الغائبون والحاضرون لمؤتمر البحرين.. كيف بررت الدول مشاركتها في «ورشة المنامة» رغم غياب الفلسطينيين؟

مع اقتراب موعد انطلاق "ورشة المنامة" التي أعلنت عنها واشنطن، كأول خطوة عملية لـ "صفقة القرن"، بدا الموقف العربي منقسماً بشكل واضح في قائمة المشاركين فيها، فقامت بعض الدول بالإعلان مبكراً عن ترحيبها بالحدث، في حين قاطعته دول أخرى، والبعض الآخر لا يزال موقفه غامضاً.

عربي بوست
تم النشر: 2019/06/23 الساعة 10:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/23 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش
ولي العهد السعودي برفقة كوشنر/ رويترز

مع اقتراب موعد انطلاق "ورشة المنامة" التي أعلنت عنها واشنطن، كأول خطوة عملية لـ "صفقة القرن"، بدا الموقف العربي منقسماً بشكل واضح في قائمة المشاركين فيها، فقامت بعض الدول بالإعلان مبكراً عن ترحيبها بالحدث، في حين قاطعته دول أخرى، والبعض الآخر لا يزال موقفه غامضاً.

مؤتمر البحرين الذي ينطلق يوم 25 يونيو/حزيران 2019، في دولة البحرين، يتم برعاية أمريكية، يقودها غاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعرّاب صفقة القرن، وينوي من خلاله جمع 50 مليار دولار من المشاركين، لتنفيذ 179 مشروعاً للبنية التحتية وقطاع الأعمال، تستهدف الضفة الغربية وقطاع غزة، وبعض الدول العربية مثل مصر والأردن ولبنان.

الحاضرون للمؤتمر

على الرغم من مقاطعة المسؤولين الفلسطينيين للمؤتمر، وتحذيرهم المتكرر من المشاركة فيه، فإن بعض الدول العربية أعلنت بشكل رسمي، المشاركة في أعماله، فضلاً عن استضافته على أرض عربية، من المفترض أنها لا تقيم علاقات مع إسرائيل.

كان من أوائل الدول المرحِّبة بهذا المؤتمر، والمشارِكة فيه، السعودية والإمارات، فقد أعلنت الرياض الشهر الماضي (مايو/أيار 2019) مشاركة وزير اقتصادها محمد التويجري في الورشة، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية.

بررت الرياض مشاركتها بأنها "استمرار لمواقفها الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني، ولما يحقق له الاستقرار والنمو والعيش الكريم، ويحقّق آماله وطموحاته"، على الرغم من مقاطعة الفلسطينيين أنفسهم لهذا المؤتمر!

الإمارات كانت أيضاً على خطى السعودية، فقد رحبت وزارة خارجيتها بالمؤتمر، وأكدت مشاركتها من منطلق "موقفها السياسي بشأن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية"، علماً أن ما تم تسريبه من صفقة القرن حتى الآن يخلو من إقامة دولة فلسطينية كما تنص عليه المبادرة العربية للسلام.

وسيكون من ضمن الحضور أيضاً، ممثل عن الأمم المتحدة، حيث ستوفد نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط جيمي ماكغولدريك، لحضور الورشة.

وحسم الأردن موقفه متأخراً، بعد جدل حول مشاركته، فأعلن السبت 22 يونيو/حزيران 2019، أنه سيوفد نائب وزير المالية لحضور المؤتمر، مبرراً حضوره بأنه سيرسل من خلال مشاركته، رسالة توضح "موقف الأردن الراسخ والواضح بأنه لا طرح اقتصادياً يمكن أن يكون بديلاً لحل سياسي يُنهي الاحتلال ويلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق".

مصر كانت أيضاً متأخرة في الإعلان عن مشاركتها، قبل أن تُعلن عبر وكالة أنباء الشرق الأوسط، أنها سترسل وفداً برئاسة نائب وزير المالية، للمشاركة في مؤتمر البحرين.

الغائبون عن المؤتمر

الدعوات التحذيرية التي ظلت السلطة الفلسطينية تطلقها منذ الإعلان عن هذا المؤتمر، لم تفلح في حشد عدد كافٍ من الدول لمقاطعة المؤتمر، إلا أن هناك دولاً عربية أعلنت مقاطعتها لهذا الحدث، في حين أن بعضها لم تحسم موقفها بعد.

فقد انضم العراق إلى الموقف الفلسطيني وأعلن عبر وزارة الخارجية مقاطعته للمؤتمر، مؤكداً أن العراق يتمسك بموقفه الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

من جانبها، أكدت بيروت أنها لن تشارك في ورشة البحرين، "لأن الفلسطينيين لن يشاركوا فيها"، مضيفة أنه لا توجد لديها أي فكرة واضحة عن الخطة المطروحة للسلام، ولم تتم استشارتها بشأنها.

ولا يزال الغموض يكتنف مشاركة كل من قطر والكويت وسلطنة عمان في هذا المؤتمر، حيث لم تصدر بعدُ أي بيانات رسمية تؤكد أو تنفي مشاركتها.

مشاركات غير رسمية

بعد إعلان السلطة الفلسطينية مقاطعتها لهذا المؤتمر، قرر البيت الأبيض عدم دعوة الحكومة الإسرائيلية؛ نظراً إلى عدم حضور السلطة الفلسطينية.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أوضح خلال احتفال بتل أبيب في 18 يونيو/ حزيران 2019، أن "مؤتمراً مهماً سيُعقد قريباً في البحرين، وإسرائيليون سيشاركون فيه بطبيعة الحال"​.

ومن المتوقع أن يشارك رجال أعمال إسرائيليون في المؤتمر كوفد صغير من قطاع الأعمال الإسرائيلي، وفقاً لما ذكره البيت الأبيض.

وكان كوشنر قد أكد أن بعض المسؤولين التنفيذيين من قطاع الأعمال الفلسطيني أكدوا مشاركتهم في المؤتمر، لكنه امتنع عن كشف النقاب عنهم.

تحميل المزيد