خطر هواوي على واشنطن لم يتوقف على التجسس فقط، بل قد يسبب كارثة للبحرية الأمريكية

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/24 الساعة 15:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/24 الساعة 15:46 بتوقيت غرينتش
سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية/ رويترز

عبَّرت البحرية الأمريكية عن قلقها الكبير من امتلاك الصين تقنية الجيل الخامس، وأنها ستؤثر بشكل كبير في النظام الملاحي بحرياً وجوياً، وليس فقط القلق من التجسس، بحسب تقرير لموقع BBC Mundo الإسباني.

وقبل شهرين من حظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشركة هواوي، المحرك الرئيسي لشبكات الجيل الخامس في الولايات المتحدة، كان هناك قلق شديد؛ التهديد الذي تمثله هذه التكنولوجيا للأمن القومي داخل بعض أهم المؤسسات في البلاد.

ولا يتعلق القلق فقط بأمارات التجسس والصلات المزعومة بين شركة الاتصالات العملاقة والحزب الشيوعي الصيني، والتي تنفيها الشركة بشدة.

البحرية الأمريكية تحذر

في 27 مارس/آذار 2019، نشرت البحرية الأمريكية مذكرة موجهة إلى لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC)، أبدت فيها انزعاجها من السرعة التي تم بها تطبيق تكنولوجيا الجيل الخامس في واشنطن.

تحذر هذه الوثيقة، المستنِدة إلى الدراسات السابقة التي أجرتها الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (NASA) والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، من التدهور الذي يمكن أن تتعرض له أنظمة التنبؤ بالطقس إذا لم تنظم تطوير تكنولوجيا الجيل الخامس كما ينبغي.

من جانبها، رفضت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الإدلاء ببيانات حول هذا الموضوع.

أمن الطيران والتخطيط العسكري

أكبر شركات الطيران تعترف بتثبيت كاميرات مخفية على ظهر مقاعد الركاب

اهتمام القوات العسكرية بهذا الوضع ليس أقل، لأن الهيئات العسكرية والجوية تعتمد بشكل كبير على تنبؤات الطقس، لضمان سلامة عملياتها.

بصفة خاصة، سوف تتعارض تكنولوجيا الجيل الخامس مباشرة مع نوع النطاق المستخدم لقياس بخار الماء "المطلوب للحصول على مؤشرات مادية لهطول الأمطار مثل الثلج والجليد والأمطار وارتفاع الأمواج"، كما تنص المذكرة.

هذا التدهور لن يضر فقط بسلامة الرحلات الجوية، ولكن أيضاً بالتخطيط الاستراتيجي والتنفيذي في ساحة المعركة.

ومن ثم، يمكن أن يكون للأعاصير المدارية تأثير أكثر تدميراً، إذ يتم استخدام قياس بخار الماء للتنبؤ بمسار هذه الظواهر وشدتها وموقعها.

طالب كل من السيناتور الأمريكي رون وايدن من ولاية أوريغون وماريا كانتويل من واشنطن بأن تتحكم لجنة الاتصالات الفيدرالية في توافر نطاقات تثبيت شبكات الجيل الخامس، بعد بيع ما يقرب من ملياري دولار من البنى الأساسية، "دون ضمان الحد الأدنى من الحماية المطلوبة".

وقال وايدن: "لا يمكننا الإضرار بمجال التنبؤ بالمناخ والعودة به إلى المستويات التي كان عليها في السبعينيات. الملايين من الأمريكيين مهدَّدون بالأعاصير المدارية والترانيد وغيرها من الحوادث المناخية القاسية".

ستؤثر الآثار السلبية لتكنولوجيا الجيل الخامس بشكل خاص في المناطق الحضرية الكبيرة، وهي المناطق التي يتم فيها تثبيت أجهزة إعادة الإرسال لهذه الإشارة بشكل أكثر وفرة.

في عام 2017، ضرب إعصار هارفي خليج المكسيك، وتم وضع أكثر من 30 ألف شخص في ملاجئ الطوارئ.

