وصل رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد، محمد المنفي إلى مدينة بنغازي (شرق)، القابعة تحت سيطرة ميليشيا الانقلابي خليفة حفتر، في زيارة هي الأولى للمنفي، منذ انتخابه الجمعة 5 فبراير/شباط رئيساً للمجلس الرئاسي الليبي، في مدينة جنيف، برعاية الأمم المتحدة.
لم يكن في جدول أعمال زيارة رئيس المجلس الرئاسي الجديد لمدينة بنغازي لقاء الشخصيات والرموز العسكرية والسياسية، إذ كان من المفترض أن يبدأ جولته بزيارة جامعة بنغازي ولقاء بعض الشخصيات الفنية والثقافية، لكن ما حدث لم يكن كذلك.
كانت الزيارة مقررة الثلاثاء 10 فبراير/شباط 2021 لكنها أُجلت بسبب اتصال جرى بين المنفي ونجلي خليفة حفتر (صدام – خالد) طلبا منه أن يبدأ زيارته بمقر القيادة العامة في الرجمة، لإيصال رسائل سياسية مفادها أن الرئيس الجديد على وفاق مع قيادة المنطقة الشرقية، الأمر الذي رفضه الرجل.
ساعات وتلقى المنفي اتصالاً من أبوظبي -حسب مصادر "عربي بوست"- في محاولة لإقناعه ببدء زيارته لمقر القيادة العامة، لكنه أصر على الرفض، ما دفع حفتر للتراجع عن طلبه.
وما إن وصل المنفي إلى مطار بنينة، حتى وجد بعض عناصر القيادة العامة في انتظاره، واصطحبوه إلى فندق "جليانة" لعقد اللقاءات المفترضة مع شخصيات اجتماعية وفنية، وبعد أقل من ساعة من بداية اللقاء، فوجئ المنفي -حسب المصدر- بدخول خليفة حفتر مع بعض قادة الميليشيات الليبية المؤيدة له، وعلى رأسهم خالد بولغيب العقوري، وفريق إعلامي، ومصورو قناة الحدث التابعة له، في الوقت الذي قامت فيه قوات حفتر بمنع التصوير من قِبل أي جهة اعلامية أخرى، والانفراد بأخذ صورة تجمع المشير رفقة رئيس المجلس الرئاسي، تحت عنوان "رئيس المجلس الرئاسي يبدأ أولى مهامه بزيارة الرجمة".
المجلس الأعلى للدولة في ليبيا يستنكر اللقاء
وأبدى رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، استهجانه للقاء رئيس السلطة التنفيذية الجديدة محمد المنفي مع الانقلابي خليفة حفتر.
ووصف المشري، في بيان عبر فيسبوك، اللقاء الذي جرى في مدينة بنغازي (شرق)، بـ"البداية غير الموفقة".
وقال المشري: "نرفض ونستهجن البداية غير الموفقة للسيد محمد المنفي (قبل تسلم مهامه رسمياً) بزيارته لمجرم الحرب حفتر"، معتبراً "الزيارة رسالة سلبية لليبيين، ولا علاقة لها بالتوافق وجمع الوطن بعد كل ما تسبب فيه (حفتر) من دمار ومآسٍ".
وقبل أسبوع تقريباً، انتخب أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي، في مدينة جنيف برعاية الأمم المتحدة، رؤساء السلطة المؤقتة لإدارة شؤون البلاد حتى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
تضم القائمة المنتخبة المنفي رئيساً للمجلس الرئاسي، بجانب موسى الكوني وعبدالله حسين اللافي، عضوين في المجلس، وعبدالحميد الدبيبة رئيساً لمجلس الوزراء.
أمام الدبيبة 21 يوماً (منذ الجمعة) لتقديم تشكيلة حكومته إلى مجلس النواب لمنحها الثقة، وفي حالة تعذر ذلك يتم تقديمها لملتقى الحوار السياسي.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني البلد الغني بالنفط صراعاً مسلحاً، منذ سنوات، حيث تنازع ميليشيا حفتر، الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى مدنيين، بجانب دمار مادي هائل.
وشهدت البلاد انقساماً في السنوات الأخيرة بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وإدارة في الشرق يدعمها حفتر.