برزت مؤسسة "وورلد سنترال كيتشن" الأمريكية مؤخراً بجهود توفير وتحميل المساعدات الإنسانية التي من المزمع نقلها بحراً إلى قطاع غزة، بل ليتجاوز دورها إلى حصول المطبخ العالمي في غزة على ترخيص من حكومة رام الله لبناء رصيف بحري شمال القطاع، بحسب الانفراد السابق لـ"عربي بوست"، من أجل استقبال سفن الإغاثة، الأمر الذي لفت الانتباه لنفوذها وعلاقاتها مع الدول.
شركة إنشاء رصيف غزة، World Central Kitchen، أو المعروفة اختصاراً بـ"WCK"، حظيت بسمعة كبيرة مؤخراً، لا سيما بعد جهودها في حرب أوكرانيا، لتقوم بتوزيع الوجبات الغذائية الإنسانية هناك، إلى جانب دورها الحالي بما يتعلق بحرب غزة، من خلال تنسيق جهودها مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا والإمارات والسلطات في قبرص.
وفق ما كشفه دبلوماسي قبرصي كبير لموقع "يورونيوز"، فإن خطة إرسال مساعدات بحرية إلى غزة لم تتحقق حتى تدخلت واشنطن التي أقنعت إسرائيل بالسماح باستخدام ساحل غزة للأغراض الإنسانية ووصول المساعدات الإغاثية، الأمر الذي برزت فيه الشركة الأمريكية "World Central Kitchen" كجهة قدمت استعدادها لبناء رصيف بحري على شاطئ غزة.
تظهر بذلك المؤسسة الخيرية الأمريكية كجهة منفذة للمخطط الذي أعلنت عنه إدارة جو بايدن، بنقل المساعدات بحراً إلى غزة بشرط تفتيشها من الإسرائيليين، إلى جانب نقل مساعدات الحكومة الأمريكية إلى القطاع، بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.
المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والإمارات وبريطانيا وأمريكا، جميعها تقوم بتنسيق فتح الممر البحري لتوصيل المساعدات عن طريق البحر إلى غزة، من خلال مؤسسة "World Central Kitchen" كجهة منفذة لهذا المشروع، إلى جانب المؤسسة الناقلة "Open Arms" التي ستقوم سفينتها بجرّ بارجة بحرية تحمل على متنها المساعدات، التي قامت "WCK" بتحميلها بتمويل من الدول المذكورة، وفق موقع "dailykos" الأمريكي.
جهود المطبخ العالمي في غزة World Central Kitchen وإنشاء رصيف بحري
بحسب ما تعلنه عن نفسها، في موقعها الإلكتروني، فإن الشركة الأمريكية "WCK" مؤسسة خيرية، مختصة بتوفير الطعام للسكان الذين يعانون من الأزمات حول العالم، أسسها الشيف الإسباني-الأمريكي خوسيه أندريس، صاحب سلسلة مطاعم "ThinkFoodGroup"، التي تحظى بشهرة عالمية في مجال الطعام.
تملك شركة إنشاء رصيف غزة 65 مطبخاً في جميع أنحاء غزة، يديرها فلسطينيون محليون، مع خطط لإضافة 35 مطبخاً آخر على الأقل.
كما أنها قامت بتوزيع 32 مليون وجبة لأهالي القطاع حتى الآن، بواقع حوالي 350 ألف وجبة يومياً.
قبل ذلك، نشطت الشركة في كل من أفغانستان وأرمينيا ومصر وغزة ولبنان والمكسيك والمغرب، ولصالح الاحتلال الإسرائيلي أيضاً، دون أن توضح طبيعة ما فعلته هناك.
أندريس وزوجته باتريشيا هما مؤسسا "المطبخ المركزي العالمي"، عقب زلزال هايتي عام 2010، الذي أودى بحياة حوالي 300 ألف شخص.
