مع حلول الذكرى الثامنة عشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، لا تزال أعداد المصابين بالسرطان تزداد بشكل لافت، فما أسباب تلك الإصابات، وماذا تفعل الحكومة الأمريكية للتعامل معها، وما هي آخر الإحصائيات؟
الهجمات التي نفَّذتها القاعدة حصدت نحو ثلاثة آلاف قتيل وأكثر من ستة آلاف جريح، في انهيار مركز التجارة العالمي، لكن في الذكرى الثامنة عشرة للأحداث تستمر نيويورك في تسجيل حالات إصابة بالسرطان وأمراض خطرة أخرى في الرئتين خصوصاً، مرتبطة بالسُّحب السامة التي غطًّت جنوب مانهاتن مدة أسابيع.
الأمر لا يقتصر على المسعفين
كان عشرات آلاف الإطفائين والمتطوعين الذين انتشروا في موقع مركز التجارة العالمي أول من تعرضوا للإصابة، واعتباراً من العام 2011، أظهرت دراسة نشرتها مجلة "ذي لانسيت" العلمية، أنهم يواجهون خطراً أكبر بالإصابة بالسرطان.
وشخص برنامج "دبليو تي سي هيلث بروغرام" الفيدرالي للعلاجات المخصصة للناجين من الهجمات، إصابة عشرة آلاف منهم بالسرطان.
أما جاكلين فيبرييت وريتشارد فارر، فهما من بين مواطنين "عاديين" كانوا يعملون أو يقيمون في جنوب مانهاتن إبان الكارثة. وعدد هؤلاء المرضى آخذ بالتنامي، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
ففي نهاية يونيو/حزيران 2019، كان أكثر من 21 ألفاً مسجلين في برنامج العلاج والرعاية، أي ضعف عددهم في يونيو/حزيران 2016. وشخصت إصابة أربعة آلاف منهم بسرطانات منها، خصوصاً البروستات والثدي والجلد.
زيادة 10 إلى 30% في معدلات الإصابة
وأوضح ديفيد بريزنت، كبير أطباء فرق الإطفاء في نيويورك ومعد دراسات عدة في هذا المجال لوكالة "فرانس برس"، "من المستحيل أن نقول لشخص معين السبب المحدد (للسرطان)، ففحوص الدم لا تأتي موسومة باسم مركز التجارة العالمي!"، إلا أنَّ دراسات عدة "أظهرت أن معدل السرطان ازداد بنسبة 10 إلى 30 % لدى الأشخاص المعرضين".
وتوقع أن ترتفع النسبة في المستقبل بسبب تقدم الأشخاص المعرضين في السن وطبيعة بعض السرطانات مثل الرئة وداء المتوسطة التي تحتاج إلى 20 أو 30 ستة لتظهر.
ما هو السبب؟
تسبب انهيار برجي التجارة في ذلك اليوم في إطلاق كميات غير مسبوقة من المواد الكيميائية في الهواء، وهي مواد سامة، سواء دايوكسينز أو أبيستوس وغيرها من المواد التي غالباً ما يؤدي استنشاقها لأن يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
النيران استمرت مشتعلة في الركام لمدة أشهر بعد الهجمات، وظلَّت سحب الغبار تغطي سماء مانهاتن لمدة أسابيع، وهو ما يعني أن سكان نيويورك بشكل عام، ومانهاتن، حيث مقر برجي التجارة، ظلوا يستنشقون هواء مشبعاً بتلك المواد السامة لفترات طويلة.
ولهذا السبب تحديداً وقّع الرئيس دونالد ترامب قراراً رئاسياً، في يوليو/تموز الماضي، يمد الموعد النهائي للضحايا الذين تعرَّضوا لإصابات ظهرت أعراضها لاحقاً، والذي كان محدداً، لينتهي في ديسمبر/كانون الأول 2020، حتى نهاية عام 2090.
كما سيتم تزويد صندوق تعويض الضحايا بشكل منتظم، بعد أن نفدت ميزانيته المبدئية، والتي كانت مقدرة بـ7.3 مليار دولار، ويبلغ متوسط التعويض الذي يحصل عليه المريض 240 ألف دولار أمريكي، بينما يتم تعويض المتوفي بـ682 ألف دولار.