في أوّل رد تركي على موقف ترامب «المتعامي» عن أزمة خاشقجي: الأموال ليست كل شيء

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/23 الساعة 07:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/23 الساعة 09:53 بتوقيت غرينتش
U.S. President Donald Trump speaks via video teleconference with troops from Mar-a-Lago estate in Palm Beach, Florida, U.S., November 22, 2018. REUTERS/Eric Thayer

هاجم وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو الجمعة 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، موقف واشنطن من قتل الصحافي جمال خاشقجي وقال إن تعامي الرئيس دونالد ترامب عن الجريمة ليس مقبولاً وليست كل الأمور تتعلق بالأموال، في تلميح منه إلى ترمب يحرص على علاقة مع الرياض لأنها تملك الثروة.

وأضاف تشاويش أوغلو "لا نعلم على أي أساس قال ترامب إن ولي العهد السعودي قد يعلم بقتل خاشقجي وقد لا يعلم"، مؤكداً أن بلاده ستتعاون مع أي تحقيق دولي وستقدم ما تملك من أدلة ومعلومات، وأن التحقيق الدولي سيكون أفضل لأن السعودية لا تتعاون.

ورأى في حديثه لتلفزيون (سي.إن.إن ترك) أن ترمب يريد دفن القضية والتغاضي عنها.

ويوم الثلاثاء تعهد ترامب بأن يظل "شريكا راسخا" للسعودية رغم قوله إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ربما كان يعرف بخطة قتل خاشقجي الشهر الماضي.

وفيما يتعلق بإمكانية لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قال وزير خارجية التركي أنه ليس هناك سبب لعدم لقاء أردوغان بولي العهد السعودي في قمة العشرين.

وقال إن موقف الاتحاد الأوروبي من جريمة القنصلية كان شكلياً.

وقوبل موقف ترمب من قتل خاشقجي بانتقاد وسائل إعلام أميركية أبرزها صحيفة واشنطن بوست التي قالت إن ترامب يبذل قصارى جهده لمساعدة النظام السعودي على الإفلات من جريمة قتل شخص مقيم في الولايات المتحدة كان أحد أبرز الكتاب في العالم العربي.

وأضافت في افتتاحيتها أن استمرار البيت الأبيض في الوقوف مع النظام في السعودية سيدمر القليل الذي تبقى من مصداقية أميركا الأخلاقية في مجالَي حقوق الإنسان وحرية التعبير ويعرّض الباحثين عن الحقيقة والصحفيين الذين يجرؤون على تحدي النظام السعودي وغيره من الحكومات غير المتسامحة لخطر شديد بغض النظر عن المكان الذي يقطنونه.

ورأت إنّ رفض ترامب التصرف يعطي الضوء الأخضر الرمزي للشاب المتعطش للقوة محمد بن سلمان كي يتمكن من مواصلة مآربه المتهورة في السعودية والعالم العربي ربما للسنوات الأربعين أو الخمسين المقبلة من دون مواجهة أي عواقب.

لولا السعودية لكانت إسرائيل في ورطة

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنه بناء على تقييم مكتب التحقيقات الفيدرالي "CIA" بشأن جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي ، فإنه "من الممكن أن يكون ولي العهد السعودي متورط في الجريمة".

وأضاف ترامب في تصريحات صحافية، الخميس 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2018: "عدم وضوح تقييم CIA تسبب في تقارير إعلامية مغلوطة حول دور محمد بن سلمان في اغتيال خاشقجي". ولفت إلى أن تقييم الوكالة "يحمل وجهين مختلفين"، وقال: "ربما فعلها ولي العهد وربما لم يفعلها".

واعتبر الرئيس دونالد ترامب أن "العالَم البشع هو من يتحمل مسؤولية جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي ". وأشار إلى أن تقييم وكالة الاستخبارات المركزية يشير إلى أمور بالإمكان أن يخلص المرء من خلالها إلى أن ولي العهد ربما فعلها وربما لم يفعلها.

وقال ترامب: "أكره هذه الجريمة وما تم فعله، وكذلك عملية التستر، وولي العهد أيضاً يكرهها أكثر مني".  وتابع: "لدينا مئات الآلاف من الوظائف، فهل يريدون حقاً مني التخلي عن مئات الآلاف من الوظائف؟!".

مِن دون السعودية، إسرائيل "كانت ستكون في ورطة"

وعلى صعيد دور الرياض بالمنطقة، قال ترامب: "لو نظرتم إلى إسرائيل، فإنها ستكون في ورطة كبيرة من دون السعودية". وأضاف: "لولا السعودية ما كانت لدينا قاعدة عسكرية كبيرة ولا أي سبب لوجودها".

ويوم الثلاثاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني، قال الرئيس دونالد ترامب إن جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي "فظيعة ولا تُغتفر"، وأضاف ترامب في بيان للبيت الأبيض، أنه بعد إجراء بحث مستقل "أصبح لدينا الكثير من التفاصيل عن جريمة قتل جمال خاشقجي" .

وأوضح الرئيس الأميركي أن أجهزة المخابرات الأميركية تواصل تقييم المعلومات بشأن مقتل خاشقجي، وقد يكون من الوارد جداً أن "ولي العهد السعودي كان لديه علم بهذا الحادث المأساوي، وربما لا".

وأشار الرئيس دونالد ترامب إلى أنه من المحتمل ألا نتمكن أبداً من معرفة جميع الحقائق المرتبطة بجريمة قتل خاشقجي.

وأضاف أن الملك سلمان وولي العهد: "ينكران بشدةٍ أي معرفة بالتخطيط أو تنفيذ جريمة قتل السيد خاشقجي".

جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي لن تمس العلاقات الأميركية السعودية

وأكد دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تعتزم أن تظل شريكاً راسخاً للسعودية، لضمان مصالح أميركا وإسرائيل والشركاء الإقليميين، مضيفاً أن إلغاء أميركا العقود الدفاعية مع السعودية سيفيد روسيا والصين.

وأكد أن السعودية تقدم مساعدة حاسمة للمساعي الأميركية لاحتواء الطموحات الإيرانية، فضلاً عن الالتزام  بـ450 مليار دولار من عقود الأسلحة الأميركية والاستثمارات الأخرى.

كما أنها تساعد في بقاء أسعار النفط منخفضة، كما قال ترمب.

من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي إن الكونغرس "حر" في "الذهاب باتجاه مختلف" بشأن السعودية وارتباطها بقضية جريمة قتل الصحافي  جمال خاشقجي "لكنه سيدرس فقط الأفكار التي تتسق مع الأمن الأميركي". وشدد على أن "علاقة أميركا هي مع المملكة العربية السعودية".

تحميل المزيد