ومنذ ذلك الحين استجاب للعديد من الكوارث الطبيعية والحروب في الولايات المتحدة وخارجها. من بينها تقديم وجبات الطعام إلى المتضررين من الحرب ضد روسيا، وللأشخاص الذين يتعاملون مع الحرائق في تشيلي.
تعد الجمعية أكبر برنامج تغذية طارئ على الإطلاق أنشأته مجموعة من الطهاة، حيث قدمت أكثر من 350 مليون وجبة منذ تأسيسها.
من اللافت دورها منفردة كمنظمة إغاثية بتوفير المساعدات الإنسانية بعيداً عن الجهود الأممية في ذلك، إلى جانب الاهتمام بها على الصعيد الرسمي الأوروبي والإعلام الغربي، بشأن إرسال المساعدات بحراً إلى غزة، كخيار بديل عن فتح معبر رفح أمام شاحنات المساعدات.
تعدى دور الشركة الخيرية الجانب الإغاثي، لتقوم بحسب مصادر "عربي بوست" بتقديم طلب إلى حكومة رام الله الفلسطينية، للحصول على ترخيص لإنشاء لسان بحري، ولكن عبر الاتفاق مع شركة مقاولات محلية في قطاع غزة تدعى "الخيسي"، التي ستقوم بدورها بتنفيذ المشروع، لا سيما أن الشركة الأمريكية غير مختصة بذلك.
دفع الأمر بموقع "عربي بوست" للبحث بشأن هذه المؤسسة صاحبة الانتشار العالمي، ليتبيّن أن الشكوك والفضائح تحوم حولها، بما يتعلق باتهامات تحرش جنسي، وشبهات فساد، وتقصير بالسلامة العامة، وسط حالة الحرب التي يعمل فيها موظفوها.
غسيل السمعة
أحدث انتقاد لجهود هذه الشركة جاء في بيان لمسؤول في منظمة أوكسفام لمكافحة الفقر، يدعى سكوت بول، الذي قال إن عمليات الإنزال الجوي الأخيرة التي تقوم بها شركة "WCK" من خلال الأردن وأمريكا "تخدم في الغالب تخفيف ضمائر كبار المسؤولين الأمريكيين، الذين تُسهم سياساتهم في الفظائع المستمرة في قطاع غزة، وخطر المجاعة فيها".
الانتقاد السابق ليس الأول من نوعه لهذه المؤسسة، فعند الرجوع إلى ما تناولته الصحافة الأمريكية خلال الأعوام السابقة تتضح انتقادات طالتها بما يتعلق بتقصيرها بالاهتمام بالسلامة العامة في العمل الإغاثي وظروف عمل الموظفين.
تجاهل أولويات السلامة
سلط تقرير سابق لموقع "abc news"، الضوء على الانتقادات لمؤسسة WCK" فيما يتعلق بظروف سلامة الموظفين، لتنقل شهادات لعاملين سابقين في هذه المنظمة الخيرية.
على مدى العامين الماضيين يقول الموظفون والمقاولون الحاليون والسابقون إن WCK تفتقر إلى بروتوكولات السلامة الرسمية، وأصبح الأمر من الصعب تجاهله.
نقل الموقع الأمريكي عن شخص يدعى سيشاشلام، الذي اعتاد على إعطاء دورات تدريبية صارمة خلال سنوات عمله مع منظمات غير ربحية أخرى للإغاثة في حالات الكوارث، إنه صُدم لأن WCK لم تقدم أي إحاطة أو معدات تتعلق بالسلامة في طريقها إلى جهود الإغاثة في زلزال تركيا، ولا حتى توفير قبعة صلبة لحماية الرأس، في حالة وقوع شيء ما على الموظفين، ولا سترة ذات ألوان عاكسة، ولا حتى قناع KN95 أو ما يعادله للحماية من الملوثات مثل الأسبستوس.
بدلاً من ذلك، أرسل أندريس رسالة إلى مجموعة الدردشة الجماعية على تطبيق واتساب الخاصة بالفريق التركي، يطلب منهم تجاهل أوامر المسؤولين الأتراك لتجنب مناطق الانهيارات الأرضية.
