منذ عدة أيام والغموض يلف وفاة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي نجل حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان القاسمي، في العاصمة البريطانية لندن ولا أحد يعرف حتى الآن ما السبب وراء وفاته رغم قول صحيفة ديلي ميل البريطانية بأن الوفاة كانت بسبب جرعة زائدة من دواء مخدر أثناء "حفلة جنس جماعي".
الصحيفة البريطانية التي عادة ما توصف بأنها من "الصحف الصفراء" وحدها هي من أثارت هذه الضجة وراء وفاة نجل الحاكم الإماراتي الذي وصفه الكثير من أصدقائه بأنه لم يعهد عليه من قبل اللجوء إلى المواد المخدرة، كما أن الشاب صاحب الـ 39 عاماً كان يمتلك علامة تجارية للموضة في بريطانيا.
لكن رغم هذا الغموض الغريب وراء وفاة هذا الشاب -الذي توفي أخوه قبل 20 عاماً في بريطانيا بنفس الطريقة المزعومة للصحيفة البريطانية، ثم ألمح الكثيرون بعد ذلك بأنه توفي نتيجة صراع سياسي بين حكام الإمارات حينذاك- برزت 4 مشاهد غامضة رافقت الوفاة ومروراً بمواراة جسد الشاب الإماراتي التراب.
1- لا دليل على تعاطي الشاب الإماراتي مخدرات:
بتتبع حياة الشيخ الإماراتي في بريطانيا الذي حصل على منحة دراسية في الفن وهو في سن التاسعة، وغادر الشارقة إلى بريطانيا والتحق بمدرسة "تونبريدج" في كينت لا توجد أخبار عن تعاطيه مواد مخدرة أو أنه متورط في قضايا منافية للأدب بحسب تتبع أخباره في أغلب الوسائل الإعلامية ببريطانيا منذ عام 2009.
الشيخ الإماراتي الراحل كان قد درس الفرنسية والإسبانية في جامعة "كوليدج لندن" وحصل على درجة جامعية في الهندسة المعمارية في رابطة علوم الهندسة المعمارية في لندن، وفقاً لموقع بيت أزياء "قاسمي".
كما عمل رئيساً لمجلس الشارقة للتخطيط العمراني، وشغل منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة "ألف"، وأسس في عام 2008 العلامة التجارية "قاسمي" لموضة أزياء الرجال في بريطانيا.
أغلب وسائل الإعلام العالمية لم تذكر أن السلطات الأمنية في بريطانيا عثرت على مواد مخدرة في شقة الشيخ الإماراتي أو أن سبب الوفاة مواد مخدرة ولا دليل عن وجود حفلات جنس جماعي أو ما يشير إلى ذلك، رغم ما ذكرته صحيفة الديلي ميل.
وكانت شرطة لندن أعلنت الإثنين الماضي أنها تحقق في "وفاة غامضة" في منطقة نايتسبريدج وسط العاصمة البريطانية، دون أن تكشف عن اسم المتوفى.
2- غياب حكام أبوظبي عن مراسم الدفن وحضر حاكم دبي في اليوم الثاني:
أيضاً مشهد آخر أثار التساؤل أثناء مراسم تشييع جنازة الشيخ خالد القاسمي وهو غياب حاكم دبي أو ولي عهده وأيضاً ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد فيما حضر حكام وأولياء عهود الإمارات الأربع الأخرى، بجوار حاكم الشارقة أثناء تلقيه العزاء وهو الأمر غير المعهود في المراسم الجنائزية في بلدان الخليج.
فهذا الشاب الذي توفي نجلُ حاكم إمارة هامة في الاتحاد المكون من 7 إمارات، كما أنه كان بعيداً عن الصراعات السياسية الداخلية ولم يتول أي منصب هام في الإمارة مما يثير التساؤل عن أسباب غياب ولي عهد أبوظبي أو حاكم دبي الذي حضر العزاء في اليوم الثاني رغم الحداد الرسمي في البلاد لـ3 أيام وتنكيس الأعلام.
3- سياسة ولكن على الهادئ:
رغم اهتمام الشاب الإماراتي الراحل بالموضة والأزياء في بريطانيا إلى أنه بحسب روايات أصدقائه لم يكن بعيداً عن الشأن السياسي العام، والرغبة في أن يعم السلام والرخاء الشرق الأوسط؛ المنطقة التي ينحدر منها كما يدعو إلى هذه الأفكار في بريطانيا لكن بطريقة هادئة.
رواية أحد الذين يعرفون الشاب الإماراتي ويعمل في مجال الموضة أن خالد كان لديه فهم عميق وقوي للأوضاع السياسية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وكان يمارس عملاً سياسياً بعمق ودون صخب من خلال الأعمال التي كان يقوم بها.
أيضاً موقع دار الأزياء الذي كان يتبع الشاب الإماراتي قال إن الشيخ خالد عُرف عنه شغفه بالمسائل السياسية والاجتماعية، وخصوصاً تلك المرتبطة بمنطقة الشرق الأوسط، وأنّ هدفه كان ابتكار أزياء "فيها مزيج من المعالم الثقافية والاجتماعية والسياسية المبطّنة"، من بينها قمصان طبعت عليها بالعربية والإنجليزية والفرنسية عبارة "صحافة، لا تطلق النار".
وكان الشيخ الإماراتي قبل أيام قليلة من وفاته قد عبَّر عن استيائه من "تقليد" دار Vetements (فيتمينتس) للأزياء لأحد تصاميمه، في المجموعة التي أطلقتها أواخر يونيو/حزيران 2019.
وقدَّمت دار Vetements قميصاً شِبه مطابقٍ لقميص "القاسمي"، في مجموعتها لصيف/ربيع 2020، ما عرَّضها لسيلٍ من الانتقادات، سواء ممن يرون أن الشركة تلاعبت بمشاعر العرب من خلال تذكيرهم بأحداثٍ أليمة، أو ممن اعتبروها سرقةً لفكرة القاسمي، التي كانت تعبر بكل وضوح عن مواقفه السياسية.
4- سرعة تسليم الجثة:
من اللافت أيضاً في ظروف وفاة الشاب الإماراتي الإسراع في تسليم الجثة والتي انتقلت من بريطانيا إلى الإمارات في أقل من يوم، ودفنها في الوقت الذي لا تزال التحقيقات الأمنية جارية ولم يكشف عن سبب الوفاة أو الطريقة حتى الآن.
ربما قد يرجع السبب في ذلك إلى الإسراع بدفن الميت طبقاً للشريعة الإسلامية وخاصة أنه يعد من أبناء الطبقة الثرية في الخليج، مما قد يسهل ذلك في بريطانيا، لكن رغم ذلك فإن المؤسسات الأمنية البريطانية لم تأخذ وقتها لتكشف عن السبب وراء الوفاة وحتى في حال وجود شبهة جنائية قد يكون من المستحيل تشريح الجثة بعد مواراتها التراب.