ترامب الذي لا يهمه سوى إعادة انتخابه.. كيف وظّف الهجوم على أرامكو لصالحه؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/16 الساعة 15:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/16 الساعة 15:17 بتوقيت غرينتش
ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ورئيس أمريكا دونالد ترامب - رويترز

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقد قدرته على مفاجأة متابعيه بعد أن أصبحت تغريداته تصبّ في خدمة هدف واحد فقط بغضّ النظر عن الحدث أو حتى مدى ارتباط الحدث بالهدف، فما الهدف، وكيف وظّف ترامب الهجوم على أرامكو لصالحه؟

تغريدة أولى حول الهجوم

بعد أن تعرّضت مصفاتا بقيق وخريص السعوديتان صباح السبت 14 سبتمبر/أيلول لهجماتٍ أدت إلى خسارة 5.7 مليون برميل نفطٍ يومياً، ورغم أن الشركة تجري إصلاحات وتوقعت استعادة قدرتها على تعويض الخسارة اليومية في الإنتاج قريباً، كما أن السعودية أعلنت عن تعويض الخسائر من الاحتياطي النفطي للشركة، جاءت تغريدة ترامب تعليقاً على الأحداث لافتة.

وسرعان ما تدخل الرئيس دونالد ترامب، أمس الأحد 15 سبتمبر/أيلول، معلقاً على الاعتداءات التي جرت في عطلة نهاية الأسبوع على منشآت البنية التحتية النفطية السعودية.

اللافت أن ترامب تجنب ذكر إيران رغم أن الكثيرين، ومن بينهم وزير خارجيته، وجهوا أصابع الاتهام لها بشكل واضح وحملوها مسؤولية الاعتداءات.

تغريدة الرئيس ركزت على أجندته الخاصة، وهي الحفاظ على أسعار النفط منخفضةً وبناء بنيةٍ تحتيةٍ للنفط والغاز في الولايات المتحدة.

ويُفترض أن يُساعد التصريح بالإصدار من احتياطي النفط الاستراتيجي الأمريكي في تهدئة سوق النفط وأسعار البنزين، ولو أنه من غير المرجح أن يكون هناك أي احتياجٍ لأن يضخ الاحتياطي الأمريكي براميل إضافيةً في السوق. لن يُحسن تسريع عملية الموافقة على مد خطوط الأنابيب عبر مناطق الإنتاج في الولايات المتحدة من الوضع الحالي، وربما لن يُحدث فرقاً في مواقف مثيلةٍ في المستقبل. غير أن ترامب رأى فرصةً بلا شكٍ لمناصرة فكرةٍ ذات أهميةٍ للاقتصاد الأمريكي، وقد استغلها، بحسب تقرير لموقع فوربس الأمريكي.

تغريدة ثانية أكثر إثارة للجدل

في تغريدة أخرى اليوم الإثنين 16 سبتمبر/أيلول، قال ترامب: "نظراً لأننا حققنا أداءً جيداً في مجال الطاقة في السنوات القليلة الماضية (شكرا لك، سيدي الرئيس!)، نحن الآن مُصدر صافّ للطاقة، ونحن المنتج الأول للطاقة في العالم".

وأضاف ترامب: "نحن لا نحتاج نفط وغاز الشرق الأوسط، وفي الحقيقة لدينا عدد قليل جداً من الناقلات هناك، لكننا سنساعد حلفاءنا".

ترامب الذي وجّه الشكر لنفسه تجاهل حقيقة أن سلفه أوباما أعلن تلك الحقيقة، وهي أن الولايات المتحدة أصبحت المنتج الأول للطاقة في العالم، وذلك في خطاب حالة الاتحاد عام 2015، لكن اللافت هنا أن التغريدة نفسها أظهرت أن ترامب لا يشغل باله سوى إعادة انتخابه العام المقبل، ويقوم بتوظيف كل الأحداث لخدمة ذلك الغرض ولا شيء سواه.

مصائب السعودية فوائد

تغريدات ترامب حول الهجوم أرامكو أثارت بالفعل التساؤلات فيما إذا كان الرئيس الأمريكي وأجهزته، وإدارته انتظروا تلك الهجمات المدمرة، بحسب مقال نشره موقع روسيا اليوم.

شركة ارامكو بعد القصف/ رويترز

الرئيس الأمريكي أعلن بأريحية أن بلاده مستعدة لفتح خزانات الاحتياطي الاستراتيجي من الذهب الأسود، لتعويض نفط السعودية. فيما العالم يراقب ارتفاعاً متسارعاً للأسعار قد يصل إلى معدلات قياسية في حال لم يتم تشغيل المصافي بكامل طاقتها في وقت قريب.

وللتذكير فإن فكرة الخزين الاستراتيجي الأمريكي انبثقت حين قطع الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود إمدادات النفط، عقاباً لواشنطن على وقوفها بلا حدود مع إسرائيل وعدوانها المتلاحق على الفلسطينيين والعرب.

والحاصل فإن ترامب السمسار يريد أن يقول للرياض إننا نعيد لكم ما سعيتم لأن يستخدم ضدنا في عقود سابقة، وإن الولايات المتحدة لن تتأثر بمصيبة السعوديين، ولن تخسر جراء غياب نصف الصادرات السعودية النفطية من الأسواق، بل ستربح.

وتصل الفجاجة بترامب لأن يطالب الجهات السعودية بتحديد الجهة التي انطلقت منها المسيرات أو الصواريخ، وكأن ناسا الأمريكية كانت زرقاء اليمامة حين رصدت حرائق أرامكو، ونشرت صوراً بعد الهجوم، لكنها كانت مغمضة العيون حين انهالت الصواريخ والمسيّرات على 19 هدفاً.

تحميل المزيد