شركات كبرى تواجه مشاكل.. هل تتحمل شبكات الاتصالات ضغط ملايين العاملين من المنازل؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/03/18 الساعة 14:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/18 الساعة 14:37 بتوقيت غرينتش
تعبرية/ Istock

واجهت بعض شركات الاتصالات الأوروبية مشكلات في الاتصال بالإنترنت مع عمل ملايين من منازلهم عن طريق الشبكة العالمية بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، مما زاد التحميل على الشبكات بنسبة نحو 30% واختبر قدرة تحملها.

وقالت شركة (02) البريطانية المملوكة لشركة تليفونيكا الإسبانية، الثلاثاء، لرويترز، إنها تلقت بلاغات من عملاء يجدون صعوبة تتعلق بالشبكة الصوتية مع عمل الكثيرين من منازلهم خوفاً من التعرض للعدوى بالفيروس. وفي وقت من اليوم قالت الشركة إن الخدمة الصوتية على شبكات الجيل الثاني والثالث والرابع عادت لطبيعتها واعتذرت لعملائها.

ضغط مستمر

وفرضت حكومات أوروبية عديدة من إسبانيا إلى النمسا إجراءات إغلاق للحد من انتشار الفيروس. وأغلقت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، المدارس والمطاعم مما أقعد الكثيرين في منازلهم. وأدى ذلك لزيادة استخدام الخدمة الصوتية وخدمة المعلومات. لكنه أدى أيضاً إلى تغيير في كيفية التواصل بين الناس.

فكثيرون ممن لا يخرجون من منازلهم يستخدمون شبكات الإنترنت المنزلي في الاتصال بزملائهم وأقاربهم وأصدقائهم، ويزيد ذلك من استهلاك خدمة البيانات على شبكات الخطوط الثابتة.

وفي الوقت نفسه زادت الاتصالات على خطوط الهواتف المحمولة بدلاً من تطبيقات التراسل مثل واتساب مع اطمئنان الناس على أقاربهم من كبار السن الأكثر عرضة لخطر فيروس كورونا والأقل ميلاً لاستخدام مثل هذه التطبيقات.

"وضع جديد"

شركة فودافون في ألمانيا قالت إن استخدام خدمة البيانات كان أهدأ في ساعات النهار وتزايد في المساء، إذ يمضي الناس الذين حرموا من الخروج إلى الحانات والمطاعم الوقت أمام منصات المشاهدة.

وقال ألكسندر لينهوس المتحدث باسم الشركة: "استهلاك خدمة البيانات يوم الاثنين مثلما كان يوم الأحد". وقالت فودافون ألمانيا ودويتشه تليكوم وتليفونيكا دويتشلاند إن شبكاتها تعمل بشكل جيد.

مصدر من قطاع الاتصالات في ألمانيا قال لرويترز، إن البلاغات الفردية عن صعوبة في الاتصال ربما ترجع إلى تزايد استخدام خدمة عقد الاجتماعات عن طريق الشبكات المغلقة مما يزيد الضغط على الشبكات التي يديرونها.

وقالت مجموعة إلياد الفرنسية للاتصالات إنها لا تتوقع ضغطاً على الشبكة نتيجة الإغلاق في فرنسا وإيطاليا. وقال الرئيس التنفيذي للشركة توماس رينو: "شبكتنا مزدحمة جداً بالطبع"، مضيفاً أن الشركة تحتفظ بحقها في تقييد عرض النطاق المخصص لمنصات المشاهدة مثل نتفليكس ويوتيوب وفيسبوك التي تهيمن على الشبكات في المساء. قال: "نحن الآن في وضع جديد".

ومؤخراً، حصلت أسهم شركة نتفلكس على دفعة قوية بينما تسقط بقية الأسواق في العالم جراء مخاوف بسبب فيروس كورونا، حيث ارتفع سعر السهم بنسبة 0.08% مطلع مارس/آذار، إذ يقول محللون إنهم يرون أن الفيروس يعود على خدمة البث بفائدة قصيرة الأجل، وفق ما قال تقرير نشرته صحيفة The Daily Mail البريطانية، معللين ذلك بأن الأشخاص المُجبرين على دخول الحجر الصحي أو الموظفين الذين يقبعون في منازلهم لتجنب العدوى، سيحتاجون لمشاهدة شيء ما لقضاء الوقت.

شركات تستعد في الشرق الأوسط

في لبنان، قررت الحكومة مضاعفة سرعة الإنترنت وحجم الاستهلاك لمشتركي شبكة الاتصالات (أوجيرو) في الأماكن السكنية مجاناً حتى آخر أبريل/نيسان المقبل، قابلة للتجديد، لدعوات متتالية بالتزام المواطنين لبيوتهم وقاية من فيروس كورونا. وتمثل "أوجيرو" الجهة التنفيذية لوزارة الاتصالات، وتشكل البنية التحتية الأساسية لجميع شبكات الاتصالات بما في ذلك مشغلو شبكات الهاتف المحمول موبايل، ومقدمي خدمات البيانات.

وفي الأردن، أكدت شركات تقنية المعلومات والاتصالات أن الأردن يملك شبكة اتصالات وبنية تحتية قوية تغطي كافة مناطق المملكة، الأمر الذي يتيح الاعتماد على التكنولوجيا لإنجاز كافة المتطلبات الحياتية والمهنية والتعليمية في ظل ما يعانيه العالم من انتشار سريع لفيروس كورونا. 

أما في مصر، فقد أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري عمرو طلعت أنه تمت زيادة ساعات التحميل مجاناً لكل المشتركين في شركات الاتصالات الأربع بنسبة 20% مجاناً خلال شهر مارس/آذار، موضحاً أن هذه التكلفة يتحملها الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات التي تبلغ 200 مليون جنيه، مشيراً إلى أن الهدف منها هو تشجيع المواطنين على البقاء في المنازل لأطول وقت.

تحميل المزيد