ما أهم سمات الجيل Z؟ ومن هو هذا الجيل، وما قصته؟ وهل يختلف من ينتمي لذلك الجيل باختلاف المنطقة الجغرافية أم أن هناك سمات عامة تجمع بين منتسبيه؟ القصة كاملة في هذا التقرير.
من هم الجيل Z؟
الفئة العمرية التي يطلق عليها الباحثون "الجيل Z" هم من وُلدوا منذ عام 1997 وحتى الآن، وتتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً من الجنسين، بينما "الجيل Y" إشارة للجيل الأكبر ممن وُلدوا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
ويشير مصطلح "الجيل Z" إلى قطاع عريض ومتنوع للغاية من السكان حول العالم، وهم المجموعة السكانية الأكثر نمواً حول العالم سواء بين الموظفين أو المستهلكين.
وبشكل عام "الجيل Z" يفكر ويتصرف بصورة مختلفة تماماً عن "الجيل Y"، بل إنهم لا يريدون أن "ينتهي بهم الحال مثل جيل Y"، بحسب بعض الدراسات.
سمات أساسية
ربما تكون أبرز سمات هذا الجيل هي أنهم أكثر إتقاناً وشغفاً بالتكنولوجيا وتطبيقاتها، خصوصاً في مجال التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو، وهم الجيل الذي يقدم لمحة عن مستقبل الاتصالات والبنوك والتسوّق والتعلم والاستثمار والعمل وغيرها من المجالات.
ويمثل هذا الجيل تحدياً كبيراً أمام المديرين والمدرسين وأيضاً الآباء والأمهات الذين ينتمون للجيل Y والجيل X.
الجيل Z في المملكة المتحدة
استطلاع رأي في بريطانيا أظهر أن أغلبية مراهقي وشباب المملكة المتحدة يعانون اليأس والإحباط، ويشعرون بأن حياتهم بلا معنى أو هدف، وتتعدد الأسباب، لكن أبرزها هو الظروف المادية التي تقف حائلاً أمام تحقيق أحلامهم أو عيش حياتهم بالطريقة التي يرون أنها ستُشعرهم بالسعادة.
ويشكو 84% من الجيل Z في المملكة المتحدة من فشلهم في الاستمتاع بأفضل سنوات العمر، ويرجع ذلك إلى مجموعة متنوعة من الأسباب، أبرزها هي عدم توافر الإمكانات المادية، وذلك بحسب 45% ممن أجابوا عن أسئلة استطلاع الرأي.
الدراسة الاستطلاعية التي أجرتها ياكولت المملكة المتحدة (Yakult UK) وجدت أن 80% من جميع من شملتهم في الفئات العمرية المختلفة يشعرون بأنهم يعيشون بلا هدف، ولكن هذه النسبة تنخفض إلى 55% بين من تخطَّت أعمارهم 60 عاماً.
كما أن أكثر من ثلث البريطانيين يقولون إنهم سيقومون بتغيير حياتهم بالكامل والبدء من جديد لو أتيحت
لهم الفرصة.
محاولات فهم سلوكيات الأجيال
الباحثون كرّسوا كثيراً من الجهد لفهم أساليب وخبرات من وُلدوا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي (الجيل Y)، وهم أكثر تعليماً وأكثر فقراً من الجيل الذي سبقهم، لكنهم جمعوا بيانات أقل بخصوص جيل يكاد لا يتذكر كيف كان العالم قبل وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، وفي الولايات المتحدة يمثل ذلك الجيل حالياً نحو ربع عدد السكان.
الولايات المتحدة الأمريكية
أظهرت معظم الأبحاث التي أُجريت على الجيل Z حتى الآن، أنه أقل انغماساً في الملذات وأكثر تحضراً في سلوكياته، لكنه الجيل الأكثر وحدة على الإطلاق، وقد أوضح تقرير حديث صادر عن مركز بو للأبحاث مزيداً عن آمال ومخاوف ذلك الجيل الصغير.
فقد أجرى معهد بو، أواخر العام الماضي، استطلاعاً للرأي بين 920 مراهقاً أمريكياً، تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً، حول المشاكل التي لاحظوها بين أقرانهم، وأظهرت البيانات أنهم أقل اهتماماً من جيل المراهقين الذي يسبقهم عمراً بمشاكل مثل الحمل غير المخطط له أو الإفراط في تناول الكحول، لكنهم يهتمون أكثر بصحتهم العقلية.
وقد اتفق 70% من العينة على أن كبرى المشاكل بين أقرانهم هي التوتر والإحباط، وتزيد المشاكل السلوكية بين الطبقات الأفقر عنها بين الطبقات الأغنى، وإن كانت المخاوف بشأن الصحة العقلية عاملاً مشتركاً بين الجميع.
المنطقة العربية
المنتمون للجيل Z في المنطقة العربية لا يختلفون كثيراً عن أقرانهم في أوروبا وأمريكا من حيث الإحساس بالإحباط والشعور بأن حياتهم بلا معنى، ويفاقم ذلك الظروف المعيشية التي تزداد صعوبة في أغلب البلدان العربية، إضافة للعامل الأهم وهو غياب حرية التعبير عن الرأي بشكل عام وليس فقط سياسياً.
وتعد أبرز مظاهر التمرّد على الأوضاع هي التطرف في الأمور الدينية سواء في اتجاه اعتناق أفكار شديدة التطرف أو الإلحاد، حيث انتشرت ظاهرة الإلحاد بصورة كبيرة منذ فشل ثورات الربيع العربي التي انطلقت في تونس أواخر 2010، ولا تزال مستمرة.
ورغم صعوبة الوصول إلى أرقام دقيقة عن عدد الملحدين في العالم بشكل عام وفي المنطقة العربية بشكل خاص، إلا أن تصريحات نسبت لدار الإفتاء المصرية في يناير/كانون الثاني 2014، قالت إن هناك نحو 866 ملحداً في مصر، في حين قدر آخرون عددهم بالآلاف، بحسب تقرير لبي بي سي في هذا الشأن.
وفي نفس العام، عممت عدة وسائل إعلام سعودية دراسة أجرتها مؤسسة "وين غالوب الدولية للأبحاث" كشفت فيه أن "5% من السعوديين قالوا إنهم كانوا ملحدين"، في بلد يبلغ عدد سكانه 29 مليون نسمة.