خلال اجتماع كبار موظفي البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، قال ميك مولفاني، القائم بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض في توقعٍ جريء: إذا عَزل مجلس النواب دونالد ترامب، فسيفوز في التصويت في 45 ولاية في سباق الانتخابات الرئاسية في 2020.
وهو بالتأكيد مجرد تكهّن، لكن هل يمكن أن يتحول لحقيقة؟ بحسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية.
هل يمكن أن يتحقق ذلك؟
للإجابة عن هذا التساؤل فلنبدأ بهذه النقطة: في عام 2016، فاز ترامب في 30 ولاية، وكذلك في الدائرة الانتخابية الثانية في ولاية مين (تُقسم مين بعض أصواتها الانتخابية وفقاً لمقعد مجلس النواب)؛ مما يعني أنه كان بحاجة للفوز في 14 أو 15 ولاية أخرى، ليجعل مولفاني يبدو وكأنه عبقري.
وهذا سيكون صعباً للغاية لعدة أسباب:
إذا جمعت هاتين الحقيقتين، فستستنتج ما يلي: خريطة نتائج ترامب في انتخابات 2016 كانت قريبة جداً من أقصى نتيجة مثالية قد يحققها؛ بمعنى أنه لا يوجد عدد كبير من الولايات التي من الواضح أنها قد تضاف لترامب في 2020، حتى وإن افترضت أنه قد ينجح في الحفاظ على الولايات الثلاثين التي فاز بها في عام 2016.
أما الولايات التي من الواضح فوزه فيها، فهي الولايات الأربع التي فازت بها هيلاري كلينتون في 2016: نيوهامبشير، ومينيسوتا، ونيفادا، ومين. لكن حتى وإن أعطيت ترامب هذه الولايات الأربع، فسيظل عند 34 ولاية فقط في 2020، أي بـ11 ولاية أقل من تكهُّن مولفاني. وإذا أضفنا لترامب 3 ولايات أخرى، وهي التي هزمته فيها هيلاري بفارق رقم أحادي (وهي كولورادو ونيومكسيكو وفرجينيا) فلا يزال تنقصه 8 ولايات أخرى.
ويتضح إذاً مما سبق أنَّ ادعاء مولفاني سخيف، بحسب الشبكة الأمريكية.
فلكي يفوز ترامب في 45 ولاية (أو حتى 40 ولاية)، فستحتاج إلى أن تميل ساحة التنافس الوطنية إلى كفته بقوة. وإن كانت هناك أية إشارات على ميّل كفة التنافس لصالح شخص معين في هذه المرحلة من الانتخابات فهي بالتأكيد لا تميل لصالح ترامب، بل هي على العكس ضده.
الخلاصة: المرة الأخيرة التي فاز فيها رئيس في 45 ولاية كانت في عام 1984، حين هزم رونالد ريغان منافسه والتر مونديل في جميع الولايات، ما عدا ولاية مينيسوتا، موطن المرشح فريتز هولينغز، لكن عام 1984 كان في حقبة بائدة إذا كنا سنتحدث سياسياً، إلى جانب أنَّ ترامب ليس ريغان.