سكان غزة بالكاد يتحملون أسعار الأسماك، والقيود الإسرائيلية تزيد صعوبة الأمر على الصيادين والمزارعين

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/02/14 الساعة 17:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/14 الساعة 17:41 بتوقيت غرينتش

أطباق سمك الدنيس البحري أطباق مفضلة هنا في غزة. لكن صيد السمك ليس سهلاً دائماً، رغم أن المنطقة تتلاقى حدودها مع البحر الأبيض المتوسط.

يقول موقع Business Insider الأمريكي، إن هناك قيوداً ثقيلة من إسرائيل تؤثر في المسافة التي بإمكان الصيادين الذهاب إليها، ونوع السمك الذي يمكنهم اصطياده. ويخشى كثيرون من الإصابة بطلق ناري وهم في عرض البحر.

نظر أحد الرجال إلى الداخل بحثاً عن الحلول، وبنى مزرعة سمك خاصة به في عام 2008. نجح أحد مزارعي الأسماك في أن يبني تجارةً ناجحة رغم التحديات الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي.

كسب عيش لآلاف من الرجال

يُعَدُّ اصطياد السمك سبيلاً لكسب العيش لـ3500 شخص في هذه المقاطعة الفلسطينية الصغيرة. لكن الحصار البحري يحدُّ من المساحة المتاحة للصيد، والتي قد تصل إلى 15 ميلاً بحرياً من الساحل، لكنها عادة تكون أقل من ذلك.

الاقتراب كثيراً من حدود الصيد قد يعني الاعتقال ومصادرة المركب والشِّباك. والبحرية الإسرائيلية أيضاً تشتهر بإطلاق النار على القوارب، وهو ما تنتج عنه وفيات.

قيود ثقيلة تفرضها إسرائيل كالمسافة التي بإمكان الصيادين الذهاب إليها، ونوع السمك الذي يمكنهم اصطياده/ رويترز
قيود ثقيلة تفرضها إسرائيل كالمسافة التي بإمكان الصيادين الذهاب إليها، ونوع السمك الذي يمكنهم اصطياده/ رويترز

يقول الصياد أحمد جمال أبو حمادة للموقع الأمريكي: "الصيادون أشخاصٌ مسالمون. نحن لا نحمل سلاحاً، أو أحجاراً أو سكاكين. إننا نخرج للعمل، لننفق على عائلاتنا".

فُرِضَ هذا الحصار، لأن غزة تحكمها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تراها إسرائيل "منظمة إرهابية". لكن هذا أيضاً يؤثر في نوع السمك الذي بإمكان الصيادين اصطياده. فكلما اقتربت من الشاطئ قلَّت كمية وجودة السمك، وقلَّت الأرباح. ولهذا بحث الناس مثل حسن، عن حلول بديلة.

المزارع السمكية.. الحلول البديلة

قرَّر حسن أن يفتح مزرعة سمكية في عز الحصار في عام 2008، فضلاً عن تقلُّبات الحظ، وأخطار البحر المفتوح. يقول حسن محمود الشاعر، صاحب مزرعة Fish Fresh السمكية: "بدأنا بثمانين ألف سمكة، ثم انتقلنا إلى 200 ألف، ثم إلى 300 ثم 400، والآن نقف عند 1.5 مليون سمكة، وإن شاء الله في هذا العام سنصل إلى مليوني سمكة".

تُحتضن الأسماك ثلاثة أشهر قبل أن تقضي عاماً في مسابح كبيرة، لكي تنمو حتى النضج. ينتج حسن من 25 إلى 30 طناً من السمك شهرياً، معظمها من سمك الدنيس البحري.

اعتاد حسن إنتاج ثلث أكثر. لكن في ظل البطالة التي تصل نسبتها إلى 50%، ومستويات الفقر المرتفعة، الطلب في غزة محدود. يشعر حسن بأن عمله قد ينمو إذا فُتحت له الحدود وأصبح له منفذ للتصدير.

يقول حسن: "أريد أن أوسّع أعمالي، واستأجر مزيداً من العمال، وأجلب مزيداً من الأشياء لأفتح مصنعاً للتونة، لكن ليس لدينا طريق؛ فالمعابر مغلقة، وليس لدينا مطار. ليس لدينا شيء". 

حتى الآن، يوظِّف حسن 70 شخصاً ويتمكن من جني أرباح ببيع كيلو السمك بنحو 5 دولارات أمريكية. أسماك الدنيس البحري مفضلة في غزة وتُقدَّم في كثير من المطاعم المحلية لمن يستطيعون تحمُّل تكلفتها.

الناس بالكاد تتحمل شراء الأسماك

بالعودة إلى البحر، يتمكن هؤلاء الصيادون من صيد مجموعة من الحبار والسردين والدنيس البحري على بُعد 9 أميال بَحرية من الشاطئ. لكن الصيد شيء والبيع شيء آخر.

محمود حسني أبو حصيرة، تاجر السمك/ BI
محمود حسني أبو حصيرة، تاجر السمك/ BI

يقول محمود حسني أبو حصيرة، تاجر السمك: "الموقف يؤثر فينا. مثلما ترى، أنت تقف بسوق سمك في قطاع غزة، ولا يوجد أي زبون أو ناس يشترون السمك". 

وأضاف أبو حصيرة: "من 15 عاماً، كنا نبيع من 300 إلى 400 كيلوغرام يومياً. اليوم، لسوء الحظ، نبيع من 20 إلى 30 كيلوغراماً، وعندما نبيع 40 كيلوغراماً يكون يوماً جيداً".

يختتم محمود حديثَه بالقول: "تغيرت الأمور. لم نعد قادرين على البيع، فنحن نعيش تحت الحصار، والناس لا يمكنها تحمُّل تكلفة الطعام أو شرائه. لسنا قادرين على البيع. في الماضي كنا نشتري ونبيع، لكن هذا لم يعُد قائماً اليوم".

تحميل المزيد