وكتب في الدردشة الجماعية، وفقاً للقطة شاشة للرسالة: "نحن لا نهتم بالمسؤولين.. نحن نهتم بالناس"، واصفاً موظفيه بأنهم "مقاتلو الغذاء".
رداً على الانتقادات، أقر الشيف أندريس في تصريحات إعلامية بأن "الرجال والنساء في المطبخ المركزي العالمي لا يتبعون خطة، بل يتكيفون دائماً"، وفق تعبيره، في حين صدر بيان للمنظمة بأنها "قامت مؤخراً" بتعيين أول رئيس لمسؤولي السلامة والأمن، مضيفة: "مع ذلك، هناك مخاطر كامنة في أعمال الاستجابة للأزمات".
الأمر يثير تساؤلات بما يتعلق بجهود المؤسسة في الإنزالات الجوية التي جرت في غزة، إذ تسببت مساعدات أُلقيت جواً -يقال إن شركة "WCK" شاركت فيها- بسقوط شهداء وجرحى فلسطينيين، في 8 مارس/آذار 2024، إثر عدم فتح بعض المظلات التي تحمل المساعدات، وسقوطها بشكل حر على الأرض، في حين لم تُعرف حتى الآن الجهة المسؤولة عن ذلك، بسبب عدم إعلان أي طرف مسؤولية ما حصل.
مؤسسة World Central Kitchen لم تعلق بشأن دورها في إلقاء المساعدات التي تسببت بالحادثة المأساوية، لكنها أكدت لـ"عربي بوست"، من خلال مراسلتها في البريد، مشاركتها في العديد من الإنزالات الجوية للمساعدات إلى غزة.
ولم توضح إن كانت شاركت في الإنزال الجوي الذي حدث في 8 مارس/آذار 2024، في حين قالت إنها ستشارك في جميع الإنزالات الجوية التي سيقوم بها الأردن خلال جميع أيام رمضان في غزة.
تجدر الإشارة إلى أن الإنزالات الجوية في غزة التي شاركت فيها المؤسسة، هي الأولى من نوعها بالمشاركة بإنزال المساعدات جواً.
"أمن زائف للموظفين"
رئيسها الشيف خوسيه أندريس سبق أن رفض في تصريحات صحفية نقلها موقع "abc news" الانتقادات لـ"وورلد سنترال كيتشن"، بشأن عمليات الإنزال الجوي المشتركة للأغذية بين الولايات المتحدة والأردن، قائلاً إن "الناس في حالة يأس هناك"، في حين نفت عمّان مشاركتها بالإنزالات الجوية التي شهدت الحادثة المأساوية بحسب شبكة "CNN".
شارك أندريس بنفسه كذلك في إنزالات جوية أردنية فوق قطاع غزة، ونشر صوراً وفيديو على حسابه يظهر فيها خلال تحليق طائرة المساعدات فوق القطاع.
جيهان جينار، وهو متعاقد سابق آخر مع WCK في تركيا، وعمل سابقاً لدى برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، تحدث عن مواقف مماثلة، إذ قال إن التحديثات اليومية حول إحصاءات السلامة للمنظمة عبارة عن "أمن زائف" أمام الموظفين والرأي العام.
كذلك قالت المقاولة كريستينا أريولا، لموقع "بلومبيرغ نيوز"، التي عملت لدى WCK في جميع أنحاء العالم، إن المنظمة غالباً ما تضع المقاولين في مواقف خطيرة دون اتخاذ تدابير السلامة الكافية.
وشددت على أن المسؤولين في المؤسسة "لا يعاملون الناس بشكل صحيح"، وأن قادة WCK أمضوا سنوات في تجاهل الادعاءات القائلة بأن مدير الإغاثة في حالات الطوارئ كان متحرشاً جنسياً متسلسلاً.
