"هل لديك هاتف محمول؟ إذاً أنت تحمل قطعة من إسرائيل هنا، هل تعلم ذلك؟"، هذا ما قاله رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً في أحد المؤتمرات الصحفية موجهاً كلامه لأحد الصحفيين، وذلك بمعرض تباهيه في الصناعة الإسرائيلية في مجالات عدة من بينها الهواتف، وجاء التصريح في وقت يعمل فيه "عربي بوست" على تحقيق يتأكد من صحة مزاعم متعلقة بوجود تطبيق إسرائيلي مثبّت مسبقاً على أجهزة واحدة من كبرى شركات الهواتف المحمولة في العالم دون علم المستخدمين.
التطبيق الإسرائيلي يدعى "AppCloud"، ويقوم باستعراض مقترحات تطبيقات الألعاب لتثبيتها على أجهزة مستخدمي الشركة الكورية الجنوبية Samsung، إلا أن موقع "smex" (المختص بحقوق المستخدم الرقمية) كان أول من أثار مخاوف بشأن الخصوصية وأمان البيانات الشخصية لذلك التطبيق، بعد أن وصفه بأنه "متطفل"، وأن دوره قد يتعدى تقديم اقتراحات تطبيقات الألعاب، الأمر الذي دفع إلى التأكد من صحة هذه المعلومات والتحقق منها.
عدم قدرة المستخدمين على إلغاء تثبيته، هو ما يميز هذا التطبيق التابع للشركة الإسرائيلية IronSource، ومقرّها في تل أبيب. ويتضح عند التأكد من بعض هواتف سامسونج، أنه لا يمكن حذف أو إلغاء تثبيت هذا التطبيق.
بحسب ما رصده "عربي بوست"، فإن تطبيق Appcloud في سامسونج موجود على أجهزتها بإحدى طريقتين:
- مثبّت مسبقاً عند الشراء، وذلك بحسب موديلات بعض الأجهزة التابعة لسامسونج.
- يثبّت لاحقاً، بعد طلب تحديث لنظام الهاتف.
توضح الصورة التالية، أن التطبيق مثبّت على أحد أجهزة سامسونج، ولا يمكن حذفه، في حين أن تطبيقات أخرى مثل "واتساب" و"تويتر"، وغيرها، يتوفر فيها خيار الحذف.

وللعثور على التطبيق، والتأكد من عدم وجوده على جهازك، اتبع الخطوات التالية:
1- اذهب إلى الإعدادات
2- اذهب إلى التطبيقات Apps
3- اكتب في البحث AppCloud، مع عدم وجود مسافة بينهما.
اضغط على الصورة في الأسفل لاستعراض الطريقة 👇
وعند البحث، تبيّن أن الموقع الرسمي لمجتمع مستخدمي سامسونج التابع للشركة، شهد شكاوى من مستخدمين بسبب وجود التطبيق على هاتفهم، متسائلين عن طريقة حذفه، وكذلك على موقع Reddit الشهير للاستفسارات والأسئلة، معبّرين عن سخطهم بعد إجراء تحديث للنظام ونزول التطبيق بعد ذلك، بسبب عدم إمكانية حذفه.
أجهزة سامسونج المثبّت عليها التطبيق والأسواق المستهدفة
عند تتبع وجود تطبيق Appcloud في هواتف سامسونج، يتبين أنها موجودة في بعض الهواتف المطروحة حصراً في أسواق غرب آسيا وشمال أفريقيا (أي مناطق دول الشرق الأوسط).
زار مراسلو "عربي بوست" متاجر عدة في تلك البلدان، للتأكد من وجود التطبيق في هواتف سامسونج المعروضة للبيع، ووجدوها بالفعل مثبتة مسبقاً قبل البيع، ولا يمكن حذفها، وذلك في المعارض التي تخصص هواتف مفتوحة للعرض أمام المشترين.
مراسلون في دول مثل الأردن ومصر والمغرب وسوريا ولبنان والعراق وتركيا، أكدوا وجود هذا التطبيق في هواتف سامسونج في متاجر البيع وأخرى اشتراها المستخدمون.
