22 صفقة بمليارات الدولارات.. المُشرِّعون الأمريكيون يتحركون لوقف مبيعات السلاح للسعودية

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/13 الساعة 11:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/13 الساعة 11:25 بتوقيت غرينتش
ترامب خلال استعراضه لصفقات سلاح مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مارس 2018/ رويترز

قدَّمت مجموعة من المُشرِّعين الأمريكيين المنتمين للحزبين الجمهوري والديمقراطي تشريعاً جديداً، الأربعاء 12 يونيو/حزيران 2019، من شأنه وقف مسعى إدارة ترامب للالتفاف على الكونغرس والتعجيل بمبيعات أسلحة بقيمة 8.1 مليار دولار لدول الخليج عن طريق إعلان حالة الطوارئ.

ماذا يحمل المشروع المُقدم ضد إجراءات إدارة ترامب؟

  • أُعلِن مشروع القانون بعد فترة وجيزة من جلسة استماع مثيرة للجدل بالكونغرس أخضع فيها أعضاء بمجلس النواب مسؤولاً كبيراً بوزارة الخارجية لاستجوابٍ قاسٍ بشأن سياسة إدارة ترامب في بيع الأسلحة لبلدان مثل السعودية دون موافقة الكونغرس، بحسب ما نشرت شبكة CNN الأمريكية.
  • ومن شأن مشروع القانون المشترك الذي تقدَّم به النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا تيد ليو والنائب الجمهوري عن ولاية ميشيغان جاستن أماش "رفض كل الصفقات الـ22 التي تحاول الإدارة تمريرها بالقوة بموجب إعلان مصطنع لحالة الطوارئ"، وذلك وفق بيانٍ أصدره رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي إليوت أنجل، وهو نائب ديمقراطي بالمجلس.
  • كان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد أبلع مُشرِّعي الكونغرس في مايو/أيار الماضي رسمياً بخطة الإدارة الرامية لاستخدام قاعدة موجودة سلفاً من شأنها السماح للإدارة بتعجيل مبيعات الأسلحة للحلفاء في الشرق الأوسط، مما أثارالإدانة من كلا الحزبين.

ما هي مبررات المشرِّعين الأمريكيين لوقف صفقات ترامب؟

  • انتقد المُشرِّعون هذه السابقة التي ترسيها الخطوة، وشكَّكوا في ادعاءات الإدارة بشأن وجود حالة طوارئ وأثاروا قضية سجل حقوق الإنسان في السعودية ومقتل الصحفي جمال خاشقجي. وأعاد المُشرِّعون بمجلس النواب التأكيد على وجهة النظر هذه يوم الأربعاء.
  • "إعلان الطوارئ ليس إلا إساءة استغلال فاضح للسلطة من جانب إدارة لا تحب أن يُقال لها (لا). لا توجد حالة طوارئ، لكنَّ هناك صراعاً في اليمن تسبَّب في مقتل آلاف المدنيين بأسلحة أمريكية الصنع، وكونغرس سئم من كونه متواطئاً"، يقول ليو في بيان صحفي.
  • وأضاف: "تعي إدارة ترامب أنَّ تلك المبيعات لا تُلبِّي المعايير، لذا قرَّرت إعلان حالة طوارئ مصطنعة بغرض تجاوز الكونغرس. هذا أسلوبٌ استخدموه من قبل. وهذا التشريع يبعث بإشارة قوية مفادها أنَّنا لن نتساهل مع إساءة استغلال السلطة السافر من جانب إدارة ترامب".
  • كما عبَّر نائب مجلس النواب الديمقراطي عن ولاية رود آيلاند ديفيد سيسيلين أيضاً عن إحباطه من عملية صنع القرار لدى إدارة ترامب، خصوصاً في ما يتعلَّق بسياستها تجاه السعودية.
  • وقال: "إنَّ المساعدة والتحريض على  هجمات السعودية المروعة على المدنيين في اليمن أمر منافٍ للضمير. ينبغي علينا المطالبة بالأفضل من البلدان التي تزعم أنَّها حليفتنا. ويحاول الرئيس مرةً أخرى الالتفاف على القانون للقيام بأمرٍ يعارضه الشعب الأمريكي. على الكونغرس أن يتحرَّك ويمنع هذا من الحدوث".

كيف دافعت إدارة ترامب عن نفسها أمام هذا التوبيخ؟

جاء هذا التوبيخ التشريعي الأخير ضد إعلان حالة الطوارئ من جانب إدارة ترامب بعد ساعاتٍ من إخضاع المُشرِّعين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية كلارك كوب لاستجوابٍ قاس.

