كشف موقع Axios الأمريكي أن كبار مستشاري الرئيس ترامب السياسيين قالوا، في اجتماع خاص الأسبوع الماضي، إنه يتعين على رئيسهم ترامب إرسال رسائل تحث على الوحدة وتبعث على التفاؤل والأمل لموازنة خطابه الحاد حول القانون والنظام.
إذ يشعر هؤلاء المستشارون بقلق بالغ إزاء استطلاعات الرأي الداخلية "القاسية" على الرئيس بعد طريقته في التعامل مع جائحة فيروس كورونا ومقتل جورج فلويد.
"ما رسالتنا؟": مدير حملة ترامب لعام 2016، كوري ليواندوفسكي، أثار خلال اجتماع لكبار المستشارين السياسيين في مقر الحملة سؤالاً يطرحه الكثير من المقربين من الحملة على أنفسهم مؤخراً: "ما رسالتنا؟".
ليواندوفسكي، الذي شارك عبر تطبيق Zoom في وقت لاحق في الاجتماع، أوضح أنه كان يسأل على وجه التحديد عن الرسائل اللازمة لتوضيح أولويات ترامب في الولاية الثانية.
فيما استقر المستشارون على شعار "عودة أمريكا الكبرى" المدعوم بكلمات مثل "التجديد" و"التعافي" و"استعادة المكانة" و"إعادة البناء".
يأتي هذا في وقت يمر فيه ترامب الآن بمرحلة حرجة في رئاسته وحملته الانتخابية.
إذ وصف مصدر مطلع استطلاعات الرأي الداخلية عن ترامب "بالقاسية"، مما يدل على انخفاض كبير في دعم المستقلين له.
الحاجة للتغيير: فيما قال أحد كبار مستشاري ترامب إن "ثمة فكرة بأننا بحاجة إلى التغيير لنصبح أكثر تماسكاً من خلال رسالة التعافي وإعادة البناء واستعادة المكانة والتحسن… وهي فكرة تتماشى مع كوفيد-19 والاقتصاد والمشكلات العرقية"، مضيفاً: "الرسائل التي تنجح مع قاعدة مؤيدي شعار "اجعلوا أمريكا عظيمة مجدداً" لا تلقى صدى لدى المستقلين".
مستشار آخر مطلع على النقاش الداخلي قال: "عليه أن يخفف من الخطاب المثير للفتنة، ويتحدث عن القانون والنظام في سياق أعمال الشغب، وفي الوقت نفسه يقول إن البلاد متفقة على أن ما حدث لجورج فلويد لا يمكن أن يحدث مرة أخرى أبداً".
أضاف: "لقد بدأ يُصغي إلى الكثير من الناس، والساسة، الذين يطلبون منه التحلي بالهدوء… ويحاولون إقناعه بأن حديثه عن تدخل الجيش فقط لا يساعد في تهدئة الموقف".
المستشار تابع قائلاً: "يتعين علينا أن نقول إن الشرطة جزء لا يتجزأ من المجتمع، لكن علينا أن نخفف من عنفها قليلاً".
لكن مستشاراً ثالثاً مطلعاً على المحادثة حذر بقوله: "لم يكن أحد ليُدعى إلى المشاركة في هذا الاجتماع إذا كان يظن حقاً أنه يمكنه منع ترامب من قول أي شيء".
ورداً على سؤال حول الاستطلاع الداخلي، قال مدير اتصالات حملة ترامب تيم مورتو لموقع Axios الأمريكي: "في بياناتنا الداخلية، لا يزال الرئيس قوياً ضد جو بايدن المحدود".
مشكلة محتملة بين ترامب ومنافسه بايدن: كما يتوقع أن تدفع حملة ترامب "بايدن" إلى موقف يقرر فيه ما إذا كان يدعم خطاب "وقف تمويل" الشرطة أم لا، وهي مشكلة محتملة قد تثير جدلاً.
إذ كان كبار الاستراتيجيين للرئيس عام 2020 يجلسون حول طاولة في مقر حملة ترامب في أرلينغتون، بولاية فرجينيا. وشارك في الاجتماع من خلال تطبيق Zoom كل من ليواندوفسكي ونيك آيرز وديفيد أوربان. وكان حول الطاولة مدير الحملة براد بارسكال ونائب مدير الحملة بيل ستيبين، وكبار مسؤولي الحملة جوستين كلارك ومايكل غلاسنر وجيسون ميللر وبوب بادوتشيك، ومحللو استطلاعات الرأي جون ماكلولين وتوني فابريزيو، ونائب مدير حملة ترامب عام 2016 ديفيد بوسي.
فيما يخطط المستشارون للتأكيد على السياسات التي وافق عليها ترامب، والتي قد تجذب الأمريكيين من أصل إفريقي، مثل دعم الكليات والجامعات السوداء المعروفة تاريخياً، ومناطق الفرص (الحوافز الضريبية للفئات ذات الدخل المنخفض)، وإصلاح قوانين العدالة الجنائية.
ولتحقيق هذه الغاية، شارك مايك بنس، يوم الجمعة، في "جلسة إصغاء" مع بعض رموز الأمريكيين من أصل إفريقي.
أما حملة ترامب فتخطط للمضي في محاولة ربط بايدن بالخطاب المستجد "للتقدميين" الذي يدعو إلى"وقف تمويل الشرطة"، وفقاً لمسؤول في الحملة.
رغم أن بايدن لم يدعُ لوقف تمويل الشرطة، فإن حملة ترامب ستدفعه لإدانة هذه الفكرة، بافتراض أن ذلك سيقلل من أعداد داعميه.