كان تطبيق آب كلاود مثبّتاً مسبقاً قبل الشراء، تحديداً على هواتف Galaxy A وGalaxy M، وهي هواتف سامسونج التي تُعدّ من الفئات الاقتصادية، المطروحة على المستهلكين من أصحاب الفئة متوسطة الدخل.
حاول "عربي بوست" الحصول على إحصائيات متعلقة بمبيعات سامسونج لتلك الفئتين، إلا أنها تُعطي نظرة عامة عن أداء أقسامها الكبيرة فقط في تقاريرها السنوية، وليس لكل سلسلة هاتف على حدة.
كما أن كشف ربحية فئات محددة من الهواتف، قد يكشف تفاصيل استراتيجية للسوق، ما قد يُضر بالمنافسة بالنسبة لشركة سامسونج، بالتالي فإنها لا توفر تلك المعلومات.
موقع Counterpoint Research، وهو شركة أبحاث سوقية عالمية تختص بقطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات، نشر في تقرير سابق له، أن تقديرات أداء سامسونج من فئتي Galaxy A وGalaxy M، تشير إلى أنهما من بين أفضل أربعة هواتف أندرويد مبيعاً في الربع الأول من 2025 في العالم.
بحسب الموقع ذاته، فإن شحنات Galaxy A تبلغ حوالي 89 مليون وحدة، وتسعى سامسونج لتخطي 100 مليون وحدة مباع خلال عام 2025.
كما بحث فريق "عربي بوست"، إمكانية تثبيت هذا التطبيق بشكل مسبق أو مع تحديث النظام في كل من أمريكا ودول أوروبا، إلا أنه لم يعثر على التطبيق على أي من أجهزة سامسونج في تلك الدول.
في دولة المغرب، وجد مراسل "عربي بوست"، أن التطبيق مثبّت على أجهزة سامسونج من الموديلات المذكورة، وتبيّن أن مؤسسات حكومية تمنح موظفين أجهزة منها، وعند سؤال عدد من الموظفين في وزارات مختلفة ممن حصلوا على تلك الموديلات من هواتف سامسونج، تأكّد أن بعضها مثبّت عليه تطبيق AppCloud.
ولأمن المصادر وحفاظاً على وظائفها، طلب أولئك الموظفون عدم الكشف عن هويتهم أو الوزارات التي يعملون بها، موضحين أن كل مؤسسة حكومية لها صلاحية التعاقد مع موزع للهواتف التي تستخدم من أجل العمل.
Appcloud في سامسونج
عند العودة إلى تاريخ الشراكة بين سامسونج والشركة الإسرائيلية IronSource، فإنها بدأت في عام 2022، حين وقّعتا اتفاق شراكة بشأن منصة "Aura" التي يُعدّ AppCloud جزءاً منها.
تطبيق AppCloud طوّرته شركة IronSource الإسرائيلية قبل أن تستحوذ عليها شركة Unity الأمريكية في العام ذاته الذي قامت سامسونج بتوقيع الشراكة مع IronSource.
بعد الاندماج، ما تزال الشركة تعمل بإدارة مباشرة من مديرها التنفيذي ذاته، ويدعى تومر بار زئيف، وهو إسرائيلي أسس الشركة في تل أبيب، وما يزال يعمل في مجلس إدارة IronSource.
ويؤكد الموقع الإلكتروني الرسمي لـIronSource، الذي بات تابعاً للموقع الرسمي لـUnity، أن مقر الشركة في تل أبيب، وأنه يطلب وظائف للعمل من هناك.
الحد من فعالية التطبيق
رغم عدم توفير سامسونج خيار حذف تطبيق AppCloud أو Aura، إلا أنه يمكن الحد من فعاليته في الجهاز، بحسب خبير تقني تواصل معه "عربي بوست".
ولإلغاء تفعيل التطبيق للحد من فعاليته في جهازك، اتبع الخطوات التالية:
هذه الطريقة لا تحذف التطبيق بشكل نهائي من الهاتف، لكن اقترح أحد المطورين طرقاً أخرى وصفها بالأكثر تعقيداً للتخلص من التطبيق نهائياً، يمكنك متابعتها بالضغط على هذا الرابط، لكنه أشار إلى احتمالية تكرار تثبيت التطبيق مجدداً مع كل تحديث لنظام الهاتف تقوم به.
