تلميحات أشبه بقمة جبل الجليد.. ما هي قصة حادث تخريب سفن قرب الإمارات؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/05/13 الساعة 10:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/13 الساعة 12:11 بتوقيت غرينتش
ميناء الفجيرة الإماراتي/ رويترز

بيان مقتضب لوزارة الخارجية الإماراتية عن تعرُّض أربع سفن تجارية في المياه الإقليمية قرب ميناء الفجيرة للتخريب، وإطلاق تحقيق محلي ودولي بشأن الحادثة، تبعته بيانات تنديد وغمز ولمز دون تصريح، وبيان إيراني يطالب بكشف ملابسات الحادث، ويحذر من مؤامرات خارجية لإشعال الموقف المتوتر في الخليج، واليوم الإثنين 13 مايو/أيار 2019، إعلان سعودي عن تعرُّض حاملتي نفط للتخريب، وارتفاع لأسعار النفط.. تفاصيل كثيرة ومتناثرة بشأن حادث لم تُعلن تفاصيله، ولم تؤكده جهات مستقلة، فما هي القصة؟

ماذا نعرف حتى الآن؟

البداية جاءت من خبر عاجل أوردته قناة الميادين اللبنانية، التابعة لحزب الله، قالت فيه إن انفجارات قوية هزَّت ميناء الفجيرة الإماراتي، فجر الأحد 12 مايو/أيار 2019، نقلاً عن مصادر خليجية لم تسمّها، مضيفة أن النيران اشتعلت في عدد من ناقلات النفط التي كانت راسيةً في الميناء.

لكن الخارجية الإماراتية في بيان لها قالت إن أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات، تعرَّضت لعمليات تخريبية داخل المياه الاقتصادية الإماراتية، موضحة أن العمليات تمَّت قرب إمارة الفجيرة، وقرب المياه الإقليمية الإماراتية، مضيفة أن التحقيق جارٍ بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية بشأن هذه العمليات، وفق ما نشرت وكالة رويترز.

وتتابعت ردود الأفعال، حيث أبدت البحرين أولاً شجبَها للعمل التخريبي، وحذَّرت من تأثيرات ذلك على الملاحة في تلك المنطقة الاستراتيجية بالنسبة للعالم أجمع، الرسالة نفسها صدرت في بيان آخر عن مجلس التعاون الخليجي، بشأن حادثة التخريب.

ميناء الفجيرة الإماراتي يقع على بعد نحو 140 كلم من مدخل مضيق هرمز، الذي يمر منه نحو ثلث نفط العالم المنقول بحراً.

السعودية كشفت عن جنسية سفينتين

وزير الطاقة السعودي خالد الفالح – رويترز

وكالة الأنباء السعودية نقلت الإثنين عن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قوله إن ناقلتي نفط سعوديتين تعرَّضتا الأحد "لهجوم تخريبي" قبالة ساحل الفجيرة، مضيفاً أن الهجوم يستهدف تهديد أمن إمدادات النفط العالمية.

عرفنا إذن جنسية اثنتين من السفن الأربع، لكننا لم نعرف طبيعة العمل التخريبي، هل كان هجوماً بعبوات ناسفة، هل تم الاستهداف بصواريخ؟ لم يتطرَّق أيُّ بيانٍ من البيانات الكثيرة الصادرة لطبيعة التخريب، بقدر ما ركَّزت البيانات على الخطورة التي تمثلها مثل تلك الأعمال على إمدادات النفط العالمية، رغم أن تلك الخطورة والأهمية الاستراتيجية للمنطقة معلومة للجميع بالضرورة.

اللافت في البيانات الخليجية، خصوصاً البحرينية والسعودية، هو "دعمها للإمارات العربية المتحدة في مواجهة التهديدات التي تنال من أمنها واستقرارها"، ولا يحتاج الأمر للشرح، فالطرف المقصود هنا هو إيران.

إيران المقصودة في البيانات

من جانبها، لم تتردد الخارجية الإيرانية في التعامل مع البيان الإماراتي بشأن الحادث، وردَّت في بيانٍ لها حمل تصريحات عباس موسوي، المتحدث باسم الوزارة، قال فيه إن "مثل تلك الحوادث لها تأثير سلبي على أمن الملاحة البحرية"، مطالباً دول المنطقة "بتوخّي الحذر من مؤامرات لزعزعة الاستقرار من قبل عناصر أجنبية"، بحسب وكالة الطلبة للأنباء، وهي وكالة إيرانية شبه رسمية.

كيف علَّقت واشنطن على الحادث؟

قوة ردع أمريكية
حاملة الطائرات الأمريكية يو اس اس ابراهام لنكولن/رويترز

إدارة البحرية الأمريكية لم تؤكد الحادث حتى اللحظة، ولكنها أصدرت تحذيراً للسفن المارّة في الخليج ومضيق هرمز بتوخي الحذر، وبرزت التكهنات بشأن نفس التحذير، الذي كانت قد أصدرته الخميس 9 مايو/أيار 2019، أي قبل البيان الإماراتي بثلاثة أيام، وعما إذا كان ذلك مرتبطاً بالتوتر بين واشنطن وإيران.

اللافت هنا أن الصحف الأمريكية في إشارتها للحادث التخريبي كانت حذرة في تأكيده، واستخدمت عبارات من قبيل "تقارير غير مؤكدة"، لكنها ربطت بين تقارير أمنية أمريكية عن وجود تهديدات إيرانية، استدعت اتخاذ إدارة ترامب قراراً بإرسال حاملة الطائرات أبراهام لينكولن إلى المنطقة، وبين إصدار تحذيرات للسفن المارّة عبر مضيق هرمز بتوخي الحذر، كما هو واضح من تغطية مجلة التايم على سبيل المثال.

بريطانيا الأكثر وضوحاً حتى الآن

يأتي في هذا السياق التعليق البريطاني على حادث التخريب، والذي دخل في صلب الموضوع مباشرة، حيث عبَّرت الخارجية البريطانية عن قلقها من "خطر اندلاع نزاع بين إيران والولايات المتحدة في منطقة الخليج".

هذا هو لب الموضوع، فالتوتر بين إيران وواشنطن مشتعل بالفعل، وحادث التخريب هذا ربما يكون الشرارة التي تُشعل فتيل الحرب، أو ربما يتم انتظار نتيجة التحقيق في الحادث، أو قد يقع حادث آخر، أي أن الموقف مفتوح على جميع الاحتمالات، بما فيها التوصل لاتفاق نووي جديد، فما نعرفه أو ما يتم التصريح به لا يمثل سوى قمة جبل الجليد، وما خفي كان أعظم.

كيف تفاعلت أسواق النفط مع الحادث؟

لم يتأخر تأثير الحادث على أسعار النفط، حيث ارتفعت العقود الآجلة، الإثنين، بفعل تزايُد المخاوف من تعطُّل الإمدادات من منطقة الشرق الأوسط، والذي تزامن مع قلق المستثمرين والتجار، بشأن آفاق النمو الاقتصادي العالمي، في ظل تعثُّر محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.

وبحلول الساعة 0624 بتوقيت غرينتش، بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 71 دولاراً للبرميل، مرتفعة 38 سنتاً أو 0.5% مقارنة مع سعر الإغلاق السابق، بحسب رويترز.

تحميل المزيد