كيف تسعى عُمان لتستعيد دور الوسيط في خلافات الشرق الأوسط؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/12/05 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/05 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي/ رويترز

يبدو أنَّ سلطنة عمان تسعى لاستعادة دور الوسيط في قضايا الشرق الأوسط والعمل على تهدئة التوترات الإقليمية. 

كانت الدولة الخليجية قد توسطت بنجاح في العديد من الخلافات في الماضي، وحاولت الحفاظ على موقف حيادي إزاء القضايا الإقليمية، بحسب تقرير لصحيفة The Independent البريطانية.

في هذا السياق، سافر وزير الخارجية العماني يوسف بن علاوي إلى إيران هذا الأسبوع، وعقد اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين كبار. 

قال الوزير إنَّ جميع الأطراف وافقت على أنَّ الوقت قد حان لتسوية النزاع في اليمن، وهناك "دلائل واعدة" و "فرصة حقيقية" لجمع الفرقاء وإنهاء الحرب. 

لماذا تتحرك عمان بهذه الطريقة؟

في أثناء استضافة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لنظيره العماني في العاصمة طهران، دعا ظريف لتهدئة التوترات في منطقة الخليج، وأشار إلى أنَّ بلاده تنظر بجدية في خطة تحقق هذا الهدف.  

تأتي زيارة طهران عقب أسبوع من عقد كبير الدبلوماسيين العمانيين اجتماعاً مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو في واشنطن. 

خلال الاجتماع، أكد بومبيو أنَّ بلاده ستواصل العمل مع عمان، لدعم الحل السياسي للأزمة اليمنية. 

إيران دول الخليج مبادرة السلام مضيق هرمز
هذه الزيارة هي الثالثة لوزير الشؤون الخارجية العماني لطهران خلال الأشهر التسعة الأخيرة/رويترز

في هذا السياق، قال جورجيو كافييرو، المدير التنفيذي لشركة Gulf State Analytics، في تصريح لصحيفة The Independent البريطانية "بالنسبة لمسقط هذه الحرب الدائرة تشكل أخطر تهديد على أمنها القومي، ولهذا لطالما اعتبرت القيادة العمانية تسوية الصراع في اليمن أولوية قصوى". 

وأضاف أنَّ عمان ترى الحرب التي شنَّها التحالف العربي بقيادة السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن كانت غير موفقة، لأنه لا يمكن إنهاء الأزمة في اليمن عسكرياً. 

بالنظر إلى أنَّ الحرب اليمنية لها دور بارز في التوترات بين الرياض وواشنطن وطهران، فإنَّ صياغة حل دبلوماسي لهذا الصراع من شأنه أن يفسح المجال لمزيد من الشراكات بين الأعداء اللدودين. 

دور عمان الدبلوماسي

من خلال الحفاظ على موقف حيادي من غالبية النزاعات الإقليمية، نجحت عمان في الظفر بمكانة مميزة للعمل كمُيسر دبلوماسي في المنطقة، إذ ساعدت السلطنة في انطلاق المفاوضات النووية التاريخية من خلال تسهيل الاجتماعات السرية بين كبار المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين، التي مهَّدت الطريق لعقد المفاوضات الثنائية.  

من جانبه، رجَّح علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، أنَّ الملفات التي ستعمل عمان عليها هي الحرب في اليمن، وبدء حوار أمني إقليمي؛ لأن الوسطاء الآخرين يركزون على قضايا أخرى. 

في تصريح لصحيفة The Independent، قال فايز: "لا تزال فرنسا تحاول تهدئة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران لإنقاذ الاتفاق النووي، فيما يبدو أنَّ سويسرا تركز على مصير السجناء في كلا البلدين، أما الكويت فهي المتحاور الأساسي في العلاقات بين السعودية وإيران". 

ردود فعل متباينة في مجلس التعاون الخليجي من الدور الدبلوماسي العماني في اليمن

في ظل الأوضاع الحالية فإنَّ أية جهود دبلوماسية بناءة مرحب بها. وبعد أن أوشكت الأزمة على التحول لصدام كارثي مرتين خلال الأشهر الستة الماضية، أصبح هناك دافع جديد للوصول لسبل جديدة للتهدئة. 

منذ أن اتّخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً أحادياً بالانسحاب من الاتفاق النووي العام الماضي، تصاعدت حدة التوترات بين واشنطن وطهران سريعاً، حتى إنَّ العدوَّين القديمين أصبحا على شفا مواجهة عسكرية خلال الصيف الماضي.      

يُذكر أنَّ هذه هي المرة الثانية التي يزور فيها وزير الخارجية العماني إيران خلال الأشهر الأخيرة. إذ أُوفِد إلى طهران في شهر يوليو/تموز الماضي. 

تحميل المزيد