العلاقة بين Aura وAppCloud
يتبع AppCloud، إلى المنصة الأوسع "Aura"، ويُعدّ جزءاً منها، وهي تقول إنها توفر خدمة أخرى للمستخدمين، وهي إبراز التطبيقات التي يريدونها بين التطبيقات الأخرى لسهولة الوصول إليها، لكنها مثبّتة أيضاً بشكل مسبق على بعض أجهزة سامسونج، ولديها إمكانية الوصول إلى بيانات المستخدم، كما أقرت سامسونج ذاتها بما يتعلق بتطبيقات الطرف الثالث.
تقول منصة Aura المهتمة بسلوك المستخدم، في موقعها الرسمي على الإنترنت، إنها مدمجة في 2 مليار جهاز حتى الآن وأنها تستهدف الوصول إلى 4 مليارات جهاز، الأمر الذي يثير كذلك المخاوف ذاتها المتعلقة بالخصوصية وأمن المعلومات الشخصية، وأن الأمر يتجاوز تثبيت تطبيق AppCloud التابع لها.

وفي معرض بيان من شركة سامسونج رداً على أسئلة "عربي بوست"، أوضحت الشركة أن AppCloud هو تطبيق أو خدمة موجهة للمستخدم ضمن منصة Aura الأوسع.
وأضافت أن Aura تمثل مجموعة كاملة من الحلول من IronSource، موجهة لمشغلي الاتصالات ومصنعي الأجهزة (OEMs) مثل سامسونج، وتعمل على تمكين اكتشاف التطبيقات وتفاعل المستخدمين طوال دورة حياة الجهاز.
أما شراكة سامسونج، فهي مع IronSource بشأن حزمة حلول Aura، التي يُعد AppCloud أحد مكوناتها.
ولاحظ "عربي بوست"، أنه يصعب الوصول إلى مكان تنزيل Aura في الجهاز، على عكس AppCloud، فهي مدمجة مع نظام تشغيل الجهاز، بحسب الاتفاقية مع سامسونج.
هل يمثل AppCloud تهديداً للخصوصية؟
تثبيت أي تطبيق دون موافقة من المستخدم، يعدّ انتهاكاً لأحكام اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي وقوانين حماية البيانات ذات الصلة في دول منطقة WANA، وهي دول غرب آسيا وشمال أفريقيا (الشرق الأوسط بالمصطلح السياسي).
ويتضح من خلال اللوائح، أنه "يجب أن تُمنح الموافقة من خلال فعل إيجابي واضح يُنشئ إشارة مُقدمة بحرية ومحددة ولا لبس فيها إلى موافقة صاحب البيانات على معالجة البيانات الشخصية المتعلقة به".
وجاء في الأحكام أيضاً أنه يجب أن تتوفر خاصية حذف التطبيق أو التراجع عن إعطاء موافقة على استخدام بياناته "بالسهولة ذاتها التي تم منحها"، وذلك في حال إعطائه الموافقة على شروط الاستخدام بشكل واضح.
المخاوف المتعلقة بالتطبيق الإسرائيلي، متعلقة أيضاً بأنه يمكن له جمع بيانات حساسة مثل الموقع، وبصمات الأجهزة، وعناوين IP دون موافقة واضحة من المستخدمين.
ولا يتوفر لتطبيق AppCloud اتفاقية مستخدم منفصلة متاحة للعامة، لكن المعلومات الخاصة به يتم تضمينها ضمن سياسات الخصوصية العامة لشركة IronSource، والتي أصبحت جزءًا من شركة Unity.
وبحث "عربي بوست" في اتفاقية الاستخدام العامة لشركة IronSource الإسرائيلية، وهي المطوّرة والمالكة لتطبيق AppCloud، ليتبيّن أنها تُقرّ بأنها تجمع معلومات المستخدمين المتعلقة بـ:
عنوان بروتوكول الإنترنت (IP)، ومعرّف الإعلانات، ومعرّف يتم إنشاؤه ذاتياً ويكون فريداً لتطبيق معين، بالإضافة إلى معرّفات تكون فريدة فقط لتطبيقات المطوّر نفسه، وغيرها.

