مصر ليست متفائلة بمفاوضات “النهضة”.. بيان: إثيوبيا تقدمت بمقترح مثير للقلق ينسف النتائج السابقة

كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية والري المصرية السبت 13 يونيو/حزيران 2020، في تصريحات للمراسلين الصحفيين إنه ليس متفائلاً بتحقيق أي اختراق أو تقدم في المفاوضات الجارية حول سد النهضة.

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/13 الساعة 15:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/13 الساعة 15:28 بتوقيت غرينتش
سد النهضة - رويترز

كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية والري المصرية السبت 13 يونيو/حزيران 2020، في تصريحات للمراسلين الصحفيين إنه ليس متفائلاً بتحقيق أي اختراق أو تقدم في المفاوضات الجارية حول سد النهضة.

وفقاً لتقارير إعلامية مصرية، قال المتحدث إن السبب في ذلك هو استمرار التعنت الإثيوبي، والذي ظهر جلياً خلال الاجتماعات التي تعقد حالياً بين وزراء الموارد المائية في مصر والسودان وإثيوبيا.

موقف إثيوبيا: كما أوضح المتحدث الرسمي أنه في الوقت الذي أبدت فيه مصر المزيد من المرونة خلال المباحثات وقبلت بورقة توفيقية أعدتها جمهورية السودان الشقيق تصلح لأن تكون أساساً للتفاوض بين الدول الثلاث، فإن إثيوبيا تقدمت، خلال الاجتماع الوزاري الذي عقد يوم الخميس 11 يونيو/حزيران 2020، بمقترح مثير للقلق يتضمن رؤيتها لقواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك لكونه اقتراحاً مخلاً من الناحيتين الفنية والقانونية.

كشف المتحدث الرسمي أن المقترح الإثيوبي، الذي رفضته كل من مصر والسودان، يؤكد مجدداً على أن إثيوبيا تفتقر للإرادة السياسية للتوصل لاتفاق عادل حول سد النهضة ويكشف عن نيتها لإطلاق يدها في استغلال الموارد المائية العابرة للحدود دون أية ضوابط، ودون الالتفات إلى حقوق ومصالح دول المصب التي تشاركها في هذه الموارد المائية الدولية.

نقاط الخلل: فيما أشار المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري عن بعض أوجه العوار في هذا الطرح الإثيوبي الأخير، مثل: 

  • في الوقت الذي تسعى فيه مصر والسودان للتوصل لوثيقة قانونية ملزمة تنظم ملء وتشغيل سد النهضة وتحفظ حقوق الدول الثلاث، فإن إثيوبيا تأمل في أن يتم التوقيع على ورقة غير ملزمة تقوم بموجبها دولتا المصب بالتخلي عن حقوقهما المائية، والاعتراف لإثيوبيا بحق غير مشروط في استخدام مياه النيل الأزرق بشكل أحادي وبملء وتشغيل سد النهضة وفق رؤيتها المنفردة.
  •  إن الطرح الإثيوبي يهدف إلى إهدار كافة الاتفاقات والتفاهمات التي توصلت إليها الدول الثلاث خلال المفاوضات الممتدة لما يقرب من عقد كامل، بما في ذلك الاتفاقات التي خلصت إليها جولات المفاوضات التي أجريت مؤخراً بمشاركة الولايات المتحدة والبنك الدولي.
  •  إن الورقة الإثيوبية لا تقدم أي ضمانات تؤمن دولتي المصب في فترات الجفاف والجفاف الممتد، ولا توفر أي حماية لهما من الآثار والأضرار الجسيمة التي قد تترتب على ملء وتشغل سد النهضة.
  •  تنص الورقة الإثيوبية على حق إثيوبيا المطلق في تغيير وتعديل قواعد ملء وتشغيل سد النهضة بشكل أحادي على ضوء معدلات توليد الكهرباء من السد ولتلبية احتياجاتها المائية، دون حتى الالتفات إلى مصالح دولتي المصب أو أخذها في الاعتبار.

