دخلت طائرة عسكرية إسرائيلية إلى الأراضي المصرية نحو 100 مرة، منذ بدء الحرب على غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى تاريخ 23 فبراير/شباط 2024، ودخلت هذه الطائرة في إحدى تحليقاتها إلى عمق 172 كيلومتراً داخل مصر من جهة الحدود مع غزة، قبل أن تعود وتنفذ مهمتها فوق القطاع، بحسب ما أظهرته نتائج تتبع أجراه "عربي بوست" لنشاط الطائرة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وبعده.
الطائرة الإسرائيلية هي من طراز BOEING 707-300، وهي من بين الطائرات العسكرية التي يشغلها جيش الاحتلال، وتحمل الطائرة رمزاً تعريفياً خاصاً بها هو: HEX:738A01″، ويظهر تتبع رحلاتها في موقع "adsbexchange" أنها تقوم بالتحليق لساعات فوق قطاع غزة ومياهه، ثم تدخل مصر قبل أن تعود إلى الأراضي المحتلة.
وهذا النوع من الطائرات يمكنه القيام بمهام عدة، فبحسب شركة "All Clear" الأمريكية، التي تقدم خدمات الصيانة والتشغيل للطائرات العسكرية، فإن طائرات بوينغ 707 تستخدم من قبل الجيوش في مهمات الاستطلاع، والتزود بالوقود.
وفي العام 2013 استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي طائرة BOEING 707-300 لتجربة نظام دفاعي صاروخي، بحسب ما أشار إليه موقع flightglobal.
طائرة عسكرية إسرائيلية تدخل العمق المصري
من خلال تتبع "عربي بوست" لرحلات تحليق هذه الطائرة الإسرائيلية، فإنها نشطت بشكل مكثف منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقب الهجوم الذي شنته الفصائل الفلسطينية على مستوطنات في غلاف غزة، وفي الأيام الأولى من الحرب كانت الطائرة تحلق فوق غزة لأغراض الاستطلاع قبل أن يمتد تحليقها فيما بعد إلى داخل الأراضي المصرية.
ومنذ يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رصدنا تحليق هذه الطائرة العسكرية الإسرائيلية فوق مياه مصر عند شاطئ رفح، أما دخولها أول مرة لسماء اليابسة المصرية، فكان يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تظهر البيانات أن الطائرة حلّقت فوق المياه واليابسة المصرية معاً 38 مرة، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى 23 فبراير/شباط 2024، فيما حلّقت فوق المياه الإقليمية المصرية فقط 60 مرة، ليصل مجموع تحليقها فوق مياه ويابسة مصر إلى 98 تحليقاً منذ بدء الحرب على غزة.
كذلك أظهر رصد الفترة الزمنية لنشاط الطائرة منذ يوم 7 أبريل/نيسان 2023، وحتى 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أنها طوال هذه الفترة لم تحلق داخل الأراضي المصرية، وكانت قد اقتربت من الحدود المصرية في تحليق لها تم في شهر سبتمبر/أيلول 2023.
وفي أحدث تحليق للطائرة العسكرية الإسرائيلية فوق مصر، رصدنا الطائرة اليوم الجمعة 23 فبراير/شباط 2024، فوق مياه شاطئ رفح، وفوق يابسة المنطقة العازلة بين سيناء وقطاع غزة، كما حلقت الطائرة يوم 22 فبراير/شباط 2024، فوق المنطقة الأمنية التي بدأت مصر بتشييدها منذ يوم 9 فبراير/شباط 2024، والتي تبعد نحو 4 كيلومترات عن حدود قطاع غزة.
وفي بعض المرات دخلت الطائرة العسكرية الإسرائيلية إلى عمق واسع داخل الأراضي المصرية، وفي يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وصلت الطائرة العسكرية الإسرائيلية إلى عمق 172 كيلومتراً داخل مصر، وحلقت عند الحد الفاصل بين محافظتي الإسماعيلية وبورسعيد، ثم عادت أدراجها نحو قطاع غزة.
كذلك رصدنا وصول الطائرة العسكرية الإسرائيلية يوم 8 يناير/كانون الثاني 2024، إلى عمق 135 كيلومتراً داخل أراضي مصر، وحلقت بالقرب من قاعدة "بئر جفجفة" جنوب العريش، وذلك بعد تحليق مكثف أجرته الطائرة فوق سماء قطاع غزة.
وفي يوم 13 يناير/كانون الثاني 2024، حلّقت الطائرة العسكرية أيضاً فوق اليابسة المصرية بعمق نحو 71 كيلومتراً، وأظهر تتبع الطائرة أنها طارت فوق مطار العريش الدولي مرتين، ذهاباً وإياباً.
من التحليقات اللافتة أيضاً للطائرة داخل المصر، وصولها يوم 3 فبراير/شباط 2024 إلى القرب من مدينة نخل جنوب سيناء، والنقطة التي وصلتها الطائرة تبعد عن حدود الاحتلال الإسرائيلي 70 كيلومتراً، فيما تبعد عن الشاطئ عند العريش نحو 130 كيلومتراً.
يظهر تحليل بيانات تحليق الطائرة العسكرية الإسرائيلية فوق مصر، أنها سجلت في شهر يناير/كانون الثاني 2024 أعلى معدل في دخولها إلى الأراضي المصرية، وذلك بالتزامن مع اشتداد القتال في منطقة خان يونس التي كانت الطائرة تحلق فوقها بكثافة خلال هذه الفترة.
كذلك رصدنا دخول طائرة مجهولة إلى الأراضي المصرية صباح اليوم الجمعة 23 فبراير/شباط 2024 تحمل الرمز "DE6003″، وحلقت الطائرة بشكل مكثف فوق قطاع غزة، لا سيما فوق سماء مدينة خان يونس، قبل أن تتجه نحو الأراضي المصرية وتحلق فوق مطار العريش.
ومن خلال رصد الطائرة في مواقع تتبع الطائرات، فإن هذه الطائرة المجهولة أخفت معلوماتها، قبل أن تختفي وتتوقف عملية تتبعها.
ولا يوجد أي توضيح مصري أو إسرائيلي حول السماح لهذه الطائرة العسكرية الإسرائيلية بالدخول إلى الأراضي المصرية والسماح بوصولها إلى عمق أكثر من 170 كيلومتراً داخل مصر.
ويأتي هذا، فيما يتواصل الحرب على قطاع غزة منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبلغ عدد الشهداء حتى اليوم الجمعة، 29 ألفاً و514 شهيداً و69 ألفاً و616 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.
يتزامن هذا مع إغلاق شبه كلي لمعبر رفح بين مصر وغزة، ودخول عدد قليل جداً من المساعدات التي تزيد من أزمة الجوع المنتشرة في القطاع.