الأستاذ في الأمن السيبراني في الأردن، أحمد العمري، قال لـ"عربي بوست"، تعليقاً على المعلومات التي توصلتْ إليها، إنه بعد اطلاعه على تطبيق AppCloud، بإمكانه أن يؤكد أنه من تطبيقات الطرف الثالث المثبتة مسبقاً، التي بإمكانها جمع معلومات من المستخدمين بطرق قد تثير مخاوف جدية حول جمع المعلومات وخرق الخصوصية.
وقال إن تطبيقات الطرف الثالث مثل AppCloud، تطلب العديد من صلاحيات الوصول إلى البيانات المخزنة في أجهزة الاتصال وقائمة التطبيقات وعادات الاستخدام وحتى معلومات فنية عن الجهاز المستخدم مثل IMEI ورقم الهاتف، وبيانات الشبكة، وأحياناً الموقع.
وأكد أن ذلك يمنح البرمجيات مثل AppCloud قدرة على جمع كم كبير من البيانات الوصفية والسلوكية.
أما عن الشركة المطورة للبرمجية وهي IronSource الإسرائيلية، فقال إنها "تعتمد بشكل كبير على جمع وتحليل بيانات المستخدمين لتسهيل استهداف الإعلانات في حملات التسويق للتطبيقات والخدمات الرقمية، وهذا يثير الريبة في إمكانية استخدام هذه البيانات والتحليلات لغايات عسكرية أو لغايات أخرى غير المعلنة"، وفق تقديره.
وأوضح العمري أن "الخطورة تكمن ليس فقط فيما تم جمعه وتحليله من بيانات، وإنما في كيفية جمعها ومشاركتها، بالرغم من أن شروط الموافقة التي يجيزها المستخدم لجمع هذه البيانات قد لا تكون الموافقة واضحة وشاملة بما فيه الكفاية، فقد يوافق على شروط الخدمة دون أن يدرك حجم البيانات التي يتم جمعها وكيفية مشاركتها".
وتابع بأن "الحد الأدنى من جمع البيانات قد لا يكون واضحاً، مما يتيح لهذه التطبيقات جمع بيانات أكثر مما هو ضروري للغرض المعلن".
أما فيما يخص عدم إمكانية حذف التطبيق، فعلق بالقول، إن "التطبيقات التي لا يمكن حذفها تعرف باسم (Bloatware) أو (البرامج المثبتة مسبقاً)، وفي الغالب فإن البائع يضع شروطاً قبل شراء الهاتف، والمستخدم يوافق دون أن ينتبه أو يكون مرغماً على وجود البرنامج كما هو مُقدّم من قبل الشركة المصنعة (سامسونغ) وشريكها (مشغل الشبكة في بعض الأحيان)".
ولفت إلى أنه "لا توجد قوانين في معظم دول العالم تفرض على المصنّع منحك القدرة على حذف أي تطبيق. ومع ذلك، فإن القوانين الحديثة مثل GDPR في الاتحاد الأوروبي تعطي للمستخدم "الحق في الاعتراض" (Right to Object) على معالجة بياناته لأغراض التسويق المباشر، إذا كان التطبيق يجمع البيانات لهذا الغرض وليس لديك خيار تعطيله أو إزالته".
أما عن الخيارات المتاحة للمستخدم، فأكد الطريقة التي ذكرناها سابقاً بـ"تعطيل" (Disable) التطبيق، وهذا يمنعه من العمل أو الظهور في قائمة التطبيقات، وقد يوقف جمع البيانات، ولكنه أكد أيضاً أن هذه الطريقة لا تزيل التطبيق تماماً من ذاكرة النظام، وقد يعود أيضاً بعد أي تحديث لنظام الهاتف.
وقال العمري، إنه فيما يتعلق بالمخاوف في منطقة WANA غرب آسيا وشمال أفريقيا، فإن مجرد وجود تطبيقات من شركات إسرائيلية مثبتة مسبقاً على أجهزة تباع في منطقة ذات حساسية سياسية وقومية عالية، يثير مخاوف عدة متداخلة بأنه يمكن أن تستخدم لأغراض تتجاوز التسويق التجاري، مثل التحليل الاستخباراتي أو بناء ملفات عن السكان في مناطق معينة.
