يستعد المرشحون لخلافة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي أعلنت استقالتها الجمعة 24 مايو/أيار 2019، لإطلاق حملاتهم، لتبدأ منافسة ستستمر شهرين على رئاسة الحزب، ما يخلف مزيداً من الضبابية على عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
طريقة اختيار خليفة ماي
تغادر ماي زعامة حزب المحافظين في 7 يونيو/حزيران 2019، ويبدأ رسمياً سباق اختيار زعيم للحزب في 10 يونيو/حزيران.
في الوقت نفسه تبقى رئيسة للحكومة حتى يقوم أعضاء الحزب باختيار خلفاً لها، وهو ما سيتم قبل 20 يوليو/تموز.
ولاختيار خليفة لـ "ماي"، يتعيَّن أن يترشح اثنان على الأقل من أعضاء حزب المحافظين لشغل المنصب.
أما في حالة تقدم مرشح واحد فقط فإنه يصبح زعيماً للحزب تلقائياً، ولكن في حالة إعلان عدة أشخاص عن نيتهم للترشح -مثلما حدث قبل إعلان ماي استقالتها- فسيكون هناك العديد من الأسماء في حلبة السباق.
المرشحون المحتملون لخلافة ماي
فور إعلان ماي استقالتها، بادرت شخصيات بريطانية بالإعلان عن الترشح على الفور، في حين فتحت مكاتب الرهانات أبوابَها، وبدأت المزايدات على من هو رئيس الوزراء القادم.
وفيما يلي أبرز المرشحين الذين أعلنوا خوضهم المنافسة، أو الأشخاص الذين من المتوقع أن يدخلوا السباق:
وزير الخارجية السابق بوريس جونسون
كان جونسون من أوائل الأشخاص الذين أعلنوا نيتهم الترشح لمنصب رئاسة الوزراء، حيث يُنظر إليه على أنه المرشح الأوفر حظاً.
يعد جونسون (54 عاماً) الملقب "بوجو" أحد أهم مهندسي فوز تيار البريكست في الاستفتاء الذي جرى في يونيو/حزيران 2016، وما زال يستمد إلى اليوم جزءاً كبيراً من شعبيته منه.
ويعتبر جونسون من الشخصيات الأكثر جدلاً في بريطانيا، وعُرف عنه علاقته القريبة من إسرائيل منذ شبابه، إذ تطوَّع وشقيقه للعمل في كيبوتس بمدينة الجليل قبل 3 عقود، وفي تصريح له قال جونسون: "تطوعت بالكيبوتس من أجل الله، سنواتي فيه تركت أثراً كبيراً عليَّ، أنا صهيوني متحمّس، وأدعم إسرائيل، ومؤمن بحقِّها في الوجود".
تسلَّم منصب وزير الخارجية في حكومة ماي، لكنَّه كان كثير الانتقاد لاستراتيجيتها في المفاوضات مع المفوضية الأوروبية، قبل أن يغادر الحكومة للدفاع عن انفصال قطعي عن الاتحاد الأوروبي.
وزير الخارجية الحالي جيريمي هانت
درس هانت الفلسفة والسياسة والاقتصاد في أكسفورد، وانتخب أول مرة إلى مجلس العموم في عام 2005، يُتقن اللغة اليابانية، ويتَّصف بأنه شجاع لا يخشى التحديات، بعدما أشرف لستّ سنواتٍ على نظام الصحة العامة (إن إتش إس)، الذي واجه أزمة خطيرة بصفته وزيراً للصحة.
دعم هانت (53 عاماً) بقاءَ بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، لكنه غيَّر موقفه بعدما اعتبره طرحاً "متبجحاً" للمفوضية في المحادثات.
وزير الصحة البريطاني مات هانكوك
شغل هانكوك، الذي يبلغ من العمر 41 عاماً، مناصبَ متعددة في الدولة، عمل في بداية حياته خبيراً اقتصادياً في بنك إنجلترا، قبل أن يصبح مستشاراً اقتصادياً.
وفي عام 2010، خدم هانكوك في عدد من المناصب الوزارية، حتى عام 2013، ومع بداية عام 2018 تمَّت ترقيته إلى مجلس الوزراء كوزير دولة للشؤون الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة.
وفي منتصف عام 2018 أيضاً، تم تعيين هانكوك وزيراً للصحة البريطانية.
دومينيك راب
تم انتخاب دومينيك راب، 44 عاماً، لعضوية البرلمان عام 2010، وخَدَم في مناصب وزارية مختلفة، وينحدر من أب يهودي هاجر من التشيك هرباً من النازية عام 1938.
وقال هذا النائب، الليبرالي إلى أبعد الحدود، والبالغ من العمر 45 عاماً، رداً على سؤال عن إمكانية تولّيه رئاسة الحكومة "يجب ألا نقول لا بتاتاً".
عُين وزيراً لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، منذ يوليو/تموز 2018 إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
ساجد جاويد
عيَّنت ماي، في 30 أبريل/نيسان 2018، ساجد جاويد وزيراً للداخلية، ليصبح أول مسلم يتسلَّم منصب وزير الداخلية في بريطانيا، وهو ينتمي إلى حزب المحافظين.
وُلد ساجد جاويد في 5 ديسمبر/كانون الأول عام 1969، في روتشديل، بمقاطعة يوركشير البريطانية، وهو ابن سائق حافلة هاجر من باكستان إلى بريطانيا منذ أكثر من خمسين عاماً، ودرس جاويد الاقتصاد والسياسة في جامعة إكسيتر البريطانية.
شارك جاويد في الحملة المؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء عام 2016، رغم أنه قال قبل التصويت ببضعة أشهر إن "قلبه" مع الخروج من التكتل. وقال بعد إعلان النتيجة "جميعنا الآن مؤيدون للخروج".
يعتبر جاويد رئيسة الوزراء المحافظة الراحلة مارغريت ثاتشر مصدر إلهامه السياسي، وكثيراً ما كان يعلِّق صورتها في مكتبه وهو في منصب وزير.