أثارت خطبة الجمعة 4 سبتمبر/أيلول 2020، التي ألقاها إمام الحرم المكي عبدالرحمن السديس، ردود أفعال واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، ورأى مغردون أن الخطبة حملت إشارات تُعد بمثابة "تمهيد للتطبيع مع إسرائيل".
حسابات على موقع تويتر تناقلت خلال الساعات الماضية مقتطفات من خطبة السديس، وتساءل مغردون كثيرون حول الغاية من إشارة السديس إلى التعامل مع اليهود في الإسلام، وعن توقيت حديثه.
السديس قال في خطبته إنه "من التنبيهات المفيدة في مسائل العقيدة، عدم الفهم الصحيح في باب الولاء والبراء، ووجود اللبس فيه بين الاعتقاد القلبي وحسن التعامل في العلاقات الفردية والدولية".
أضاف السديس أنه "لا يتنافى مع عدم موالاة غير المسلم، معاملته معاملة حسنة تأليفاً لقلبه واستمالة لنفسه، للدخول في هذا الدين (الإسلام)".
كذلك استشهد السديس بوقائع حدثت مع نبي الإسلام محمد في تعامله مع اليهود، وقال: "مات النبي ودرعه مرهونة عند يهودي، وعامل يهود خيبر على الشطر مما يخرج من زروعهم وثمارهم، وأحسن إلى جاره اليهودي مما كان سبباً في إسلامه".
خطيب الحرم المكي اعتبر في خطبته أيضاً أنه "حين يُغفل منهج الحوار الإنساني، تسود لغة العنف والإقصاء والكراهية".
ردود أفعال: وتعليقاً على خطبة السديس، قال محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف المصري الأسبق، في تغريدة له: "نافق السديس ورب الكعبة، وفي صحة الصلاة خلفه نظر، إذ يلحد في الحرم، ويمهد للتطبيع والخيانة من فوق المنبر المكي الشريف".
من جانبه، قال الداعية الكويتي، الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة حاكم المطيري: "بعد ألف عام عاد القرامطة! السديس ومن منبر الحرم المكي يخطب وحده بلا مصلين! ويدعو إلى التطبيع! ويحرض على قتل من يرفضه بدعوى الفكر الخارجي! ﴿يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله﴾".
أما المغرد عارف بن مخلص النابلسي على "تويتر"، فقال: "هذا الشويخ السديس يطبق ما يريده أعداء الأمه وهو في صف من يريد هدم الدين من أجل مصلحة الحكام".
كما غرد حساب "عاتكة" على "تويتر" فقال: "ما دامك يا سديس جعلت كل الجرائم التي ارتكبها الصهاينة واحتلالهم لمسرى الرسول عليه السلام مغفورة ودعوت لمعاملتهم معاملة حسنة تأليفاً لقلوبهم، ما بال مقاصدك الحميدة وآراؤك الرشيدة لا تنطبق على المعتقلين وبقية المسلمين".
من جانبه، اعتبر الناشط "صقر" في تغريدة له، أن "السديس يمهد للتطبيع في خطبة الجمعة من الحرم المكي".
تأتي خطبة الشيخ السديس بعد نحو ثلاثة أسابيع على الإعلان عن اتفاق تطبيعي بين الإمارات وإسرائيل في 13 أغسطس/آب الماضي، برعاية أمريكية.
رحبت بعض الدول، من بينها مصر والبحرين، بالاتفاق، فيما تجنبت السعودية التعليق المباشر على توصل الإمارات لاتفاق تطبيع مع إسرائيل، مكتفية بالقول إنها ملتزمة بمبادرة السلام العربية.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فتوقع إلى جانب عدد من المسؤولين في بلاده أبرزهم مستشاره جاريد كوشنر، في عدة تصريحات صحفية، بأن تطبع السعودية علاقتها مع إسرائيل بعد الإمارات، وقال كوشنر، منتصف الشهر الماضي، إن "تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية أمر حتمي".