وأكد أنه "في ظل حالة العداء والحروب المشتعلة، تنعدم الثقة في أن تكون نوايا شركة مقرها في إسرائيل تجاه مستخدمين في دول عربية وإسلامية نزيهة بحتة لأغراض تجارية فقط".
وأشار إلى أنه "فيما يتعلق بالمخاوف الأخلاقية والاقتصادية، فإن هذه التطبيقات تجبر المستخدم على استخدام منتج الخصم من دولة تعتبر معادية، على أجهزتهم الشخصية دون خيار رفضه، وهو أمر يمس الكرامة الشخصية والموقف السياسي، لا سيما أن شراء جهاز سامسونج يستخدم تطبيقات من إسرائيل سوف يساهم بالدعم الاقتصادي غير المباشر لشركة إسرائيلية".
سامسونج تُقرّ بالمخاوف بشأن AppCloud
أما شركة سامسونج، تواصل معها "عربي بوست"، حول المخاوف التي أثارها المستخدمون وخبراء في أمن خصوصية المعلومات، وجاء في رد موظف في مكتب الرئيس التنفيذي لأحد مقارها الإقليمية بإحدى الدول العربية، ما يُعدّ إقراراً بوجود هذه المخاوف.
إذ أكد في ردّه أن تطبيق AppCloud يوجد غالباً بشكل مُثبّت مسبقاً على أجهزة سامسونج من الفئة المتوسطة والمنخفضة، مثل هواتف سلسلة Galaxy A وسلسلة M، وأن ذلك بحسب ما اطلعت عليه الشركة من تقارير من المنتديات التقنية والمدونات، وأن بعض التقارير أكدت ظهور التطبيق على الأجهزة الأعلى سعراً، ولكن بشكل أقل شيوعاً.
وعند سؤاله عن كيفية وجود تطبيق AppCloud على تلك الأجهزة، قالت إنه يمكن أن يتم تثبيته تلقائياً على الأجهزة، حتى وإن لم يكن موجوداً مسبقاً، وذلك بعد تحديثات النظام أو البرامج، وأن المستخدمون لاحظوا ظهوره تحديداً بعد تثبيت تحديثات الأمان، وأن الشركة مطلعة على تلك التقارير بهذا الشأن.
وأفاد بأنه بحسب بيانات شركة سامسونج، فإنها لا تعلن بشكل رسمي عن عدد الأجهزة التي تم تثبيت أي تطبيق عليها، لكنه أشار في رده عبر البريد، بأن الشركة اطلعت على تقارير بأن الشراكة مع IronSource/Unity نشطة في أكثر من 30 سوقاً، وتم توسيعها إلى أكثر من 50 سوقاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، باستخدام أجهزة A-series وM-series.
وتابع بأن التقارير أفادت أيضاً بأنه قد تم دمج منصة IronSource Aura، التي تتضمن AppCloud، على أكثر من 1.1 مليار جهاز سامسونج على مستوى العالم.
وتالياً ردود مكتب الرئيس التنفيذي بإحدى فروع شركة سامسونج على بعض الأسئلة الأخرى التي وجهها "عربي بوست" للشركة:
– لماذا لا توجد لدى المستخدمين إمكانية إزالة تطبيق AppCloud؟
الرد: غالباً ما يُصنَّف تطبيق AppCloud كتطبيق نظام، أو يتم دمجه بشكل عميق في نظام التشغيل. ويُعد هذا النهج ممارسة شائعة بين الشركات المصنعة لضمان عدم إمكانية حذفه بسهولة من قبل المستخدم العادي، حيث يُعتبر جزءاً من تجربة الجهاز "الجاهز للاستخدام".ويمكن غالباً "تعطيله" أو إزالة تحديثاته، لكن خيار "إلغاء التثبيت" غير متاح في العادة من خلال الطرق العادية. بعض المستخدمين المتقدمين تمكنوا من حذفه باستخدام أداة Android Debug Bridge (ADB)، إلا أن هذه الطريقة غير مدعومة رسمياً، ويمكن أن يتم التراجع عنها بتحديثات نظام لاحقة.
