قمة على هوى ترامب.. تعرف على أبرز اتفاقات قادة مجموعة العشرين في أوساكا

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/30 الساعة 18:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/30 الساعة 18:44 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الياباني في استقبال القادة وزوجاتهم قبيل انطلاق القمة/ رويترز

أن تحاول إقناع الرئيس الأمريكي ترامب بأي اتفاق لهو أمر صعب للغاية، ولكن هذا ما يبدو قد أجاده رئيس وزراء اليابان شينزو آبي تماماً خلال قمة مجموعة العشرين التي عقدت في أوساكا باليابان، وهو ما انعكس على الاتفاقات التي توصل إليها قادة مجموعة العشرين. 

صحيفة The Washington Post الأمريكية عرضت لأهم الاتفاقات التي توصل إليها قادة مجموعة العشرين بعدما بحثوا في القمة قضايا متعددة على رأسها الاحتباس الحراري والتجارة والتمويل الدولي والبيئة والتنمية المستدامة.

أبرز الاتفاقات التي توصل إليها قادة مجموعة العشرين

التجارة والاقتصاد العالمي: لم يدينوا النزعة الحمائية

اتفق القادة على مواجهة عدم المساواة واستخدام سياسات ذكية للحماية من التهديدات التي تواجه النمو العالمي، حيث التوتُّرات حول التجارة والقضايا الجيوسياسية، وتعهَّدوا بإنشاء "احتياطاتٍ" مالية لضمان إدارة الديون الحكومية وضمان أن تؤدي السياسات النقدية إلى استقرار الأسعار وتنمية الاقتصادات.

وقال القادة كذلك إنهم سيعملون لتحقيق "بيئة تجارة واستثمار حرة ومُنصِفة وغير تمييزية وتتسم بالشفافية وقابلة للتنبؤ بها ومستقرة" و"تُبقي أسواقنا مفتوحة".

ولكن اللافت أن إعلان قادة أوساكا لم يتضمن أي إشارة محددة إلى النزعة الحمائية، وذلك استجابة لاعتراضات الولايات المتحدة.

الاحتباس الحراري والبيئة: تطبيع مع الانسحاب الأمريكي

ناقش القادة المشكلات المُلِحَّة المُتعلِّقة بالتلوُّث وفقدان التنوُّع البيولوجي وتغيُّر المناخ، مشيرين إلى الحاجة إلى تحوُّلٍ في التفكير بخصوص تمويل وإشراك الشركات في الابتكار والاستثمار في التنمية المستدامة.

كان البيان تكراراً فعلياً لبيان قمة بيونس آيرس، حيث التزم الأعضاء الـ 19 باتفاقية باريس للمناخ باستثناء الولايات المتحدة التي التزمت فقط بمواصلة خفض انبعاثاتها من غازات الدفيئة بطريقتها الخاصة.

البيان تضمَّن الاعتراف بقرار الولايات المتحدة بالانسحاب من اتفاقية باريس بشأن الحدِّ من انبعاثات الكربون التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، وأشار إلى ما أحرزته الولايات المتحدة من عام 2005 إلى عام 2017 في الحد من هذا التلوث.

الأمن الإلكتروني والإرهاب: لن نسمح بملاذ للإرهابيين

قالت مجموعة العشرين إنها ملتزمةٌ ببذل المزيد لمنع استخدام الإنترنت لتمويل وتسهيل الإرهاب والتطرُّف.

وقال القادة في بيانٍ منفصل إنه على الرغم من أن الإنترنت يجب أن يكون مفتوحاً وحراً وآمناً، إلا أنه لا يمكن أن يكون "ملاذاً آمناً للإرهابيين".

واتفق القادة كذلك على أن هذه المساعي يجب أن تحترم حقوق الإنسان و"الحريات الأساسية مثل حرية التعبير والوصول إلى المعلومات".

