عندما جرَّد ماها فاجيرالونغكورن، ملك تايلاند البالغ من العمر 67 عاماً، زوجته من ألقابها الملكية يوم الإثنين، 21 أكتوبر/تشرين الأول، كان للأمر أصداؤه الصادمة على المجتمع التايلاندي. فقد قضت سينينات وونجفاجيراباكدي سنوات عديدة رفيقة للملك إلى جانب الملكة الحالية، ولكنها لم تُمنح لقبها الرسمي قبل يوليو/تموز، بحسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
لماذا جُردت الملكة من ألقابها؟
وقد صرَّح القصر بأن سينينات (34 عاماً) جُردت من لقبها لأنها حاولت إقناع الملك بترقيتها للمكانة نفسها التي تتمتع بها زوجته الرابعة والملكة الحالية سوثيدا تيدجاي (41 عاماً).
وأزيلت جميع صور سينينات من الموقع الإلكتروني للقصر، وأُغلق حسابٌ غير موثَّق يحمل اسمها على تطبيق إنستغرام في ذات الليلة.
كان الملوك التايلانديون متعددي الزوجات عبر التاريخ، بالإضافة إلى تعيين قرينات إضافة إلى الملكات، لكن قبل هذا العام، لم يكن اللقب يستخدم منذ أن أصبحت البلاد مملكة دستورية في عام 1932.
وفي حين أن سينينات كانت الأولى التي تُلقب رسمياً بقرينة الملك التايلاندي منذ عشرينيات القرن العشرين، فهي لم تكن المرأة الأولى التي تخسر مكانتها في حياة فاجيرالونغكورن. ففي عام 2014، جرَّد الملك زوجته الثالثة سريراسمي أكهارا فونجبريتشا من معظم ألقابها وقُبض على بعض أفراد عائلتها. أما زوجته الثانية بولبراسيرث يوفاديدا، فقد هربت إلى الولايات المتحدة بعد أن شجبها الملك في عام 1996، وتبرأ من أبنائهما الأربعة.
نقد الذات الملكية محرم!
وبحسب الصحيفة البريطانية، استطاع الملك فعل كلِّ هذا لأنه يتمتع بسلطة هائلة على السياسيين، والصحافة، والنظام القانوني؛ إذ تُجرِّم قوانين تايلاند القاسية انتقاد الذات الملكية بأي درجة.
ووفقاً للسيرة الملكية لسينينات -واسمها المختصر كوي- التي حُذفت
الآن من على الموقع الإلكتروني للقصر، فإنها كانت تحمل اسم نيرامون أونبروم قبل
ذلك. وقد وُلدت في مقاطعة نان شمال تايلاند في 26 يناير/كانون الثاني عام 1985.
وتخرجت في عام 2008 في كلية التمريض التايلاندية الملكية ببانكوك، وعملت ممرضة في
مستشفيين هما Phramongkutklao
وAnanda Mahidol.
وفي عام 2015، التحقت بوحدة الخدمات الخاصة بالشرطة المعروفة باسم "Ratchawallop"، التي كانت تعمل بمثابة مصدر للحراس الشخصيين لفاجيرالونغكورن، وكانت تضم مئات آلاف. وقد تلقت سينينات تدريباً عسكرياًً وحصلت على رخصة طيار شخصي.
بحلول عام 2016، عندما أصبح فاجيرالونغكورن ملكاً، بدأت تظهر صور له بصحبة سينينات في ألمانيا على شبكة الإنترنت. وقد أظهرتهما الصور مرتديين لملابس كاشفة وأوشام زائفة بينما يتجولان في المراكز التجارية والأماكن السياحية.
وقد جعل تعيين سينينات قرينة في يوم 28 يوليو/تموز 2019 من فاجيرالونغكورن الملك التايلاندي الأول منذ عهد الملك راما السادس -الذي حكم من عام 1910 إلى 1925- الذي يعترف علناً بتعدد القرينات.
تجاوزت الحدود
وقد تبع حفل تنصيبها نشر القصر صورٍاً لها وهي تقود طائرة عسكرية وتطلق سلاحاً ناريّاً. وقد كانت تلك الصور قبل ذلك مقتصرة على المقربين من الملك، وهي تشبه الصور ذات الطابع العسكري التي نُشرت للملكة سوثيدا بعد عيد ميلادها.
صرَّح القصر بأن سينينات "أعربت عن معارضتها ومارست ضغوطاً بكلِّ السبل الممكنة" بخصوص تتويج سوثيدا في مايو/أيار من هذا العام.
لا تُظهر قوة فاجيرالونغكورن أي نية للتراجع عن قراره، وقد أثبت أنه ملك دستوري حازم. يظهر وجهه في كل مكان بداية من الأضرحة وحتى اللوحات الإعلانية في بانكوك التي تضعها الشركات لإعلان ولائها. ويُعرض أيضاً مقطع فيديو عاطفي بدرجة مبالغ فيها قبل جميع عروض الأفلام في دور السينما، يظهر فيه الملك في مختلف فترات حياته، ويظهر فيه أفراد من الجمهور راكعين تحت قدميه، وعلى زوار دور السينما الوقوف عند عرضه.
وقد طلب الملك هذا الشهر من بعض أقوى وحدات الجيش التايلاندي أن تمتثل لأمره، ما أعطاه سيطرة عسكرية غير مسبوقة لأي ملك في البلاد في العهد الحديث. أيضاً، لم يواجه ذلك الأمر أي معارضة برلمانية.