أو الكعكة الصفراء في جهاز الطرد المركزي الذي يؤدي حركة دوران أسطواناته بالسرعات العالية تلك إلى فصل جزيئات اليورانيوم عن بعضها، تتجمع الجزيئات الأكثر ثقلاً من اليورانيوم-238 على جدار الأسطوانة بينما تهبط لأسفلها جزيئات اليورانيوم الأقل تخصيباً، وتتجمع الجزيئات الأخف من اليورانيوم – 235 بالقرب من مركز الأسطوانة وتكون حركتها لأعلى.

ويتم سحب اليورانيوم – 235 من الأسطوانة الأولى وتعريضه لنفس العملية في الأسطوانة الثانية وبذلك يتم رفع نسبة تخصيب اليورانيوم بعد مرور الغاز على عدة أسطوانات.

اليورانيوم المخصب بنسبة 5% يتم استخدامه في الأبحاث العلمية، والمخصب بنسبة 20% يستخدم في توليد الطاقة الكهربائية، أما اليورانيوم الجاهز لتصنيع القنبلة النووية فلابد ألا تقل نسبة تخصيبه عن 90%.

كم سلاحاً نووياً يمتلكه العالم حالياً؟

بحسب التقارير المتاحة في هذا الشأن، يمتلك العالم نحو 15 ألف رأس نووي، أغلبها لدى الترسانة النووية الأمريكية والروسية، منها نحو 340 سلاحاً نووياً تمتلكه الدول الأربع غير المعترفة رسمياً بامتلاكها سلاحاً نووياً من خلال التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وهي الهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل.

تجربة اختبار لصاروخ يحمل رأس نووي ينطلق من غواصة

تلك الكمية الهائلة من الأسلحة النووية يمكنها أن تبيد الحياة على كوكب الأرض بشكل كامل حال تفجيرها، فواشنطن وموسكو تمتلكان سلاحاً نووياً واحداً يمكنه حال تفجيره أن يطلق في الدقيقة الواحدة طاقة تبلغ عُشر الطاقة الشمسية القادمة إلى الأرض.

وبحسب موقع نوكماب، لو ألقيت أكبر قنبلة في الترسانة النووية الأمريكية وهي قنبلة B-83، يمكنها أن تقتل 1.4 مليون إنسان في الـ24 ساعة التالية لإلقائها، كما ستصيب أكثر من 3.7 مليون آخرين، حيث إن تأثيرها الإشعاعي يصل إلى 13 كم، وهذا تأثير قنبلة واحدة.

وفي المقابل قنبلة TSAR وهي أكبر قنبلة امتلكها الاتحاد السوفييتي، إذا ألقيت على مدينة بحجم نيويورك فإنها ستقتل 7.6 مليون وتصيب 4.2 مليون آخرين، كما يصل تأثيرها إلى مسافة 7.880 كم، ما يمكنه أن يؤثر على حياة ملايين الأشخاص.

تحميل المزيد