تُبرِز التوترات المتزايدة التي تركت الولايات المتحدة، وفقاً للرئيس الأمريكي ترامب، في صراع مفتوح مع إيران هذا الأسبوع، حقيقةً مزعجة تعامَلَ معها البنتاغون لسنوات: بينما يفوق الجيش الأمريكي نظيره الإيراني تسليحاً، فلا يزال بإمكان طهران أن تجعل حتى حرباً محدودة أمراً مؤلماً، كما تقول صحيفة The Washington Post الأمريكية، فكيف ذلك؟
تعداد ضخم من الجيش الإيراني والحرس الثوري
- يضم الجيش الإيراني في صفوفه أكثر من 700 ألف فرد، بما في ذلك جيش تقليدي يضم حوالي 350 ألف جندي، وفقاً لتقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس نُشر الشهر الماضي، مايو/أيَّار. وقال التقرير إن هذا التعداد لا يضم قوات الحرس الثوري الإسلامي، وهي قوة خاصة تتألَّف من 125 ألف جندي آخرين في جيشها، و20 ألف فرد في قواتها البحرية.
- الحرس الثوري الإيراني هو من خلق النزاع بين الولايات المتحدة وإيران. وتحرس هذه القوة، التي صنَّفَتها الإدارة الأمريكية في أبريل/نيسان على أنها "منظمة إرهابية أجنبية"، مضيق هرمز الاستراتيجي، وتشرف على برامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، وأعلنت مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ الذي أسقط طائرة استطلاع أمريكية من طراز RQ-4 في وقتٍ مبكر من يوم الخميس 20 يونيو/حزيران، مما دفع إدارة ترامب إلى التخطيط لضربةٍ انتقامية قبل أن يوقفها الرئيس في وقتٍ متأخر من اليوم.
الصواريخ الباليستية الإيرانية لا يمكن تجاهلها
- يشير فحص أسلحة إيران إلى أن العديد منها "عتيق الطراز أو قديم أو ذو جودة منخفضة نسبياً"، وفقاً لتقرير صدر عام 2018 عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. لكن التقرير يضيف أن مقذوفات طهران الباليستية والصاروخية والدفاعات الجوية واستخدام القوى التابعة لها "لا يمكن تجاهلها".
- وقال مسؤولٌ أمريكي رفيع من وزارة الدفاع، لنيويورك تايمز، شريطة عدم الكشف عن هويته الجمعة 21 يونيو/حزيران، إن السفن المصاحبة لحاملة الطائرات "يو إس إس إبراهام لنكولن" كانت على وشك الضرب إذا طُلِبَ منها ذلك. وقال المسؤول إن من بين هذه السفن المدمرة "يو إس إس بينبريدج"، والطراد الحامل للصواريخ الموجهة "يو إس إس ليتي جولف" وكلتاهما قادرتان على حمل صواريخ توماهوك.
- من بين الأسلحة التي تمتلكها إيران أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات مثل S-300، التي يمكن أن تستهدف أشياء على ارتفاع 15 ميلاً.
أسطول جوي من 300 طائرة
- تمتلك طهران أيضاً أسطولاً جوياً مكوناً من أكثر من 300 طائرة، لكن لا يوجد بينها أي نوع متقدم يقارب ما تملكه القوات الجوية الأمريكية. ويشمل الأسطول مقاتلات روسية الصنع من طراز ميغ 29، وقاذفات Su-24، وطائرات أمريكية قديمة أحالها البنتاغون للتقاعد مثل F-4، كانت إيران قد اشترتها من الولايات المتحدة قبل الثورة عام 1979، وفقاً لما ذكرته خدمة أبحاث الكونغرس.
أسطول بحري من 100 سفينة
- بحرياً، يُعتَقَد أن البحرية الإيرانية تشغل أسطولاً يضم أكثر من 100 سفينة، نصفها تقريباً عبارة عن زوارق صغيرة سريعة الحركة، تعجز عن مواجهة المدمرات الأمريكية بنجاح، لكنها تستطيع إيقاف حركة النقل البحري، عن طريق زرع الألغام ومضايقة السفن التجارية.
تاريخ الحرس الثوري يجعل الأمريكيين قلقين
- كانت تصرفات الحرس الثوري الإيراني والقوات التابعة لإيران هي التي أثارت قلق المسؤولين الأمريكيين. وقد نسبت الحكومة الأمريكية إليهم تنفيذ العديد من الهجمات حول العالم على مدار العشرين عاماً الماضية، وقال البنتاغون هذا العام إنه يعتقد أن القوات التابعة لإيران كانت مسؤولةً عن مقتل 608 جنود أمريكيين على الأقل في العراق، خلال الحرب التي استمرت ثماني سنوات إثر الغزو الأمريكي عام 2003.
- في وقتٍ مبكر من هذا الأسبوع، قال البنتاغون إنه سينشر 1000 جندي إضافي في الشرق الأوسط لردع إيران. وأوضح بعدها ببضعة أيام أن هذه القوات تشمل كتيبة باتريوت، تستخدم للدفاع الجوي، وطائرات مراقبة مأهولة وغير مأهولة، وطائرات مقاتلة وطائرات دعم، و"قدرات ردع أخرى".