الأسئلة المحيرة لمذبحة أسرى الشرعية اليمنية.. الصليب الأحمر يضع السعودية والإمارات بمأزق

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/01 الساعة 19:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/02 الساعة 07:13 بتوقيت غرينتش
المتمردون الحوثيون/رويترز

في واحدة من أسوأ المذابح منذ بدء الحرب اليمنية، قتل ما لا يقل عن 100 شخص في غارة جوية شنها التحالف الذي تقوده السعودية على سجن في جنوب غرب اليمن كان الحوثيون يحتجزون فيه أسرى مؤيدين للحكومة الشرعية.

وقال مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الأحد إن ما لا يقل عن 100 شخص لقوا حتفهم خلال غارة جوية شنها التحالف الذي تقوده السعودية على سجن في جنوب غرب اليمن.

وقال فرانز راوشتاين رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن لرويترز عبر الهاتف بعد زيارة الموقع إنه ما زال يجري انتشال الجثث من تحت أنقاض السجن بمدينة ذمار.

 وصرح مسؤولون حوثيون وسكان بالمنطقة بأن الغارة الجوية استهدفت مجمعاً يُستخدم كمركز اعتقال بالمدينة، وأن التحالف يعلم بأن المكان معلوم بأنه سجن للتحالف.

في المقابل، قال التحالف إنه أصاب موقعاً للحوثيين لتخزين الطائرات المسيرة والصواريخ.

وكانت الإمارات قد قصفت خلال الأيام الماضية مجموعات تابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، وقالت إنها تقصف أهدافاً لإرهابيين يعوقون أهداف التحالف.

هل كان الهدف مركزاً عسكرياً أم سجناً للأسرى؟

حسب الصليب الأحمر والحوثيين وسكان ذمار، فإن المكان هو سجن محتجز به أسرى مؤيدون للحكومة الشرعية.

ولكن هذا لا يمنع أن هناك حالات استخدم فيها الحوثيون دروعاً بشرية من الأسرى والمدنيين وهناك تقارير بأنهم يستخدمون مراكز الاحتجاز كمراكز قيادة، حسبما يقول مراقبون.

ولكن حتى لو افترضنا أن الموقع هو موقع عسكري فإن الضرر المدني أكثر من الأهمية العسكرية المفترضة، خاصة أن التحالف لم يقدم دليلاً على تأكده من أن المركز هو هدف شرعي عسكري مكتفياً بتصريحاته في هذا الشأن.

من قصف السجن، السعوديون أم الإماراتيون؟

لا يعرف بالتحديد من قام بعملية القصف.. الطيران الحربي الإماراتي أم السعودي، ولكن هناك تقارير إعلامية تنسب العملية للطيران الإماراتي، وإن كان المتحدث باسم التحالف تركي المالكي الذي يضم البلدين قد دافع عن الهجوم، علماً بأن المالكي هو ضابط سعودي.

ويشير هذا الرد إلى أن الخلافات التي يتم التكهن حولها بين الإمارات والسعودية قد تكون أقل من المتوقع.

هل كان الهجوم مقصوداً؟

لا يمكن تقديم إجابة حاسمة بشأن ذلك.

ولكن هناك تساؤلات قد تقدم بعض محاولات للإجابة.

إذا كان الهجوم يستهدف المكان لأنه هدف عسكري حوثي، فما سر توقيت هذه الغارة في وقت تراجعت أهمية المعركة مع الحوثيين وأصبحت المعارك بين الانفصاليين الجنوبيين وأنصار الحكومة الشرعية هي المشكلة المسلط عليها الأضواء.

وهل من الطبيعي للإمارات (إذا كانت هي المنفذة) التي تغازل إيران وتعيد نشر قواتها في اليمن بما يعني الانسحاب من المعركة ضد الحوثيين أن تقصفهم بهذا العنف، بينما هي تحاول التبرؤ من الحرب ضدهم.

ولماذا هذا الهجوم وذمار نفسها ليست جبهة مشتعلة.

ألهجوم جاء بعد قصف الإمارات لقوات الشرعية في عدن/رويترز

وهل هي مجرد صدفة أن تتم تصفية الأسرى المؤيدين للشرعية في وقت تتم فيه تصفية الطلقاء  منهم عبر غارات جوية إماراتية مباشرة في عدن، ويتم تعزيز القوى المناهضة لهم في تعز والحديدة، ألا تشير كل هذه الأحداث إلى أن هناك محاولة لتصفية أنصار الشرعية في اليمن الشمالي بعد هيمنة الانفصاليين في اليمن الجنوبي.

وهل هناك سعي لإيجاد بديل في الشمال للتحالف المؤيد للشرعية باعتبار أن كثيراً منهم من الإسلاميين، وقد يكون هذا البديل ممثلاً في طارق نجل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.

هل الأمر تم بطريق الخطأ؟

مما يثير الشكوك في احتمالات أن القصف تم بطريق الخطأ، هو أن هناك روايات متعددة عن أنه من المعروف أن هذا الهدف هو سجن.

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن فرانز راوخنشتاين "لقد قمنا بزيارة المحتجزين في هذا الموقع من قبل، كما نفعل في أماكن أخرى كجزء من عملنا".

وأضاف "نحن نأخذ هذه التقارير على محمل الجد. أنا في طريقي إلى ذمار لتقييم الوضع".

اللافت أن التحالف لم يعلن أن عملية القصف خاطئة بل هو مصرٌّ أن القصف هو لهدف عسكري شرعي بينما رواية الصليب الأحمر مختلفة تماماً، إذ تقول إن التحالف يعلم بأن المكان هو سجن للحوثيين.

 

تحميل المزيد