فضائح جنسية
أبرز مديرين في مؤسسة "المطبخ العالمي" هما الرئيس التنفيذي نيت موك، والآخر مدير الإغاثة في حالات الطوارئ تيم كيلكوين، تمت الإطاحة بهما عقب اتهامات للأخير بالتحرش الجنسي بالموظفات.
بحسب وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، فإن كيلكوين تم فصله بناءً على نتائج تحقيق في الموارد البشرية حول "سوء السلوك".
وفقاً لمقابلات مع 6 نساء قلن إنه تحرش بهن على مدى سنوات، فإن كيلكوين كان في كثير من الأحيان مسؤولاً عن ترتيبات النوم للمتطوعين أثناء عمليات الإغاثة، وقلن إنه ناقش حياته الجنسية بتفاصيل واضحة مع مرؤوسيه وزملائه الآخرين، وإنه ضغط على البعض منهم للنوم في منزله أو بغرفة الفندق، وممارسة الجنس معه.
رغم مرور أشهر من بدء التحقيق في هذه الادعاءات تم إرساله إلى أوكرانيا في منصب قيادي.
رفض أندريس التعليق على هذه القصة، لكن اعترفت مؤسسة WCK بوجود "أخطاء"، بما في ذلك "الفشل في الرد على مزاعم التحرش الجنسي، وخسارة الأموال بسبب الاحتيال".
أما الرئيس التنفيذي فشارك أيضاً في مهمة أوكرانيا، واستقال من هناك، وسط حديث من العاملين بأن سبب استقالته هو "فشله في إدارة فضيحة التحرش الجنسي لزميله المقرب كيلكوين".
في يوليو/تموز 2022، غادر الرئيس التنفيذي موك بعد أن كشف التحقيق أنه كان على علم بإحدى الشكاوى في وقت مبكر من عام 2018، ولم يتخذ أي إجراء مهم، في حين أنه عزا استقالته إلى أنه "كان لدي أنا ومجلس إدارة WCK خلافات حول دور الرئيس التنفيذي".
بعد حوالي أسبوع من إعلان رحيل موك، قام الشيف أندريس بتغريد صورة لهما وأشاد بعمله. وكتب: "لا أستطيع الانتظار لأرى ما ستفعله بعد ذلك، شكراً صديقي".
وكان أندريس أيضاً مقرباً من كيلكوين، ووصفه بالصديق و"البطل الأمريكي الحقيقي" على وسائل التواصل الاجتماعي.
جلب طهاة بدون خبرة بالإغاثة
تعيين نيت موك بحد ذاته رئيساً تنفيذياً للمنظمة مثير للجدل، لا سيما أنه مخرج أفلام وثائقية، بحسب تقرير "بلومبرغ" ذاته.
يتهم موك بأنه "جلب العديد من الطهاة الذين ليس لديهم خبرة في الإغاثة في حالات الكوارث، والذين صعدوا بسرعة إلى قمة المخطط التنظيمي للمؤسسة".
من بين هؤلاء جيسون كوليس، كبير مسؤولي الإغاثة الآن، وتيم كيلكوين، الذي أصبح في النهاية مديراً للإغاثة في حالات الطوارئ وطرد بسبب فضائح التحرش الجنسي.
ولم تقدم المؤسسة قائمة المتطوعين أو الطهاة الذين لا يحظون بخبرة في المجال الإغاثي أو توضح عددهم.
التمويل وزيادة الإيرادات
بحسب ما هو معلن على موقع "المطبخ المركزي العالمي"، فإن إيراداتها زادت على أساس سنوي من 29 مليون دولار في عام 2019 إلى 270 مليون دولار في عام 2020.
في يوليو/تموز 2021، أعلن جيف بيزوس أنه سيمنح أندريس إحدى "جائزتي الشجاعة والكياسة"، بقيمة 100 مليون دولار، ليتم توزيعها على المنظمات غير الربحية على النحو الذي يراه مناسبًا.
