بشكل مفاجئ أعلنت إيران، الإثنين 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أنها دشَّنت مجموعة جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتسريع تخصيب اليورانيوم، في تقليص جديد لالتزامها بالاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بعد انسحاب الولايات المتحدة، خصمها اللدود، منه.
هذا الإعلان أثار التساؤلات عن السبب الذي دفع طهران للمضي في هذه الخطوة، وكذلك ما نتائج هذه المغامرة؟ وكيف سينظر العالم إلى هذه الواقعة؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في تقرير نشره مركز Stratfor الأمريكي.
ما هي القصة؟ دشَّنت إيران سلسلةً تجريبية من 30 جهاز طرد مركزي متقدم من طراز IR-6 يمكنها تخصيب اليورانيوم أسرع بنحو عشر مرات من أجهزة الطرد المركزي التقليدية ذات طراز IR-1، وفقاً لتصريحات علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، التي نشرتها وكالة Mehr الإيرانية للأنباء يوم أمس الإثنين 4 نوفمبر/تشرين الثاني.
ماذا يعني ذلك؟ ويوضِّح تدشين أجهزة الطرد المركزي الجديدة عزم إيران على تعزيز قدرات برنامجها النووي دون انتهاكات صارخة لبنود الاتفاق النووي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. ويأتي هذا الإجراء ضمن جهود إيران للرد على ضغوط العقوبات الأمريكية المتزايدة، مع تعزيز أوراق نفوذها تحسُّباً لمفاوضاتٍ مستقبلية محتملة. وقد يعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني كذلك خطواتٍ أخرى بشأن تعزيز البرنامج النووي الإيراني في وقتٍ لاحق من الأسبوع الجاري.
الخلفية: وجاءت تصريحات صالحي في الذكرى السنوية الأربعين لاحتلال السفارة الأمريكية في طهران، وهو تاريخٌ رمزي حدَّدته الحكومة الإيرانية لإعلاناتٍ سابقة. ويمثل الأسبوع الجاري كذلك نهاية مهلة الـ60 يوماً التي أعلنتها طهران للدول الأوروبية لتقديم الإغاثة الاقتصادية لإيران في مقابل التزام طهران ببنود الاتفاق النووي.