ماذا تعرف عن الكلاب العسكرية؟ تاريخ ممتد منذ الفراعنة وحتى قتل بن لادن والبغدادي

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/11/01 الساعة 17:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/11/01 الساعة 17:53 بتوقيت غرينتش
كلب عسكري أمريكي من السلالة التي كرمها ترامب مؤخرا

الكلب الذي كرمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدوره في عملية قتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، لا يمثل حالة غريبة أو فريدة من نوعها، فقد تم تكريم كلب آخر من جانب سلفه وللسبب نفسه. أما دور الكلاب في الحروب وضمن الجيوش فيرجع إلى تاريخ سحيق لم يكن حتى للولايات المتحدة الأمريكية وجود على خريطة العالم.

ترامب نشر صورة الكلب

نشرُ ترامب صورة له وهو يقلد الكلب الذي طارد البغدادي، دافعاً إيَّاه إلى الانتحار، عكْس التقاليد العسكرية التي تمنع ذلك حفاظاً على السرية، جعل دور الكلاب في الجيوش أو الحروب تحت المجهر بصورة متزايدة.

السلالة التي ينتمي إليها الكلب الذي كرمه ترامب هي المالينو البلجيكي وإلى السلالة نفسها ينتمي أيضاً الكلب كايرو الذي شارك في تأمين محيط المجمع الذي كان يختبئ فيه بن لادن في باكستان، ولو كانت القوات قد واجهت صعوبةً في العثور على زعيم تنظيم القاعدة، لأرسلت كايرو إلي، وقام الرئيس باراك أوباما أيضاً بتكريمه، لدوره في تلك العملية التي تم فيها قتل أسامه بن لادن.

لكن دور الكلاب العسكرية لم يقتصر فقط على تأمين محيط مكان تستعد القوات لاقتحامه أو مطاردة هدف يحمل حزاماً ناسفاً مثل البغدادي، بل يتعدى ذلك إلى القيام بمهام قتالية وينال تدريبات عسكرية شاقة للغاية.

الكلاب التحقت بالجيوش منذ أيام الفراعنة

استخدام الكلاب في المهام العسكرية بالجيوش يرجع لأيام الحضارات الإنسانية القديمة ومنها الفراعنة والرومان واليونانيون والإغريق والفرس، وكانت للكلاب مهام متنوعة منها نقل الرسائل أو حراسة المعسكرات الحربية أو بعض قادة الجيوش.

ومن أقدم أنواع الكلاب العسكرية نوع الموسولوس الذي يرجع تاريخها لسبعة آلاف سنة قبل الميلاد، وكان اليونانيون يدربونها على المهام القتالية ويلبسونها أدرعة حديدية واقية ويدفعون بها في تشكيلات قتالية خاصة بجوار الجنود والأفيال والأسود، وذلك بحسب بعض الباحثين.

اسمه
صورة معدلة تظهر ترامب مع الكلب الذي أسهم في قتل البغدادي/موقع The Daily Wire الأمريكي

وبحسب التاريخ المكتوب، ترجع المشاركة الفعالة للكلاب العسكرية في المعارك الحربية إلى منتصف القرن السابع قبل الميلاد في الحرب بين مدينتي إيفيسوس وماغنيسيا اليونانيتين، حيث كان مصاحباً لكل فارس على حصانه كلباً عسكرياً، وتم إطلاق الكلاب أولاً لشق صفوف العدو تمهيداً لهجوم الفرسان.

ومع تطور الأساليب العسكرية وتقنيات الحروب، تطور كذلك دور ومهام الكلاب العسكرية على مدار التاريخ، حتى أصبحت لها أدوار أساسية في المهام القتالية، وتاريخ الحربين العالميتين الأولى والثانية خير مثال على ذلك.

مليون كلب عسكري

شهدت الحرب العالمية الأولى بين أعوام 1914 و1918 مشاركة فعالة للكلاب العسكرية من جانب القوات التي حاربت ضد ألمانيا، وكانت أبرز المهام هي نقل الرسائل الحيوية بين الجيوش والتي تحمل أوامر التحرك والهجوم.

صورة رسمية لكلب عسكري قتل أثناء العمليات

وقد قُتل أكثر من مليون كلب عسكري في تلك الحرب، وهو ما يوحي بالعدد الهائل الذي تم تجنيده وتدريبه للعمل في صفوف جيوش الحلفاء.

وكان "ستوبي" أشهر الكلاب العسكرية في الحرب العالمية الأولى، وتمت ترقيته إلى رتبة سيرجنت وهي أعلى رتبة صف ضابط وقتها، وذلك بعد مساهماته الكبيرة، وأهمها المساعدة في القبض على جاسوس ألماني.

كلاب عسكرية روسية

شهدت الحرب العالمية الثانية في الفترة من 1939 وحتى 1945 تزايد اعتماد الجيش الروسي على الكلاب العسكرية، خصوصاً في مقاومة الحصار الألماني ووقف اجتياح قواته لروسيا، وقد تم تدريب الكلاب العسكرية الروسية على حمل متفجرات موقوتة وتفجيرها عن بعد من خلال السائسين أو الجنود المسؤولين عن تدريب تلك الكلاب أسفل الدبابات الألمانية.

الكلاب العسكرية الأمريكية

لكن يظل دور الكلاب العسكرية في الجيش الأمريكي هو الأكثر بروزاً، وليس مؤكداً إن كان ذلك يرجع لوجود سجلات عسكرية متاحة عن أعداد وتدريبات الكلاب العسكرية في صفوف الجيش الأمريكي، عكس الجيوش الأخرى حول العالم والتي لا توفر مثل تلك المعلومات، أم أنه بالفعل يولي الجيش الأمريكي أهمية أكبر للكلاب العسكرية وتدريبها وترقيتها وزيادة أعدادها.

ففي الحرب العالمية الثانية مثلاً، تُظهر السجلات العسكرية الأمريكية مشاركة آلاف الكلاب العسكرية في العمليات بمنطقة المحيط الهادي وشرق آسيا، لم يعد منها سالماً سوى 549 كلباً، عادت جميعها باستثناء أربعة فقط إلى البيوت مع سائسيها إلى الحياة المدنية بعد انتهاء خدمتها العسكرية.

وفي أثناء حرب فيتنام شارك نحو 5 آلاف كلب عسكري بين صفوف القوات الأمريكية في فيتنام، وكان هناك نحو 10 آلاف عسكري يتولون تدريبها والإشراف عليها في المهام القتالية، وقدم نحو 232 كلباً عسكرياً حياتهم في تلك الحرب، و295 من مدربيهم من البشر أيضاً فقدوا حياتهم.

تحميل المزيد