في إيطاليا، التي يتفشى فيها فيروس كورونا وقتل الآلاف، نجا قاطنو بلدة مونتالدو تورينيس في منطقة بيدمونت شمالي البلاد حتى الآن من الفيروس، ما دفع البعض للاعتقاد بأنهم محميون بـ"المياه المعجزة" التي -وفقاً للأسطورة- شفت قوات القائد الفرنسي نابليون بونابرت.
المشهد عن قرب: تقع مونتالدو تورينيس على بعد نحو 19 كيلومتراً من تورينو، عاصمة المنطقة التي شهدت إصابة 3658 شخصاً، منذ يوم السبت 28 مارس/آذار 2020 بفيروس كورونا، وفي بيدمونت، رابع أسوأ المناطق تأثراً بالفيروس في إيطاليا، التي أُصيب فيها 8206 أشخاص منذ يوم الأحد 29 مارس/آذار 2020.
يُعتقد أن مياه إحدى الآبار في مونتالدو تورينيس وهي بلدة تضم 720 شخصاً، قد ساعدت على شفاء قوات نابليون بونابرت التي عسكرت في القرية، في يونيو/حزيران عام 1800، قبل معركة بالقرب من مارينجو، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 30 مارس/آذار 2020.
عن هذا الاعتقاد قال سيرجيو جايوتي، عمدة مونتالدو تورينيس، في تصريح للصحيفة إنه "وفقاً للقصة الشعبية، تعرض جنرالات نابوليون للإصابة بالالتهاب الرئوي، وبفضل الهواء النقي، والريف البكر، وهذه البئر أيضاً، تعافوا من مرضهم، خلال تلك الفترة، ربما تكون المياه قد ساعدتهم بالفعل، ولكن الآن البئر مغلقة وتستخدم مياهها في ري المحاصيل فقط. لا تستطيع أن تشرب منها".
تفاصيل أكثر: يقطن مونتالدو تورينيس عدد كبير من كبار السن، ولكنها أيضاً موطن لعائلات شابة ينتقل أفرادها إلى تورينو للعمل.
يرى جايوتي أن الأسباب الأكثر واقعية لغياب فيروس كورونا تتمثل في الهواء النقي، وأسلوب الحياة الصحي، إلى جانب جهوده لتحذير الناس من مخاطر فيروس كورونا وتوزيع الكمامات على جميع العائلات.
أضاف جايوتي: "ليس هناك أية أنشطة صناعية هنا تقريباً، فأغلب السكان هنا حرفيون. ومن بداية المشكلة، كنت أضع ملاحظات في صناديق البريد الخاصة بالسكان تفيد بما عليهم فعله ليبقوا في أمان، مثل غسيل الأيدي بانتظام، وتجنب الاختلاط المباشر".
كذلك لجأ عمدة البلدة إلى نشر التعليمات الرسمية على الموقع الإلكتروني الخاص بـ مونتالدو تورينيس، قائلاً: "نحن البلدة الأولى في المنطقة التي قامت بتوزيع الكمامات على العائلات، ولا نزال نوزع منها".
كورونا في إيطاليا: ارتفعت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية حصيلة ضحايا كورونا في إيطاليا، وبلغ عدد الإصابات 101.739 شخصاً، بينما وصل عدد الوفيات إلى 11.591، أما عدد الذين تماثلوا للشفاء فبلغ 14.620.
بحسب معطيات الدفاع المدني الإيطالي، تعد حصيلة المصابين، الإثنين 30 مارس/آذار 2020، هي الأقل على أساس يومي، منذ فرض الحجر الصحي بعموم البلاد، في 10 مارس/آذار الحالي، حيث توفي الإثنين 812 شخصاً.
تُعد منطقة لومبارديا شمالي البلاد، الأكثر تضرراً من الفيروس، وجرى تسجيل 458 وفاة جديدة في الساعات الـ24 الأخيرة، حسب المسؤول الصحي بالمنطقة غويليو غالليرا.
تتصدر إيطاليا حالياً دول العالم في وفيات كورونا، تليها إسبانيا، لكنها تحل ثانية بعد الولايات المتحدة في إجمالي عدد الإصابات.
يُشار إلى أن انتشار الفيروس أجبر دولاً عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وفرض حظر التجول، وتعطيل الدراسة، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس.