أمريكا أوقفت المفاوضات مع طالبان لشأن داخلي، لكن الهند هي أكثر المستفيدين خارجياً

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/13 الساعة 12:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/13 الساعة 12:43 بتوقيت غرينتش
تقدُّم في ختام أسبوعين من المباحثات بين طالبان وأمريكا

عندما أخبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصحفيين يوم الإثنين 9 سبتمبر/أيلول أن محادثات السلام مع طالبان "انتهت"، كان من الطبيعي أن يكون هناك تساؤل عن انعكاسات هذا القرار في مرحلة ما. فبعد كل شيء، كانت مسألة عودة القوات الأمريكية إحدى القضايا التي أظهرت إدارة ترامب تمسكاً بها، على الرغم من الإجماع الواسع على أن الانسحاب المتسرع دون سلام دائم يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، بحسب تقرير لمجلة Foreign Policy الأمريكية.

طالبان ترد

وكانت حركة طالبان قد ردت على تغريدة ترامب التي كتبها يوم السبت 7 سبتمبر/أيلول بشأن إلغاء قمة كامب ديفيد المقترحة بشأن أفغانستان برسالة عبر تويتر أيضاً، فكتب ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان: "الإمارة الإسلامية لديها سياسة قوية لا تتزعزع، لقد دعونا للحوار منذ 20 عاماً ومازلنا نحافظ على الموقف نفسه إلى اليوم. ونحن نعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تعود إلى هذه النقطة أيضاً".

الاختلافات الداخلية. تسببت المخططات لاستضافة الحركة الأفغانية في كامب ديفيد في حدوث انقسامات داخل فريق الأمن القومي لإدارة ترامب، وهو ما وضحه تقرير مجلة Foreign Policy، وتأكد يوم الثلاثاء 10 سبتمبر/أيلول باستقالة مستشار الأمن القومي جون بولتون. وكان بولتون يرفض التحدث مع طالبان، في تعارض شديد مع موقف وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي ظهر في البرامج الحوارية الـ5 الكبرى يوم الأحد قائلاً "عليك في كثير من الأحيان التعامل مع بعض الأطراف الشريرة" من أجل التفاوض حول السلام. لكن حتى السناتور ليندسي غراهام، حليف ترامب، قال لصحيفة Washington Post الأمريكية معبراً عن سعادته بإلغاء ترامب اللقاء مع قادة طالبان: "لقد تجنبنا كارثة".

وفي حالة نادرة إلى حد ما، وصف 9 مسؤولين أمريكيين سابقين من ذوي الخبرة بالشأن الأفغاني، منهم 5 سفراء سابقين إلى البلاد، كيف أن هذه المحادثات تخالف القيم الأمريكية الرئيسية المنشورة على الموقع الإلكتروني للمجلس الأطلسي. وكتبوا "سواء أرادت الولايات المتحدة أو لم ترغب في الإبقاء على بعض القوات منخرطة في أفغانستان، فلا ينبغي لنا أن نقوض الحكومة الشرعية في أفغانستان بإبعادها عن المفاوضات".

تداعيات إقليمية. أصبحت باكستان، التي غالباً ما يُلقى عليها باللوم في أعمال العنف وعدم الاستقرار في أفغانستان، نقطة تحول حاسمة بالنسبة للمحادثات الأفغانية نظراً لقدرتها على المساعدة في إحضار طالبان إلى طاولة المفاوضات. ومن شأن انهيار المفاوضات أن يؤدي إلى توقف دور باكستان، لكن من المرجح أن تظل وسيطاً مهماً في أفغانستان مع سعي حكومة رئيس الوزراء عمران خان إلى تشديد العلاقات مع إدارة ترامب، بحسب المجلة الأمريكية.

الهند المستفيد الأول 

في الوقت نفسه، فإن المسؤولين في الهند من المحتمل أن يتنفسوا الصعداء، في الوقت الحالي، وهم يتطلعون إلى الانتخابات الرئاسية في أفغانستان المزمعة في وقت لاحق من هذا الشهر. ونيودلهي، التي يُنظر إليها على أنها تربطها صلات وثيقة بالزعماء المدنيين في كابول، هي العاصمة الإقليمية الرئيسية الوحيدة التي ترفض الاعتراف الرسمي بطالبان بوصفها فاعلاً سياسياً شرعياً. وقد اعتبرت المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة كارثة محتملة.

وكتب غوتام موكوبادهايا، الذي شغل منصب سفير الهند في أفغانستان، في رسالة بريد إلكتروني أن انهيار المفاوضات "سوف يبعد أفغانستان على الأقل عن شفا كارثة متوقعة، في الوقت الحالي". مضيفاً أنه "ينبغي على الهند دعم الانتخابات الأفغانية في أفغانستان من حيث المبدأ باعتبارها ممارسة للسيادة الأفغانية وأساساً لعملية سلام بقيادة أفغانية مملوكة لأفغانستان وتسيطر عليها أفغانستان".

مخاوف الانتخابات. كما هو موضح أدناه، هناك اتجاه ثابت وهو أن الأفغان يخشون على نحو متزايد على سلامتهم الشخصية، على الرغم من استمرار وجود القوات. وإذا استمرت الانتخابات الرئاسية هذا الشهر في مسارها المتوقع، فسيتعين على الملايين مرة أخرى أن يقرروا ما إذا كانوا سيشاركون، حتى على حساب حياتهم.

علامات:
تحميل المزيد