وقال بيزوس أمام حشد من الناس تجمعوا في فان هورن بولاية تكساس: "لا توجد بيروقراطية، ولا لجان، إنهم يفعلون ما يريدون فقط"، ليصف بعد ذلك أندريس هذه المنحة بأنها "بداية فصل جديد" لـWCK.
شبهات فساد
أفادت شهادات من داخل WCK بـ"هدر محتمل لملايين الدولارات من أموال المانحين الموجهة إلى شركاء مشكوك فيهم"، بحسب تقرير بلومبرغ نيوز ذاته.
يقول الموظفون الحاليون والسابقون إن سبب ذلك في كثير من الأحيان مطالب أندريس بتقديم المزيد من الوجبات بشكل أسرع.
أفاد براباكاران سيشاشلام، وهو مقاول في تركيا تم فصله من عمله مؤخراً بعد أن أثار مخاوف من أن الشركاء في سلسلة التوريد المحلية كانوا يحتالون على WCK، بأن "عبارة نعم، أيها الشيف هي القانون داخل المؤسسة".
تقول WCK إنها قدمت أكثر من 200 مليون وجبة لضحايا الحرب في أوكرانيا منذ الغزو الروسي، العام الماضي، ومع ذلك فمن المرجح أن يكون العدد الحقيقي أقل، كما تقول كاترينا سيرديوك، المقاولة التي ساعدت في الإشراف على العمليات في جميع أنحاء أوكرانيا، حتى شهر مايو/أيار 2023.
على مدى ستة أشهر تقريباً في عام 2022، وفقاً لنسخ من تقارير متعددة، أخبرت هي ومقاولون آخرون كبار المسؤولين في WCK بأن بعض الشركاء المحليين يبدو أنهم يضخمون عدد وجباتهم بشكل كبير، ويستولون على الأموال الإضافية، ويقدمون وجبات رديئة، ليأخذوا الأموال من WCK دون صنع أي طعام على الإطلاق.
خلص تحقيق داخلي أجرته شركة "كولي إل إل بي" للمحاماة ومقرها بالو ألتو، إلى أن ملايين الدولارات قد أهدرت على هذا المنوال في عام 2016.
استقالات جماعية
شهدت المؤسسة استقالات جماعية مؤخراً، لا سيما من العديد من الموظفين القدامى، وعدد من المديرين، وأخصائي أمني.
بحسب تقرير لموقع "eater"، فإن من بين أفضل 10 موظفين رئيسيين مدرجين في أحدث إقرار ضريبي لـWCK، لعام 2022، لا يزال ثلاثة فقط يعملون في المنظمة غير الربحية.
مع ذلك، يقول ثلاثة موظفين حاليين في فريق الإغاثة التابع لـWCK، إن الوضع الراهن لم يتغير، وإنهم فقدوا الثقة في قيادة WCK، بما في ذلك أندريس والرئيسة التنفيذية الجديدة إيرين جور، لفرض مساءلة حقيقية أو تلبية معايير السلامة الأساسية للإغاثة في حالات الكوارث.
وقالت جور في بيان تعليقاً على ذلك: "إن إضافة قادة ذوي خبرة إلى فريقنا التنفيذي تظهر التزامنا بتعزيز الثقة التي سمحت لـWorld Central Kitchen بالظهور في 18 دولة هذا العام".
علاقات وثيقة مع الحكومة والمسؤولين
ظهرت المؤسسة بعلاقات قوية مع الحكومة الأمريكية، بالإضافة إلى المسؤولين الأوروبيين الذين أشادوا بالمؤسسة التي أسسها ويديرها الشيف خوسيه أندريس منذ عام 2010.
يتم تمويل هاتين المبادرتين إلى حد كبير من خلال الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA)، ويبدو أن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها السلطات القضائية المحلية أموال الكوارث التابعة للوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ لتوفير الإغاثة الغذائية من خلال مؤسسة خيرية مثل WCK.