  • جادل كوبر بأنَّ إعلان حالة الطوارئ ضروري ليس فقط للتعامل مع التهديدات التي تُشكِّلها إيران، لكن أيضاً للبعث برسالة دعم لشركاء الولايات المتحدة  في المنطقة.
  • وقال في شهادته: "هذه الصفقات وإقرار الطوارئ المصاحب لها يهدفان لتلبية الاحتياجات العسكرية لشركائنا في مواجهة تهديدٍ إقليمي عاجل تُشكِّله إيران، وتعزيز حيوية علاقاتنا الثنائية من خلال إعادة طمأنة شركائنا، والحفاظ على الأفضلية الإستراتيجية في مواجهة المنافسين شبه الأنداد".
  • لكنَّ المُشرِّعين من كلا الحزبين لم يُقابلوا تلك التعليقات بترحاب، وطعنوا في تأكيد كوبر على أنَّ حالة الطوارئ مُبرَّرة.
  • فقال مايكل ماكول، كبير الجمهوريين باللجنة، في كلمته الافتتاحية: "كما قلتُ الشهر الماضي، كان الاستخدام الأخير لسلطة الطوارئ هذه في رأيي مؤسفاً. ومن الجدير بالذكر أنَّ بعض تلك الصفقات لن تكون جاهزة للتسليم لأكثر من عام. كنتُ أُفضِّل أن تلتزم وزارة الخارجية بعملية المراجعة القانونية الرسمية للكونغرس التي تستغرق 30 يوماً لتسريع صفقات الأسلحة الـ22 هذه، إذ كان يمكن أن يكون اللجوء لـ(قرار رفض) أحد الخيارات المتاحة".
  • لكنَّ ماكول أشار كذلك إلى موافقته على مخاوف كوبر المتعلقة بتطلُّع حلفاء الولايات المتحدة إلى روسيا والصين لشراء الأسلحة، لافتاً إلى تقريرٍ نشرته شبكة CNN الأمريكية مؤخراً يفيد بأنَّ السعودية وسَّعت برنامجها للصواريخ الباليستية بمساعدة من بكين على سبيل المثال.
  • فقال: "لكنَّ تقارير الأسبوع الماضي أفادت بأنَّ السعودية تشتري الصواريخ الباليستية من الصين. وفي حين أنَّنا لا نناقش تكنولوجيا الصواريخ الباليستية اليوم، فإنَّ الأمر مقلق إن كان حلفاؤنا يُعمِّقون علاقاتهم الدفاعية مع خصومنا كالصين".

هل لكوشنر صهر ترامب علاقة بكل ذلك؟

بالإضافة إلى تعبير أعضاء مجلس النواب عن معارضتهم لإعلان حالة الطوارئ بحد ذاته، سعوا أيضاً للحصول على إجابات متعلقة بعملية اتخاذ القرار داخل الإدارة التي قادت إلى إعلان مايو/أيار وعلاقة صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره البارز في البيت الأبيض جاريد كوشنر بالأمر.

  • لكنَّ كوبر رفض مراراً الإجابة عن أسئلة من النائب الديمقراطي بيل كيتنغ بشأن ما إن كان كوشنر اضطلع بأي دور في النقاشات مع السعوديين حول مبيعات الأسلحة.
  • فسأل كيتنغ: "بصفتك في موقع يسمح لك بالمعرفة، فهل كان جاريد كوشنر على علاقة بأي شكل من الأشكال بهذا الأمر على الإطلاق؟"، في إشارةٍ منه إلى الأحداث التي تُوِّجَت في نهاية المطاف بإعلان الإدارة لحالة الطوارئ.
  • أجاب كوبر: "ما يمكنني إخبارك به… هو أنَّ السيد كوشنر ليس له دور بين الوكالات في مراجعة تلك القضايا"، واعترف فقط بأنَّ كوشنر لم يشارك بشكل محدد في عملية بناء الإعلان نفسها على الرغم  من الأسئلة المتكررة بشأن تنسيقه في العموم مع المسؤولين السعوديين.
  • وفي إحدى مراحل إدلاء كوبر بشهادته، بدا أنَّه يجادل بأنَّ اعتراضات الكونغرس على صفقات أسلحة معينة، وتحديداً تلك الاعتراضات التي ساقها كبير الديمقراطيين بلجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور بوب مينينديز، هي السبب في التأجيلات التي شهدتها عملية الموافقة وساهمت في قرار الإدارة بإعلان حالة الطوارئ.
  • وقال كوبر: "نعم، ساهمت العملية المطولة في الظروف التي جعلت فرض حالة الطوارئ ضرورياً".
  • رد مينينديز على تعليات كوبر في بيانٍ لشبكة CNN قائلاً: "ازدراء القانون والعملية ليس في حد ذاته مبرراً لانتهاكه. وليس عذراً أيضاً لخلق حالة طوارئ مصطنعة، وتضليل الكونغرس، والإسراع بالأسلحة إلى أيدي السعوديين دون ضمانات بأنَّها لن تُستخدم لقتل المدنيين".
  • وردَّ خوان باتشون، المتحدث باسم مينينديز، أيضاً على ادعاء كوبر، قائلاً إنَّ السيناتور "كان بانتظار استجابة وزير ووزارة الخارجية لمخاوفه بشأن حقوق الإنسان المتعلِّقة بكلا الصفقتين، لكن لم يكن هناك أي انخراط  جوهري منذ قتل السعوديون جمال خاشقجي بوحشية".
  • وأضاف: "من الواضح أنَّ وزير الخارجية قرَّر أنَّه لا يمكنه الرد على تلك المخاوف بصورة موضوعية أو مُقنِعة، وبالتالي اصطنع حالة طوارئ حتى لا يضطر للرد. عليكم مكافأة السيد كوبر نقاطاً لإبداعه في الطريقة التي حاول بها الدفاع عن أمر لا يمكن الدفاع عنه".  
تحميل المزيد