في الوقت الذي بدأت فيه مزيد من الولايات الأمريكية تخفيفَ قيود الإغلاق فيها، وشرعت أعداد أكبر من الأمريكيين في الخروج من المنازل للاحتجاج أو ممارسة الحياة الطبيعية، أخذت نصف الولايات الأمريكية تقريباً تشهد معدلات أعلى في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
حسب تقرير لموقع CNN الأمريكي، الإثنين 8 يونيو/حزيران 2020، بلغ عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة أكثر من 1.9 مليون إصابة، وتوفي أكثر من 110 آلاف شخص في مدة تزيد قليلاً عن أربعة أشهر، وفقاً لبيانات جامعة "جونز هوبكنز".
الوضع أكثر سوءاً: تقول دراسة جديدة إن الوضع كان سيكون أشد سوءاً بكثير لو لم تكن الولايات خضعت لإجراءات الإغلاق الاحترازية.
على مستوى البلاد، تشهد 22 ولاية أمريكية تصاعداً في أعداد الإصابة بفيروس كورونا، في حين شهدت نحو 20 ولاية انخفاضاً في أعداد الإصابة خلال الأيام الأخيرة، إضافة إلى 8 ولايات شهدت ثباتاً في عدد الإصابات.
من أبرز الولايات التي شهدت ارتفاعاً في أعداد الإصابة، ولاية فلوريدا؛ إذ ارتفع عدد الحالات الجديدة التي أُبلغ عنها في الولاية يومياً بمعدل ارتفاع بلغ 46% تقريباً خلال الأسبوع الماضي، في الوقت ذاته تقريباً الذي دخلت فيه معظم أجزاء الولاية المرحلةَ الثانية من إجراءات تخفيف القيود.
كما أن البيانات على المستوى العالمي تشير إلى أن جائحة كورونا لم تقترب على أي نحو من نهايتها. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، يوم الأحد 7 يونيو/حزيران 2020، إن يوم الأحد الماضي شهد أكبر عدد من حالات الإصابة التي أُبلغت بها منظمة الصحة العالمية في يوم واحد، منذ بداية الوباء.
الإغلاق أنقذ عشرات الملايين: قال باحثون من جامعة كاليفورنيا بيركلي إن إجراءات الإغلاق الطارئة التي فُرضت في طليعة شهر أبريل/نيسان 2020، أسهمت في إنقاذ نحو 60 مليون شخص في الولايات المتحدة من الإصابة بفيروس كورونا.
كما أشارت جامعة كاليفورنيا بيركلي إلى أن بيانات الدراسة "لم تتناول عدد الأرواح التي ربما أنقذتها سياسات الإغلاق، إذ في حال لم تُفرض إجراءات الإغلاق لكانت معدلات الوفيات بلغت حداً أعلى بكثير من أي رقم وصلت إليه الآن".
مخاوف الاجتجاجات: في الوقت الذي يغمر فيه المتظاهرون الشوارع للمطالبة بوضع حدٍّ للعنصرية وعنف الشرطة، يشدد مسؤولو الصحة على ضرورة اتخاذ الاحتياطات للحيلولة دون مزيد من انتشار العدوى.
ولمّا كان الفيروس ينتقل عن طريق التحدث أو حتى مجرد التنفس بالقرب من شخص آخر، كما يمكن حمل عدواه دون ظهور أعراض، فإن الأطباء ما فتئوا يشددون على أهمية ارتداء أقنعة الوجه ومحاولة الحفاظ على مسافة التباعد الجسدي عن الآخرين قدر الإمكان.
قال "المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها"، يوم الأحد 7 يونيو/حزيران 2020، إنه يراقب الاحتجاجات عن كثب.
مع أنّ المدن الساحلية الكبرى كانت الأشد تضرراً من الوباء في البداية، فإن الأسابيع القليلة الماضية شهدت انتشاراً أوسع للإصابات في الولايات الداخلية، وعلى رأسها ولايات أركنساس وتكساس وأريزونا.
كما صرّح مسؤولو الصحة في ولاية يوتا يوم الجمعة 5 يونيو/حزيران 2020، بأنهم "قلقون للغاية" بشأن ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في الولاية خلال الأسبوع الماضي. وسجلت الولاية أكثر من 12 ألف إصابة جديدة، وفقاً لبيانات جامعة "جونز هوبكنز".