يحظى أندريس بـ"أصدقاء في الكابيتول هيل"، كما يقول، إذ أعلن في شهر مايو/أيار 2023، أن النائب مايك طومسون وزميلته السيناتور الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا كامالا هاريس، قدما إلى جانب رعاة مشاركين من كلا الحزبين، قانون وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية لتمكين عمليات التسليم الأساسية (FEED).
دعا القانون الحكومة الفيدرالية إلى الموافقة على الخطط المحلية للتعاقد على خدمات وجبات الكوارث إلى المطاعم الصغيرة والمتوسطة الحجم والمنظمات غير الربحية طوال فترة الوباء، ما شكل دفعة كبيرة لمسيرة "المطبخ المركزي العالمي".
يحظى أندريس أيضاً بعلاقات من أعلى مستوى في أمريكا، إذ التقى مراراً الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اللذين وصفهما بأنهما "الزعيمان اللذان يحتاجهما العالم الآن".
ونشر صوره معهما عبر حسابه الرسمي في "تويتر".
والتقى الشيف أندريس بزيلينسكي في أوكرانيا خلال جهوده في توزيع الطعام مع مؤسسته، وقام الأخير بعمل نجمة للشيف على بلاطة من أرض كييف، تحمل اسمه تقديراً له.
Proud of @POTUS @JoeBiden standing alongside and supporting Ukraine @ZelenskyyUa @ZelenskaUA …..the two leaders the world needs right now…🇺🇦🇺🇸🇺🇦🇺🇸🇺🇦🇺🇸👍🏻 pic.twitter.com/UHD12QDZdo
— José Andrés 🇺🇸🇪🇸🇺🇦 (@chefjoseandres) February 20, 2023
وظهر كذلك الشيف أندريس في كثير من تغريداته عبر منصة "X" يمتدح الجيش الأوكراني، ومطالباً واشنطن بمزيد من المساعدات إلى كييف.
وقام بنشر صوره مراراً مع ضباط في الجيش الأوكراني.
لكنه يحظى بعلاقة متوترة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المرشح الحالي للرئاسة الأمريكية، وكذلك مع أبنائه دونالد جونيور وإيفانكا، ودخل في سجالات معهم مراراً على منصة "X".
وشارك أندريس وفريق مؤسسته "WCK"، بتوزيع الطعام أمام مبنى الكابيتول، بعد حادثة اقتحامه من أنصار ترامب عام 2021.
أثارت كذلك العلاقات بين "المطبخ العالمي" للشيف أندريس، مع وزارة الأمن الداخلي ICE جدلاً في أمريكا، وهي منظمة تأسست عام 2003 لإنفاذ القوانين المتعلقة بالهجرة غير الشرعية.
تتهم المنظمة بأنها مسؤولة عن معسكرات الاعتقال على حدود الولايات المتحدة للمهاجرين، التي أصبحت سيئة السمعة بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان.
ولديها أيضاً علاقات مع إدارة الهجرة والجمارك التي كانت أيضاً مسؤولة عن اعتقال وترحيل المهاجرين غير الشرعيين في بورتوريكو، وفصل العائلات عن بعضها، وإبقاء الأشخاص في الحبس مع القليل من المعلومات حول كيفية معالجة قضاياهم.
ياجايرا سافيدرا، مالكة مطعم La Morada، أخبرت موقع "Eater" بأن المهاجرين الذين لديهم مطاعم في أمريكا عندما اكتشفوا أن "المطبخ المركزي العالمي" كان يعمل مع وزارة الأمن الوطني لم يستطيعوا الاستمرار في العمل معها.
وقالت: "حقيقة أن خوسيه أندريس، وهو شخص يتمتع بامتيازات كبيرة، يأتي من طبقة ثرية، وهو مواطن، ويأتي بالكثير من الموارد التي لا نملكها تجعلنا نشعر بأنهم بحاجة إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة قبل أن يزعم أنه مؤيد للمهاجرين"، لا سيما أنه إسباني الأصل، وحصل على الجنسية الأمريكية عام 2003، "تقديراً لإسهاماته الكبيرة في مجال الطهي والخدمة الإنسانية".