التنمية المستدامة: عدم إغفال أحد

قال الزعماء إنهم سيعملون على ضمان "عدم إغفال أحد" من تخفيف حدة الفقر، والاستثمار في بنية تحتية عالية الجودة، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتوفير الحصول على الصحة والتعليم والتدريب.

مسار أوساكا لإدارة البيانات: إنترنت تسقط فيه الحدود 

قبل قمة أوساكا فاجأ آبي العديد من المشاركين في التحضير لقمة مجموعة العشرين بإعلان في اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي أن موضوع إدارة البيانات العالمية على جدول أعمال، حسب ما ورد في تقرير لصحيفة The Japan Times.

وقال رئيس الوزراء الياباني قبل القمة إنه يرغب في بدء مناقشات في مجموعة العشرين بشأن نظام جديد لإدارة البيانات العالمية أطلق عليه اسم "مسار أوساكا" والذي من خلال منظمة التجارة العالمية سيعزز التدفق الحر للبيانات عبر الحدود ويمنع أي دولة من اكتناز بياناتها.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلتقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على هامش قمة العشرين/ رويترز

وأضاف آبي "يجب أن نكون قادرين على توفير حماية دقيق لبياناتنا وبياناتنا الشخصية التي تجسد الملكية الفكرية، واستخبارات الأمن القومي، وما إلى ذلك، لكن من ناحية أخرى، يجب أن نتيح التدفق الحر للبيانات المتعلقة بالأجهزة الطبية والصناعية، وغيرها من البيانات المفيدة أي أن تختفي  هذه الحدود بالنسبة لهذا النوع من البيانات والمعلومات، وكرر قائلاً "بلا حدود".

وافقت مجموعة العشرين فقط على زيادة تسهيل التدفق الحر للبيانات مع احترام الأطر القانونية المحلية التي قد تحد منها. أثار اقتراح آبي الشكوك أو المعارضة الصريحة من الهند وجنوب إفريقيا، وكذلك الصين. هذه الدول لديها أنظمة خاصة بها لإدارة البيانات وتريد الاحتفاظ بالسيطرة عليها.

المحيط الأزرق: عالم بلا بلاستيك

خبر آخر جيد بالنسبة لقيادة اليابان كان دعم مجموعة العشرين المتحمس إلى حد ما، على الأقل من حيث الخطاب، لاقتراح ياباني يحمل اسم "رؤية أوساكا للمحيط الأزرق".

تم تضمين ذلك في البيان الختامي وحظي بالإشادة من المندوبين والمنظمات البيئية الدولية غير الحكومية باعتباره بداية جيدة في معالجة مشكلة نفايات البلاستيك البحرية حيث تلتزم المبادرة بتقليل الفضلات البلاستيكية البحرية الإضافية إلى الصفر بحلول عام 2050.

وقال آبي: إن اليابان ستقدم المساعدة في إدارة النفايات وتنمية الموارد البشرية في الدول النامية.

سر الإحباط من البيان الختامي 

ولكن يرى كثيرون أن إعلان أوساكا جاء ضعيفاً بسبب الدبلوماسية الشخصية، وخاصة طريقة تعامله مع ترامب. 

فمجموعة العشرين لا تصدر اتفاقات ملزمة قانوناً، ولكن يجب التوصل إلى توافق في الآراء بالإجماع على البيان الختامي، مما يجعل من الأهمية بمكان أن يوافق جميع القادة على النص النهائي المعدل الذي قدمته الدولة المضيفة.

وأعرب مندوبون من العديد من الدول الأوروبية والآسيوية والعديد من المنظمات غير الحكومية عن شعورهم بالإحباط إزاء قضايا مثل دعم التجارة الدولية وتغير المناخ على وجه الخصوص، قائلين إن آبي واليابان، في سعيهما للتوصل إلى توافق في مجموعة العشرين بشأن القضايا الصعبة للغاية، استوعبا مطالب الولايات المتحدة على وجه الخصوص.

تحميل المزيد