فور تصديق المحكمة الفيدرالية العليا في العراق على النتائج النهائية للانتخابات وحتى يومنا هذا، هناك أزمة سياسية مستمرة، نتيجة رغبة مقتدى الصدر الفائز الأكبر في الانتخابات الأخيرة بتشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، مع حليفيه الحزب الديمقراطي الكردستاني، أكبر وأهم الأحزاب الكردية-العراقية، والسُّنة ممثلين في "تحالف السيادة".
يقف في مواجهة هذه الرغبة الأحزاب الشيعية التقليدية المتحالفة مع إيران، متمثلة في "الإطار التنسيقي الشيعي"، بقيادة نوري المالكي، بمعارضة تامة وشرسة؛ لأنهم يريدون حكومة توافقية، أو ما أطلقوا عليه مؤخراً اسم "أغلبية واسعة وطنية".
الآن، أصبحت الكلمة الرئيسية في العراق سياسياً للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي استطاع فرض نفسه كأبرز قوة سياسية تتحكم في المشهد السياسي العراقي.
يمكن للمرء أن يجادل بأن سبب المأزق السياسي الحالي في العراق هو عناد مقتدى الصدر، وتمسكه بموقفه في محاولته لتغيير النظام السياسي العراقي الذي تم إرساؤه بقانون غير مكتوب منذ سنوات طويلة.
في هذا التقرير المطوَّل، نرصد تطورات مقتدى الصدر منذ عام 2003 وحتى اليوم، عبر رصد فريق "عربي بوست" لتحركات مقتدى الصدر في العراق، كما نقوم بمحاولة فك ضبابية رؤية الصدر السياسية للعراق، من خلال الاستعانة بالمصادر المختلفة، سواء المقربة من مقتدى الصدر، أو من معارضيه. بعبارة أخرى، هذا التقرير هو رحلة مثيرة لاكتشاف شخصية رجل الدين والسياسي المثير للجدل، مقتدى الصدر.