بالإضافة إلى ذلك، بلغت الخسائر المادية عشرات الملايين من الدولارات، وضمن ذلك مليونا برميل نفط من معامل التكرير المتضررة.

ليس فقط في الولايات المتحدة


يوضح مايك بانكس، مدير العمليات في مكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة، لموقع BBC Mundo: "هناك احتمال أن تؤدي الانبعاثات غير المرغوب فيها من شبكات الجيل الخامس إلى إضعاف بعض عمليات الرصد على الأرض، وتوصي المملكة المتحدة وأوروبا حالياً بأن يكون النطاق 26 غيغاهرتز رائداً في شبكات الجيل الخامس"، بحسب الموقع الإسباني.

ويتابع: "المشكلة بالنسبة للمجتمع العلمي هي أن أجهزة استشعار بخار الماء لدينا تعمل في نطاق قريب لـ26 غيغاهرتز (النطاق نفسه المستخدم في الولايات المتحدة)".
ويضيف بانكس: "أجرت المنظمة الأوربية للأرصاد الجوية (EUMETSAT) ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA) دراسات توضح الحاجة إلى الحد من النطاق المطبق على معدات شبكات الجيل الخامس، لحماية البيانات التي تتلقاها أجهزة الاستشعار المعنية".

واختتم بانكس: "في أوروبا، وُضعت هذه الحدود وهي توفر الحماية اللازمة"

التأثير على التجارة البحرية

القوات الأمريكية أمريكا مصالح الولايات المتحدة إيران
سفن عسكرية أمريكية خلال مناورات في الخليج/ رويترز

من إجمالي التجارة الدولية، تتحكم البحرية فيما يصل إلى نحو 90ُ% منها، وفقاً للبيانات التي قدمتها المنظمة البحرية الدولية (IMO) في عام 2016.

يقول المركز البحري للإصابات: "لا يمكن توقُّع المناخ البحري، ولهذا السبب فإن التنبؤ بالأحوال الجوية مهم للغاية؛ إذ يمكن أن تسبب الرياح القوية والعواصف والأمواج والأمواج المحيطية الضخمة حوادث خطيرة للطاقم".

لكن الأمن ليس القطاع الوحيد الذي يهدده المناخ.

وفي حديثها لـBBC Mundo، قالت كارلين ليدن، سفيرة المنظمة البحرية الدولية: "تم تصميم كل طريق تجاري بعناية، ليتم تنفيذه بأكثر الطرق فاعلية ممكنة بهدف توفير الطاقة والوقود، ليس فقط بناءً على التنبؤ بالطقس، ولكن أيضاً على التواصل بين السفن".

من ناحية أخرى، يشير ليدن ووكر إلى الحذر في كل ما يتعلق بتقنية الجيل الخامس.

ويضيف: "أعتقد أن هناك كثيراً من السياسات والمصالح الاقتصادية التي تقف وراء ذلك، وعلى المدى الطويل، أنا واثق بأن هذه التكنولوجيا ستزيد من عدد الأقمار الصناعية في الفضاء، والتي ستكون -بلا شك- ثورة في الاتصالات".

زيادة القرصنة

مما لا شك فيه أن واحدة من الثورات العظيمة التي ستجلبها شبكات الجيل الخامس هي ما يعرف بإنترنت الأشياء. التصور لعالم جديد مرتبط بشكل تشعبي، حيث تُوَصَّل الثلاجات أو السيارات أو مكيفات الهواء بالشبكة لتغذية المعلومات.

وفي حديثها لـBBC Mundo، تقول سوليداد أنتيلادا توليدانو، مهندسة الأمن الإلكتروني بمختبر بيركلي في كاليفورنيا: "وجود كثير من الأجهزة المتّصلة بالإنترنت يزيد من خطر الهجمات الإلكترونية، وتتزايد مخاطر القرصنة، لا سيما في سياق تكون فيه قدرات الأمن الإلكترونية شحيحة".

تدرك أنتيلادا أن التحدي الكبير المتمثل في إنترنت الأشياء، مدفوعاً بالجيل الجديد من الاتصالات، هو ضمان أمن المستخدمين في مواجهة هجمات القراصنة.

تحميل المزيد