لا تلجأ إليها إلا في الكوارث! ما هي قصة السندات الحكومية الخاصة التي تراهن عليها الصين لتعافي الاقتصاد؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/05/25 الساعة 14:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/25 الساعة 14:42 بتوقيت غرينتش
هل تنجح الصين هذه المرة في تحقيق الهدف الاقتصادي الأبرز؟/ رويترز

مع تفشي جائحة كورونا وتداعياتها على الاقتصاد الصيني، تخطط الحكومة الصينية لبيع سندات حكومية خاصة بقيمة تريليون يوان (140 مليار دولار)، للمساعدة في تمويل قطاع الصحة العامة وجهود التعافي الاقتصادي فيما بعد الجائحة، دون تضخم عجز الميزانية. وبذلك تلجأ الحكومة إلى أداة التمويل التي نادراً ما تستخدمها إلا في مناسبات خاصة، مثل الأزمة المالية الآسيوية في التسعينيات أو للمساعدة في تأسيس صندوق الثروة السيادية في عام 2007، بحسب تقرير لموقع وكالة Bloomberg الأمريكية.

1. ما هي السندات الحكومية الخاصة؟

على خلاف الديون الحكومية العادية، فإن بيع السندات الحكومية الخاصة يُستخدم لجمع سيولة نقدية لضخّها في سياسة معينة، أو للمساعدة في حل مشكلة معينة. فهي ليست جزءاً من الميزانية الرسمية للصين، ومن ثم فهي لا تدرج في حسابات العجز الخاصة بالميزانية. إذ بالنظر إلى بلوغ عجز الميزانية أكثر من 3.6 % من الناتج المحلي الإجمالي، فإن الحد الذي وصل إليه في 2020 أعلى بالفعل مما كان عليه في السنوات الأخيرة. وقال مسؤول كبير إن التوسع في الديون الحكومية لدعم اقتصاد البلاد أمر ممكن، ولا غنى عنه في ظل الأوضاع الحالية. ومن المقرر أن تغطي الحكومة المركزية مدفوعات الفائدة و30% من رأس المال المستثمر في السندات.

2. كيف استخدمت في المرات السابقة؟

خلال الأزمة المالية الآسيوية، باعت الصين سندات حكومية خاصة بقيمة 270 مليار يوان، وفي ذلك الوقت كان ذلك أكبر طرح لسندات حكومية خاصة في تاريخ البلاد، وكان الهدف توفير سيولة نقدية للبنوك الحكومية الكبيرة والمساعدة في تعويض الخسائر من الأصول غير المتداولة. وفي عام 2007، أصدرت الحكومة سندات حكومية خاصة بقيمة 1.55 تريليون يوان، لضخ رؤوس أموال (رسملة) في "صندوق الثروة السيادية الصيني" China Investment Corp.، إذ استخدمت عائدات السندات لشراء احتياطي العملة من بنك الشعب الصيني (البنك المركزي الصيني)، ثم ذهبت تلك الأموال إلى صندوق الثروة.

3. من يُتوقع أن يشتري السندات الجديدة؟

على غرار الديون الحكومية، من المرجح أن تشتريها البنوك التجارية والمؤسسات المالية الأخرى، مثل شركات التأمين والصناديق الاستئمانية. ويقول دينغ شوانغ، كبير الخبراء الاقتصاديين المعنيين بشؤون الصين الكبرى وشمال آسيا في بنك "ستاندرد تشارترد"، إن السندات الخاصة يمكن أن "تصبح في النهاية جزءاً من الميزانية العمومية لبنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، تماماً مثل ما حدث في عام 2007". ويشير محللون إلى أن البنك المركزي لا يستطيع شراء الدين قانونياً، لذلك يجب استخدام طريق آخر. ويقول شنغ تشي، وهو محلل اقتصادي بشركة Founder Securities Co.، إن هذا الطرح ينطوي على تغيير يميزه عن عمليتي البيع السابقتين للسندات الحكومية الخاصة، وهو أن تلك السندات ستُباع لمجموعة مختارة من المشترين.

4. أين ستذهب العائدات؟

قالت وزارة المالية الصينية إن العائدات ستُسلّم إلى الحكومات المحلية، ليجري إنفاقها على قطاعات الصحة ومكافحة الوباء في المقام الأول. ويقول الخبير الاقتصادي دينغ، إن الشركات والأسر في مقاطعة هوبي وعاصمتها ووهان، المركز الأصلي لتفشي الفيروس، من المرج أن تكون متلقياً رئيساً لتلك التمويلات. وأضاف أنه يمكن استخدام الأموال أيضاً لإعادة رسملة البنوك الأصغر، حتى تتمكن من إقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة. ويتماشى هذا النهج مع تحركات الحكومة الرامية إلى تمديد الإعفاء من القروض وتشجيع المزيد من الإقراض للشركات الصغيرة في الصين.

تحميل المزيد