– كيف ترد سامسونج على مخاوف المستخدمين بشأن وجود AppCloud، وعدم القدرة على حذفه، والمخاوف المتعلقة بالخصوصية والأمان؟
الرد: لم يصدر عنا تصريح عام وشامل يعالج هذه المخاوف تحديداً. إلا أن الموقف العام للشركة، كما يظهر في صفحات الدعم والمعلومات العامة، يشير إلى أنها تقوم بتثبيت مجموعة من التطبيقات بشكل مسبق، لتوفير تجربة مستخدم متكاملة. وغالباً ما تتيح للمستخدمين إمكانية تعطيل بعض التطبيقات أو التحكم في الإشعارات. وتشير السياسات العامة للخصوصية لدى سامسونج إلى أنها تأخذ خصوصية المستخدم وأمن البيانات على محمل الجد، ولكن لا يوجد رد مفصل ومحدد بشأن AppCloud متاح بشكل علني.– هل يجمع تطبيق AppCloud أية بيانات متعلقة بالمستخدم؟ وما نوعية البيانات المجموعة، ولأي غرض، وكيف تتم معالجتها أو استخدامها؟
وفقاً لتقارير من ناشطي الخصوصية ومنصات الأخبار التقنية، فإن AppCloud (ومنصته الأم Aura) يقوم بجمع بيانات المستخدم بهدف اكتشاف التطبيقات وتقديم التوصيات. وقد تشمل هذه البيانات: أنماط الاستخدام، والموقع الجغرافي، ومعلومات الجهاز، وعناوين IP. والغاية من ذلك تقديم توصيات تطبيقات مخصصة. وتُعد طبيعة البيانات التي يتم جمعها، وآلية معالجتها أو مشاركتها مع أطراف خارجية، من أبرز النقاط التي تثير القلق لدى المستخدمين نظراً لغياب المعلومات الواضحة والمباشرة.
– هل يمكن توضيح طبيعة شراكة سامسونج مع IronSource؟تجمع سامسونج شراكة طويلة الأمد مع شركة IronSource، وهي الآن مملوكة لشركة Unity. وتتمحور هذه الشراكة حول دمج منصة Aura من IronSource في أجهزة سامسونج المحمولة.
وتهدف هذه الشراكة، بحسب البيانات الصحفية الصادرة عن الشركتين، إلى "تحسين تجربة الجهاز للمستخدمين من خلال تقديم محتوى وتطبيقات وخدمات ذات صلة مباشرة على الجهاز المحمول". كما توفّر هذه المنصة قناة جديدة للمطورين للوصول إلى المستخدمين في اللحظات الحاسمة، مثل إعداد الجهاز وتحديثات النظام.
– هل تتضمن اتفاقية المستخدم موافقة صريحة من المستخدم على تثبيت AppCloud على جهازه؟
إن اتفاقيات المستخدم وشروط الخدمة الخاصة بالأجهزة والتطبيقات المثبتة مسبقاً قد تكون معقدة. وتشير تقارير ناشطي الخصوصية إلى أن تطبيق AppCloud وممارساته في جمع البيانات غالباً لا يتم توضيحها بشكل صريح أو مباشر ضمن شروط الاستخدام، بحيث قد لا يُعد ذلك موافقة واضحة من المستخدم خلال إعداد الجهاز. ويُعد غياب الموافقة الصريحة من أبرز المخاوف التي يثيرها المستخدمون والمجموعات المعنية بالخصوصية.– هل هناك أي إجراءات تنوي شركتكم اتخاذها لطمأنة المستخدمين بشأن تطبيق AppCloud والشركة التابعة له؟
ليس لديّ أي معلومات بشأن أي إجراءات تنوي سامسونج الأم اتخاذها مستقبلًا لطمأنة المستخدمين بشأن AppCloud.
ستكون هذه المعلومات جزءاً من استراتيجية داخلية للشركة، ولن تكون متاحة للعامة. ستُعلن سامسونج رسمياً عن أي إجراءات من هذا القبيل، في حال التخطيط لها.
