مقابل التطبيع؟ إسرائيل تشارك في القوة البحرية بمضيق هرمز بعد طلب دولة عربية

عربي بوست
تم النشر: 2019/08/07 الساعة 11:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/07 الساعة 14:45 بتوقيت غرينتش
وزير خارجية إسرائيل السابق في أبوظبي/ مواقع التواصل الاجتماعي

إسرائيل تريد الحرب مع إيران لتدمير مفاعلاتها النووية، هذه حقيقة معلنة يعرفها الجميع، فما هي الأسباب التي تدفع تل أبيب للسعي كي تشارك في قوة بحرية دولية تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تشكيلها لحماية الملاحة في مضيق هرمز رغم أن أحداً لم يوجه لها الدعوة؟ وما علاقة الإمارات العربية المتحدة بالموضوع؟

ماذا حدث؟

أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس الثلاثاء، 6 أغسطس/آب، أن إسرائيل تشارك في المهمة البحرية بقيادة الولايات المتحدة لتوفير أمن الملاحة في مضيق هرمز، حسبما أفاد موقع "واينت" الإسرائيلي.

مشاركة بطلب إماراتي؟

الولايات المتحدة كانت قد أعلنت عن تشكيل القوة التي أطلقت عليها اسم "الحارس" منذ عدة أسابيع، وقدمت طلباً لـ 66 دولة، لم يأتِ ذكر إسرائيل بينها، وهو بالطبع أمر مفهوم لأن مجرد وجود إسرائيل ضمن هكذا قوة سيجعل غالبية الدول تتردد في المشاركة، وهي أصلاً مترددة خشية اندلاع مواجهة عسكرية مع إيران الرافضة لوجود عسكري أجنبي في مياه الخليج ومضيق هرمز.

ومن بين الدول الـ66 التي وجهت لها الدعوة، بريطانيا فقط هي التي أعلنت موافقتها على الانضمام لتلك القوة، بينما رفضت ألمانيا بشكل قاطع، على أساس أن الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق النووي مع إيران وفرض عقوبات هو ما تسبَّب في الأزمة الحالية وتسعى ألمانيا وفرنسا ومعهما روسيا والصين إلى المحافظة على الاتفاق النووي.

هذه الأمور تطرح السؤال حول الإعلان الإسرائيلي عن الرغبة في المشاركة من حيث التوقيت ومن حيث الأسباب، فقد اعتبر كاتس أن المهمة تصب في مصلحة إسرائيل الاستراتيجية من ناحية التصدي لإيران وتعزيز العلاقات مع دول الخليج.

ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد/ رويترز

كاتس قال خلال جلسة مغلقة للجنة الكنيست للشؤون الخارجية والدفاع إنه أوعز لوزارته بالعمل على إشراك إسرائيل في المهمة بعد زيارة قام بها مؤخراً إلى أبوظبي، حيث ناقش وزير الخارجية هذه المسألة مع مسؤول إماراتي رفيع المستوى لم يذكر اسمه، والذي أثار معه بدوره مسألة "التهديد الإيراني" .

صمت رسمي إماراتي

الإعلان عن زيارة كاتس لأبوظبي ولقائه مسؤولين كباراً لم يسمّهم جاء من الجانب الإسرائيلي مطلع يوليو/تموز الماضي والتزمت الإمارات الصمت رسمياً ولم تعلق على زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي، رغم نشر كاتس لصور وفيديوهات له داخل أبوظبي.

التقارب الإسرائيلي مع الإمارات والسعودية والبحرين في أعقاب ورشة البحرين الاقتصادية التي تناولت الجانب الاقتصادي من صفقة القرن أصبح واضحاً وتكررت زيارات صحفيين ونشطاء من السعودية إلى إسرائيل فيما يعرف بخطوات جس النبض الشعبي في دول لا تمتلك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

في هذا السياق، يمكن تفسير الإعلان الإسرائيلي الآن وراء السعي للمشاركة في القوة البحرية بقيادة واشنطن في أعقاب زيارة كاتس لأبوظبي.

طبيعة الدور الإسرائيلي

تحلق طائرة هليكوبتر تابعة لقوات المارينز الأمريكية UH-1Y Venom من على سطح رحلة سفينة هجومية برمائية تابعة للبحرية الأمريكية USS Boxer ، بالقرب من نظام طائرة مضادة للطائرات بدون طيار ، ونظام مدمج على ضوء نظام الطيران البحري المتكامل (LMADIS) متوقفة عند القوس ، أثناء عبورها عبر مضيق هرمز
تحلق طائرة هليكوبتر تابعة لقوات المارينز الأمريكية UH-1Y Venom من على أثناء عبورها عبر مضيق هرمز/رويترز

التقرير لم يحدد ما إذا كان كاتس قد تحدث عن نية إسرائيل إرسال سفن بحرية للمشاركة في المهمة التي تقودها الولايات المتحدة، ولكن إذاعة "كان" الإسرائيلية كانت قد أشارت الشهر الماضي إلى أنه من غير المتوقع قيام إسرائيل بإرسال سفن، ولكنها ستساعد التحالف البحري عبر توفير معلومات استخباراتية.

رد فعل إيران؟

إيران لم تعلق رسمياً حتى الآن على مشاركة إسرائيل في القوة التي تسعى واشنطن لتشكيلها، لكن المؤكد أن طهران ستستغل ذلك الإعلان دعائياً وسياسياً ودبلوماسياً وأيضاً على المستوى الداخلي.

طهران ستستغل مشاركة طهران في هكذا قوة للتأكيد أمام العالم أن نوايا واشنطن وبريطانيا هي الدخول في مواجهة عسكرية وإلا لما سمحت لإسرائيل الراغبة علناً في الحرب بالمشاركة، كما أن ذلك الإعلان ربما يزيد من قلق الدول المترددة في الانضمام رسمياً لتلك القوة.

وجود إسرائيل ضمن هكذا قوة سيعطي للأزمة بُعداً آخر يتمثل في تصعيد الخطاب الإيراني ضد أنظمة أعدائها في المنطقة، خصوصاً السعودية والإمارات، واللعب على الوتر الشعبي الذي يعتبر إسرائيل العدو الأول في المنطقة.

ربما لهذه الأسباب لم تصدر ردود فعل رسمية ولا إعلامية رداً على الإعلان الإسرائيلي لا في الإمارات ولا حتى في واشنطن حتى الآن.

تحميل المزيد