حذرت وزارة الصحة العراقية، الجمعة 4 سبتمبر/أيلول 2020، من فقدان السيطرة على فيروس كورونا في البلاد، وذلك بعد ساعات من تسجيل أكثر من 5 آلاف إصابة خلال آخر 24 ساعة، في أعلى معدل إصابات يومي منذ ظهور الفيروس بالبلاد في فبراير/شباط الماضي.
تفشي الوباء: جاء تحذير الوزارة العراقية، بعدما سجلت البلاد 84 وفاة بفيروس كورونا، وإصابة 5.036 بالفيروس، وقالت وزارة الصحة العراقية، في بيان، إنه "سُجل اليوم أعلى عدد إصابات بمرض كوفيد-19 منذ بدء ظهور الجائحة في العراق".
أرجعت الوزارة هذه الزيادة الكبيرة بالإصابات إلى عدم التزام أغلب المواطنين بالإجراءات الاحترازية خلال المناسبات الدينية الأخيرة، في إشارة منها إلى المراسم الدينية التي صاحبت إحياء ذكرى عاشوراء.
الوزارة أضافت في بيانها: "شاهدنا الكثير من التجمعات الكبيرة المتعددة وفي كثير من الأماكن كالشوارع والأسواق والمطاعم وغيرها بدون اتخاذ أي من الإجراءات التي أوصت بها وزارتنا؛ وهو ما سبب هذا الارتفاع في عدد الإصابات، والمتوقع أن يستمر بالتصاعد".
كذلك أشارت الوزارة إلى أن الأمر نفسه تكرر "بعد عيدي الفطر والأضحى الماضيين؛ حيث شهد العراق زيادة كبيرة في أعداد الإصابات والوفيات".
أمام هذه الزيادة في الإصابات، حذرت وزارة الصحة من "فقدان سيطرة المؤسسات الصحية في التعامل مع هذه الأعداد الكبيرة من الإصابات، وبالتالي ارتفاع أعداد الوفيات"، داعية العراقيين إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، خصوصاً ارتداء الكمامات، والحفاظ على التباعد الجسدي، وتعقيم اليدين.
وتسود مخاوف من انهيار النظام الصحي على اعتبار أن البلد يملك بنية تحتية محدودة في هذا القطاع، بفعل عقود من الحروب والفساد وعدم الاستقرار.
تحذير من الأسوأ: وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت الأسبوع الماضي من أن عدد الإصابات بكوفيد-19 في العراق يرتفع "بمعدل ينذر بالخطر"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
المنظمة أشارت إلى أنه ينبغي على العراق، الذي يمتلك نظاماً صحياً يواجه صعوبات منذ سنوات، اتخاذ إجراءات لإنهاء تفشي المرض في المجتمع "بأي ثمن"، مؤكدة أيضاً أنه "لا ينبغي أن تعقد التجمعات الجماهيرية في هذه المرحلة".
يُشار إلى أن إصابات كورونا بدأت بالارتفاع في العراق منذ نحو 4 أشهر، عندما خففت السلطات القيود المفروضة بهدف مكافحته، وعلى رأسها حظر التجوال الشامل، وشهدت جميع محافظات العراق ارتفاعاً في عدد الإصابات، لا سيما كربلاء التي كانت مغلقة أمام غير المقيمين منذ أشهر، لكن قبل يومين من عاشوراء رفعت السلطات القيود للسماح بدخول العراقيين المدينة.