المتحدث قال إن الورقة الإثيوبية هي محاولة واضحة لفرض الأمر الواقع على دولتي المصب، حيث إن الموقف الإثيوبي يتأسس على إرغام مصر والسودان إما على التوقيع على وثيقة تجعلهما أسرى لإرادة إثيوبيا، أو أن يقبلا بقيام إثيوبيا باتخاذ إجراءات أحادية كالبدء في ملء سد النهضة دون اتفاق مع دولتي المصب. 

موقف الجيش: تأتي هذه التطورات الجديدة في الوقت الذي قال فيه نائب رئيس أركان الجيش الإثيوبي الجنرال برهانو جولا، الجمعة، إن بلاده "ستدافع عن نفسها بقوة، ولن تتفاوض على حقها السيادي في سد النهضة، الذي تسبب في توتر مع مصر".

حيث اتهم جولا، في مقابلة مع صحيفة "أديس زمن" الرسمية، مصر بـ"استخدام أسلحتها لتهديد دول أخرى، ومطالبتها بعدم الاستفادة من المياه المشتركة". وتابع المسؤول العسكري الإثيوبي قائلاً: "المصريون وبقية العالم يعرفون جيداً كيف ندير الحروب متى ما أتتنا".

أضاف أن "التعاون المستقبلي بخصوص سد النهضة، الذي تبلغ تكلفة إنشائه 4.6 مليار دولار أمريكي، يجب أن يقوم على أساس عادل".

الرد المصري: ولم يصدر تعقيب فوري من الجانب المصري حول تصريحات المسؤول الإثيوبي، فيما يرى محللون أن تصريحاته تشكل تناقضاً مع تصريحات رئيس الوزراء آبي أحمد، قبل أيام بأن "الدبلوماسية يجب أن تحتل مركز الصدارة لحل القضايا العالقة".

يذكر أنه وفي يوم الخميس، عقد وزراء الري المصري والسوداني والإثيوبي، الاجتماع الثالث حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وانتهى الاجتماع بلا اتفاق بعد تحفظ مصر والسودان على الورقة الإثيوبية.

حيث قالت مصر إن "الورقة الإثيوبية تمثل تراجعاً كاملاً عن المبادئ والقواعد التي سبق التوافق عليها في المفاوضات التي رعتها الولايات المتحدة والبنك الدولي، وإنها تمثل إهداراً لكافة التفاهمات الفنية التي تم التوصل إليها في جولات المفاوضات السابقة".

اتصال مع ترامب: في السياق ذاته بحث الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، تطورات ملف سد النهضة، والمفاوضات الثلاثية الجارية حالياً بين مصر وإثيوبيا والسودان.

جاء ذلك في اتصال هاتفي، حسب بيان للرئاسة المصرية، عقب ساعات من إعلان السودان تمسك مصر بوثيقة رعتها واشنطن في فبراير/شباط الماضي ورفضتها إثيوبيا.

وأشار البيان إلى أن الاتصال تطرق لتطورات الأوضاع في ليبيا. وأوضح أنه "تم تبادل الرؤى بشأن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة والمفاوضات الثلاثية ذات الصلة".

موقف السودان: وفي وقت سابق، قالت وزارة الري السودانية، في بيان، إن مصر خلال اليوم الثاني من اجتماعات مفاوضات السد، تمسكت بوثيقة واشنطن، كأساس للتفاوض الحالي بشأن سد النهضة.

أوضحت أن "الوفد الإثيوبي وعد بتقديم مقترح متكامل (لم يوضحه) للاجتماع".

يذكر أنه في فبراير/شباط 2020 وقعت مصر بالأحرف الأولى، على وثيقة ملء وتشغيل سد النهضة برعاية واشنطن ومشاركة البنك الدولي، باعتباره اتفاقاً "عادلاً"، وسط رفض إثيوبي، وتحفظ سوداني، وإعلان مصري في منتصف مارس/آذار الماضي، عن توقف المباحثات مع إثيوبيا.

كما تتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليار.

بينما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.

علامات:
تحميل المزيد