– هل لديكم أي معلومات بشأن احتمال استخدام بيانات المستخدمين التي يجمعها التطبيق المذكور لأغراض عسكرية أو استخباراتية؟
إن الادعاء بأن البيانات التي يجمعها التطبيق تُستخدم لأغراض عسكرية أو استخباراتية هو ادعاء خطير للغاية.
لا توجد معلومات عامة موثقة من مصادر رسمية أو موثوقة تدعم هذا الادعاء.
جميع معلومات العملاء محمية من قِبل سامسونج، ولا يمكن لأي شخص الاطلاع عليها.
ما هي تطبيقات الطرف الثالث؟
تشير شروط خدمة Samsung إلى تطبيقات الطرف الثالث، ولكنها لا تتناول AppCloud أو ironSource على وجه التحديد، على الرغم من إمكانية الوصول إلى البيانات والتحكم فيها الممنوحة لهذا التطبيق.
تطبيقات الطرف الثالث المثبتة مسبقًا (Pre-installed Third-party Apps)، مصطلح عام يُستخدم لوصف أي تطبيق من شركة خارجية يأتي مثبتاً على الجهاز عند شرائه.
تنشر شركة سامسونج على موقعها الرسمي، معلومات عن تطبيقات الطرف الثالث التي تتعاقد معها، تؤكد أن أنها "قد تعمل بشكل مستقل عنا (وقد تتضمن استخدام ملفات تعريف الارتباط والإشارات ووحدات بكسل التتبع وأدوات أخرى) وقد يكون لها إشعارات أو سياسات خصوصية خاصة بها".

وتخلي الشركة مسؤوليتها على صفحتها المتعلقة بالخصوصية، عن أي استخدام أو ممارسات متعلقة بتطبيقات الطرف الثالث، وتنصح بمراجعة سياسة الخصوصية لكل تطبيق طرف ثالث تعاقدت معه الشركة، ومتواجد مسبقاً على الجهاز قبل البيع.
وتقول على موقعها الإلكتروني: "بقدر ما يكون أي موقع إلكتروني أو جهاز أو تطبيق أو ميزة أخرى مرتبطة غير مملوك لنا أو خاضع لسيطرتنا، فإننا لسنا مسؤولين عن محتواه أو استخدامه أو ممارسات الخصوصية الخاصة به".

خلفيات عن التجسس التكنولوجي الإسرائيلي في المنطقة
لا تنفصل المعلومات المذكورة سابقاً بما يتعلق بالتطبيق الإسرائيلي، عن المخاوف المرتبطة بأن إسرائيل تتصدر الدول التي تعمل على تقنيات التجسس والمراقبة، واتهمات سابقاً بالتجسس على سياسيين وناشطين وحقوقيين وصحفيين عبر برامج مثل "بيجاسوس"، الأمر الذي أثار ضجة عالمية ومحاكمات.
بالإضافة إلى أن بعض التقارير الإعلامية، تؤكد أن الكثير من الشركات التكنولوجية الإسرائيلية أسسها ضباط سابقون في وحدة 8200، التابعة للاستخبارات العسكرية، والمتخصصة في التنصت الإلكتروني.
وهذه الشركات تعمل على تطوير أدوات اختراق للهواتف، والحواسيب، والشبكات، وحتى منصات التواصل، وأبرزها:
- NSO Group: المطورة لبرنامج Pegasus.
- Candiru: تطور برمجيات خفية لاختراق أجهزة ويندوز وماك وأندرويد.
- Cellebrite: المتخصصة في أدوات استخراج البيانات من الهواتف المحمولة عند حيازتها جسدياً.
-Toka: أسسها مسؤولون إسرائيليون سابقون، متخصصة في "التجسس على إنترنت الأشياء" (الكاميرات، الأجهزة الذكية، الشبكات).- AnyVision (حالياً Oosto): تعمل على تقنيات التعرف على الوجوه، وتُتهم باستخدامها في مراقبة الفلسطينيين.
ومعظم تلك الشركات تعمل تحت إشراف وزارة الحرب الإسرائيلية التي تمنح تراخيص التصدير، بحسب ما أكده تقرير سابق لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.
وسبق أن فرضت الولايات المتحدة قيوداً على بعض تلك الشركات الإسرائيلية، وفتحت شركات مثل فيسبوك وآبل دعاوى قضائية ضدها.